أكد وزير الصحة فهد الجلاجل أن ملتقى الصحة العالمي في نسخته الثامنة يمثل منصة استراتيجية تجمع صُنّاع القرار والمبتكرين والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، لصياغة مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة للقطاع الصحي، بما يواكب التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في إطار رؤية 2030.
إقرأ ايضاً:"كأس الملك" يشتعل اليوم.. مواجهات مفاجئة قد تغيّر وجه البطولة!"وزارة الداخلية" تُنفّذ حكماً حاسماً بحق مواطن.. وهذه تفاصيل الجرائم التي هزّت المملكة!
وأوضح الجلاجل أن القطاع الصحي السعودي حقق قفزات نوعية خلال السنوات الأخيرة، انعكست في تحسين جودة الخدمات وتعزيز الوقاية والرعاية المتكاملة، مما جعل المملكة نموذجًا في التحول الصحي على مستوى المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن وفيات الأمراض المزمنة انخفضت بنسبة 40%، متجاوزة مستهدف الأمم المتحدة في هذا المجال، ما يعكس نجاح المبادرات الوقائية وبرامج التوعية الصحية التي تبنتها الوزارة خلال السنوات الماضية.
كما أضاف أن المملكة تمكنت من خفض وفيات الحوادث المرورية بأكثر من 60%، متجاوزة مستهدف منظمة الصحة العالمية، بفضل التكامل بين الجهات الصحية والأمنية والتوعوية، وتحسين سرعة الاستجابة الطبية للحوادث.
وبيّن أن متوسط العمر المتوقع في المملكة ارتفع من 74 عامًا في عام 2016 إلى 79 عامًا في عام 2025، وهو مؤشر واضح على تحسن جودة الحياة ومستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
ولفت وزير الصحة إلى أن عدد الأبحاث السريرية في المملكة ارتفع بنسبة 51% خلال عام واحد، في دلالة على تنامي الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار الطبي، كأحد محركات التطوير في المنظومة الصحية.
وأعلن الجلاجل عن إطلاق تجربة سريرية جديدة لطبيب الذكاء الاصطناعي «AI Physician» بالتعاون مع شركتي HUMAIN وLEAN، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم التشخيص والعلاج وتحسين كفاءة الخدمات الصحية.
وأشار إلى أن شركة الاستثمارات الدوائية «لايفيرا» تعمل على توطين صناعة عدد من اللقاحات بالتعاون مع شركات عالمية رائدة مثل سانوفي وميرك وفايزر، بما يعزز الأمن الدوائي والاكتفاء المحلي.
كما كشف عن إطلاق مبادرة «المدرب الصحي الذكي» بالشراكة مع شركة Google من خلال تطبيق «صحتي»، ليكون بمثابة مرشد صحي شخصي يساعد المستفيدين على تبني أنماط حياة أكثر صحة ووقاية.
وأكد أن هذه المبادرة تأتي ضمن جهود الوزارة لتوسيع استخدام التقنيات الرقمية في الرعاية الصحية، بما يسهم في تحسين التجربة الصحية وتحقيق التكامل بين الطب الوقائي والعلاجي.
وأوضح أن الملتقى سيشهد توقيع استثمارات ضخمة تتجاوز 124 مليار ريال سعودي، تُوجّه نحو تطوير البنية التحتية الصحية، وتعزيز القدرات الوطنية في التصنيع الطبي والبحوث والابتكار.
وشدد الجلاجل على أن هذه الاستثمارات تمثل دعمًا مباشرًا للقطاع الصحي السعودي، وتسهم في رفع جاهزيته لمواكبة التحديات المستقبلية وتحقيق الاستدامة المالية والإدارية.
وأشار إلى أن برنامج الفحص الطبي قبل الزواج استفاد منه أكثر من 6 ملايين شخص، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسب الاستجابة للمشورة الطبية، ما يعكس وعي المجتمع بأهمية الوقاية من الأمراض الوراثية والمعدية.
وأكد أن هذا البرنامج يُعد من المبادرات الوطنية الرائدة في تعزيز الصحة العامة، ودعم بناء أسر سليمة تسهم في تحقيق جودة الحياة التي تستهدفها رؤية المملكة.
وبيّن الجلاجل أن المملكة أصبحت وجهة عالمية للابتكار الصحي، حيث يجمع ملتقى الصحة العالمي هذا العام نخبة من الخبراء والمستثمرين لبحث فرص التعاون في مجالات الطب الرقمي والتقنيات الحيوية والرعاية المتقدمة.
وأشار إلى أن الجهود الوطنية في القطاع الصحي تركز على تطوير الكفاءات البشرية وتعزيز الشراكات مع المراكز البحثية والشركات العالمية لتوطين المعرفة الطبية.
وأضاف أن وزارة الصحة تعمل على بناء منظومة صحية مستدامة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار، وتضمن وصول الخدمات إلى جميع مناطق المملكة بكفاءة عالية.
واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن المملكة ماضية بثبات نحو تحقيق تحول صحي شامل، يجعل الإنسان محور الاهتمام، ويرسخ مفهوم الصحة الشاملة كركيزة أساسية لتنمية مستدامة ومجتمع مزدهر.