قال الدكتور بدر المسيعيد، استشاري جراحة المسالك البولية، إن الإرهاق المفرط لا يجعل الطبيب أكثر خبرة، بل قد يهدد شغف الأطباء المبتدئين بالتعلّم ويؤثر سلباً على أدائهم المهني.
إقرأ ايضاً:"جزر البرك" تخطف الأنظار في عسير.. مشاهد طبيعية تُحاكي الخيال وتخبئ ما هو أعجب!الهيئة العامة للإحصاء تكشف أرقام أغسطس.. نمو الواردات يثير التساؤلات حول الصادرات الوطنية!
وأضاف المسيعيد خلال مداخلته في برنامج «يا هلا» على قناة «روتانا خليجية»، أن الاعتقاد القائل بأن الطبيب المبتدئ ليس من حقه الشكوى يعد ادعاءً خاطئاً، مؤكداً ضرورة الاستماع لملاحظاتهم ومراعاة ظروفهم الصحية والنفسية.
وأشار إلى أن المناوبات الطويلة تشكل خطراً كبيراً على الأطباء، إذ يمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية وجسدية متعددة تشمل الاكتئاب وزيادة معدل الاحتراق الوظيفي بين الأطباء المتدربين.
وأوضح أن الإرهاق الناتج عن ساعات العمل الطويلة يؤثر على جودة النوم ويسبب اضطرابات في نمط الحياة اليومية، ما ينعكس سلباً على الصحة العامة للأطباء وقدرتهم على تقديم الرعاية المثلى للمرضى.
وأكد المسيعيد أن من الآثار السلبية الأخرى للمناوبات الطويلة تدهور العلاقات الأسرية، مشيراً إلى ارتفاع نسب الطلاق بين الأطباء نتيجة الضغط النفسي المستمر والإرهاق المزمن.
وشدد على ضرورة اعتماد نظام المناوبات القصيرة للأطباء، لما له من دور في تقليل المخاطر الصحية والنفسية وتحسين الأداء الوظيفي، إلى جانب الحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
وأضاف أن هذه الإجراءات تسهم في تعزيز التعلم الفعّال للأطباء المبتدئين، وتمكينهم من اكتساب الخبرات دون التأثير على صحتهم الجسدية والنفسية.
وأشار إلى أن التغيير في نظام المناوبات يعد خطوة أساسية للحد من الاحتراق الوظيفي، وتحفيز الأطباء على الاستمرار في تطوير مهاراتهم المهنية بشكل مستدام.
وبيّن أن التقيد بالمناوبات الطويلة لا يزيد من خبرة الطبيب بالضرورة، بل قد يؤدي إلى أخطاء طبية نتيجة الإرهاق وقلة التركيز، ما يشكل خطراً على المرضى ويؤثر على جودة الرعاية الصحية.
وشدد المسيعيد على أهمية دعم الأطباء المبتدئين وتوفير بيئة عمل صحية وآمنة، تتيح لهم التعلم والتطور دون التعرض للإرهاق المفرط.
وأوضح أن الدراسات الحديثة تؤكد أن تنظيم ساعات العمل وتقليل مدة المناوبات يحسن الأداء الذهني والتركيز، ويقلل من معدلات الحوادث الطبية المرتبطة بالإرهاق.
وأشار إلى أن الإرهاق النفسي والجسدي يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر بين الأطباء، ما ينعكس على تعاملهم مع المرضى وعلى جودة التشخيص والعلاج.
وأكد أن المناوبات القصيرة تعد أفضل خيار لتعزيز الصحة النفسية والجسدية للأطباء، وتقليل الضغوط الناتجة عن المسؤوليات الطبية الثقيلة.
وأشار إلى أن التوازن بين العمل والراحة يسهم في الحفاظ على الشغف المهني لدى الأطباء الجدد ويحفزهم على الاستمرار في مسيرتهم الطبية بحماس.
وبيّن أن إدخال برامج الدعم النفسي والإرشاد المهني في المستشفيات يعزز من قدرة الأطباء على التعامل مع الضغوط ويقلل من الاحتراق الوظيفي.
وشدد على ضرورة أن تكون سياسات المستشفيات مرنة بما يكفي لتلبية احتياجات الأطباء المبتدئين دون التأثير على جودة الخدمات الصحية المقدمة.
وأوضح أن الحفاظ على صحة الأطباء النفسية والجسدية يعد استثماراً مهماً في جودة الرعاية الصحية العامة وحماية المجتمع من الأخطاء الطبية المحتملة.