أكد وزير الصحة فهد الجلاجل أن المملكة تستعد لبدء التجارب السريرية لطبيب الذكاء الاصطناعي خلال فترة قريبة، موضحًا أن هذه الخطوة تمثل مرحلة متقدمة في مسار التحول الصحي المدعوم بالتقنيات الحديثة ضمن التوجه الوطني نحو مستقبل رقمي شامل.
إقرأ ايضاً:"الجوازات" تفاجئ المسافرين إلى دول مجلس التعاون.. هذا ما يجب أن يتوفر قبل المغادرة!"برنامج سكني" يكشف تفاصيل غير متوقعة عن آلية الدعم.. والمستفيدون في حالة ترقب
وأشار الوزير في كلمته بملتقى الصحة العالمي إلى أن المملكة تسعى لأن تكون نموذجًا عالميًا في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان، مؤكدًا أن الغاية ليست فقط استخدام التقنية، بل تسخيرها لتحسين جودة الحياة وضمان صحة مستدامة لكل فرد.
وأوضح الجلاجل أن هذا المشروع يأتي في إطار منظومة متكاملة من المبادرات التي أطلقتها وزارة الصحة لدعم الابتكار في الخدمات الطبية، وتعزيز قدرة القطاع الصحي على الاستجابة السريعة والدقيقة لاحتياجات المرضى.
وأضاف أن الطبيب الذكي سيسهم في تسريع عملية التشخيص، وتقديم استشارات طبية دقيقة، وتقليل الأخطاء البشرية، مما يعزز من كفاءة النظام الصحي ويرتقي بتجربة المريض إلى مستويات غير مسبوقة.
وبيّن أن المملكة تضع “صحة الإنسان أولاً” كشعار عملي وليس مجرد عبارة، إذ تلتزم بتطوير سياسات وأنظمة تضمن وصول الرعاية الصحية عالية الجودة إلى جميع السكان في مختلف المناطق.
وأكد أن وزارة الصحة تعمل على بناء شراكات عالمية لتبادل الخبرات في الذكاء الاصطناعي الطبي، بما يسهم في تحقيق الريادة للمملكة في هذا المجال الحيوي.
وأشار الجلاجل إلى أن رؤية السعودية 2030 كانت المحرك الأساس وراء هذه التحولات النوعية في القطاع الصحي، حيث أعادت صياغة مفهوم الرعاية من العلاج بعد الإصابة إلى الوقاية قبل حدوث المرض.
وقال إن هذا التحول الاستباقي جعل النظام الصحي أكثر فعالية، وأدى إلى تحسن ملموس في المؤشرات الصحية العامة داخل المملكة.
وكشف الوزير أن 70% من حالات السرطان في المملكة تُكتشف اليوم في مراحلها المبكرة، وهو ما يعد من أهم مؤشرات نجاح برامج الفحص المبكر والتوعية المجتمعية.
وأوضح أن هذا التقدم لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة استثمارات استراتيجية في البنية التحتية الصحية، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية المتقدمة.
وأشار إلى أن متوسط العمر المتوقع في المملكة ارتفع من 74 عامًا في عام 2016 إلى 79 عامًا في عام 2025، وهو إنجاز يعكس التحسن الشامل في جودة الرعاية ونمط الحياة.
وأكد أن هذا الارتفاع في الأعمار يعكس نجاح نموذج الرعاية الجديد الذي يضع الإنسان في قلب العملية الصحية منذ لحظة ميلاده وحتى مراحل عمره المتقدمة.
وأضاف أن التحول من الطب العلاجي إلى الطب الوقائي يمثل خطوة جوهرية نحو بناء مجتمع صحي ومستدام، قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
وشدد الجلاجل على أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا عن الأطباء، بل أداة تمكينية تعزز من قدراتهم وتسهم في اتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة.
وأوضح أن الوزارة تعمل على تدريب الكوادر الطبية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفاعلية، لضمان تكامل التقنية مع الخبرة البشرية بشكل متوازن.
وبيّن أن هذه الجهود تأتي ضمن منظومة التحول الصحي الوطني، التي تهدف إلى بناء نظام مرن ومبتكر يواكب طموحات رؤية 2030.
وأكد أن السعودية تسعى لأن تكون مركزًا عالميًا للابتكار الصحي في المنطقة، من خلال استثمار إمكاناتها البشرية والتقنية في تطوير الحلول الذكية.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن "طبيب الذكاء الاصطناعي" سيكون نموذجًا واقعيًا لما يمكن أن تحققه التكنولوجيا حين تُسخر لخدمة الإنسان لا العكس، مجسدًا روح الرؤية السعودية في الجمع بين التقدم التقني والبعد الإنساني.