وقاء
"المركز الوطني وقاء" يعلن إنجازاً تاريخياً.. منظمة دولية تعترف بخلو المملكة من مرضٍ خطير!
كتب بواسطة: زهور النجار |

يواصل المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها «وقاء» جهوده المكثفة ضمن برنامج وطني نوعي يهدف إلى رفع كفاءة المنظومة البيطرية وتحقيق الأمن الحيوي في المملكة، من خلال العمل على الحصول على اعتراف المنظمة العالمية لصحة الحيوان بخلو المملكة من عدد من الأمراض الحيوانية الوبائية ذات الأهمية الاقتصادية والصحية والتجارية.
إقرأ ايضاً:"كأس الملك" يشتعل اليوم.. مواجهات مفاجئة قد تغيّر وجه البطولة!"وزير الصحة" يفجّر مفاجأة في ملتقى الصحة العالمي.. إنجازات غير مسبوقة وأرقام تفوق التوقعات

ويعتمد البرنامج على إعداد ملفات علمية دقيقة تُبرز جهود مختلف الجهات المعنية في المملكة في مجال الوقاية والمكافحة، بحيث تتوافق مع اشتراطات المنظمة العالمية، تمهيدًا للحصول على الاعتراف الرسمي الذي يعزز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال الصحة الحيوانية.

ويُعد هذا الاعتراف خطوة مهمة نحو دعم الشفافية في الوضع الوبائي الوطني، إذ يعكس موثوقية البيانات الصحية المسجلة رسميًا عن الثروة الحيوانية، ويسهم في رفع جودة منظومة الرصد البيطري وتحسين مستوى الخدمات البيطرية المقدمة في مختلف مناطق المملكة.

ويمثل هذا التوجه أحد مسارات تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالأمن الغذائي والحيوي واستدامة الثروات الطبيعية، عبر تبني سياسات متقدمة في الوقاية والسيطرة على الأمراض الحيوانية المعدية.

وتركز الجهود الحالية للمركز على إبراز فعالية الإجراءات الوقائية الوطنية في مكافحة الأمراض، وتحسين جودة الخدمات البيطرية، وتوفير بيانات صحية دقيقة وشفافة، مما يتيح تعزيز الثقة المحلية والدولية في قدرات المملكة البيطرية.

كما يسهم هذا العمل في دعم التجارة الدولية الآمنة للحيوانات ومنتجاتها، من خلال تسهيل عمليات التصدير والاستيراد بين المملكة والدول الشريكة، بما يتوافق مع المعايير الصحية العالمية المعتمدة.

وقد حققت المملكة إنجازات نوعية في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، حيث حصلت رسميًا على اعتراف المنظمة العالمية لصحة الحيوان بخلوها من عدد من الأمراض الحيوانية الوبائية التي كانت تشكل تحديًا للقطاع الحيواني عالميًا.

وشملت قائمة الاعترافات خلو المملكة من مرض إنفلونزا الطيور عالي الضراوة في أكتوبر 2023، وهو إنجاز يعكس قوة الاستجابة السريعة والإجراءات الوقائية المتقدمة التي اتُخذت في هذا الشأن.

كما أعلنت المنظمة في مايو 2025 خلو المملكة من مرض طاعون الخيل الأفريقي، بعد سلسلة من الجهود البحثية والميدانية التي نفذتها الفرق البيطرية الوطنية بدعم من الجهات المختصة في وزارة البيئة والمياه والزراعة.

وفي يوليو 2025، أُدرجت المملكة رسميًا ضمن الدول الخالية من مرض أنيميا الخيل المعدية، بعد أن استوفت جميع متطلبات المنظمة الدولية المتعلقة بأنظمة المراقبة والتقصي الوبائي.

وجاء الاعتراف بخلو المملكة من مرض الرُّعام في سبتمبر من العام ذاته تتويجًا لمسار متكامل من العمل الميداني والمخبرِي، ما يعكس التطور الكبير في قدرات المملكة على الكشف المبكر والسيطرة على الأمراض الحيوانية.

ويُتوقع أن تسهم هذه الاعترافات في تسهيل حركة الاستيراد والتصدير للثروة الحيوانية ومنتجاتها، من خلال تعزيز ثقة الشركاء التجاريين الدوليين في المنظومة البيطرية السعودية ومطابقتها للمعايير العالمية.

كما ستؤدي هذه الخطوات إلى رفع كفاءة النظام الصحي البيطري في مجالات الرصد والتشخيص والاستجابة، وهو ما يعزز من جاهزية المملكة للتعامل مع أي طارئ وبائي محتمل.

ويعتبر هذا التقدم ثمرةً لتكامل الجهود بين المركز الوطني «وقاء» والجهات الحكومية المعنية، إضافةً إلى التعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة لضمان تطبيق أعلى معايير الأمن الحيوي.

ومن شأن هذه الاعترافات أن تضع المملكة في مصاف الدول الرائدة عالميًا في مجال مكافحة الأمراض الحيوانية، وتدعم حضورها في المحافل الدولية كمصدر موثوق للمعرفة والخبرة في الصحة البيطرية.

ويعكس هذا الإنجاز حجم الاستثمارات التي ضختها المملكة في تطوير البنية التحتية البيطرية، بما في ذلك المختبرات المتقدمة، والكوادر المؤهلة، والأنظمة الرقمية الخاصة بمتابعة الوضع الوبائي بشكل مستمر.

كما أن هذه النجاحات تسهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية بوصفها أحد مكونات الأمن الغذائي، وتدعم خطط الاستدامة الزراعية والاقتصاد الحيوي في المملكة ضمن توجهاتها المستقبلية.

ويرى خبراء أن استمرار هذا النهج سيعزز من مكانة المملكة كدولة مرجعية في مجال الصحة الحيوانية، خاصة مع توسع برامج التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الوقاية والمكافحة والتأهيل البيطري.

ويؤكد هذا المسار أن المملكة تمضي بثبات نحو تحقيق منظومة صحية بيطرية متكاملة تواكب أفضل الممارسات العالمية، بما يضمن حماية الإنسان والحيوان والبيئة على حد سواء.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار