أعلنت أمانة المنطقة الشرقية عن إلغاء أربعين إشارة مرورية في حاضرة الدمام، بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، ضمن خطة تطويرية تهدف إلى تحسين انسيابية الحركة المرورية وتعزيز كفاءة شبكة الطرق في المدينة.
إقرأ ايضاً:"المرور" يحقق في احتراق مركبة تقل طلابًا.. لحظات الرعب التي سبقت "الفاجعة" جنوب القويعية"هيئة الغذاء والدواء" تُدشّن دستور الأدوية السعودي..خطوة سعودية تغيّر موازين صناعة الدواء
جاء هذا الإجراء في إطار استراتيجية شاملة لتقليل الازدحام المروري، حيث استُبدلت الإشارات المرورية بعدد من نقاط الالتفاف وتعديل مسارات الطرق لضمان انسياب حركة المركبات في الاتجاهين.
وأكدت الأمانة أن هذه التعديلات جاءت بعد دراسات ميدانية دقيقة، راعت فيها معايير السلامة المرورية العالمية لضمان تحقيق التوازن بين الانسيابية والأمان في آنٍ واحد.
وتضمنت الحلول التي نفذتها الأمانة تحسين تصميم التقاطعات الحيوية في الدمام، ما أسهم في خفض متوسط زمن الرحلات اليومية بنحو عشر دقائق في المناطق التي شملها التطوير.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من برنامج أوسع يستهدف معالجة التحديات المرورية التي تواجهها المدينة، خصوصًا في المواقع ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق التجارية المزدحمة.
وأشارت الأمانة إلى أنها اعتمدت نموذج النقل والمرور لتقييم نتائج التغييرات قبل التنفيذ وبعده، مما مكّنها من اتخاذ قرارات هندسية مبنية على بيانات وتحليلات دقيقة.
وأسهم تطبيق هذا النموذج في تحديد نقاط الاختناق الرئيسية داخل المدينة، ووضع حلول عملية لتقليلها عبر تصميمات مرورية حديثة تراعي التدفق المستمر للمركبات.
كما شملت الإجراءات تنفيذ جسور وأنفاق في مواقع استراتيجية لرفع كفاءة الربط بين الأحياء، وتخفيف الضغط على المحاور الرئيسية التي تشهد كثافة عالية خلال ساعات الذروة.
وتعمل الأمانة كذلك على توحيد اتجاهات السير في بعض الشوارع الحيوية، ما يسهم في تنظيم الحركة وتقليل احتمالات التوقف المفاجئ أو الحوادث البسيطة الناتجة عن تقاطع المسارات.
وتمت إضافة دورانات خلفية جديدة تسهل الحركة وتحد من الازدحام عند الإشارات السابقة، مما يرفع كفاءة التشغيل المروري في المناطق التجارية والمجمعات السكنية.
وأكدت الأمانة أن هذه الجهود تأتي ضمن إطار برنامج تطوير شامل لشبكة الطرق والشوارع بالمنطقة الشرقية، يهدف إلى رفع جودة الحياة وتحسين تجربة التنقل اليومية للسكان والزوار.
وتسعى الخطة إلى تحقيق التكامل بين البنية التحتية الحديثة والأنظمة الذكية في إدارة الحركة المرورية، بما يواكب تطلعات المملكة في التحول الحضري المتقدم.
كما ترتبط هذه المشاريع بمستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع جودة الحياة في المدن ضمن أولوياتها من خلال تحسين النقل العام وتقليل أوقات التنقل بين الأحياء.
وتعكس هذه المبادرات التزام الأمانة بتطبيق معايير التنمية الحضرية المستدامة، عبر حلول مرورية طويلة الأمد تواكب النمو السكاني والتوسع العمراني في المنطقة.
وأوضح مختصون في التخطيط المروري أن إلغاء الإشارات واستبدالها بمسارات التفاف يسهم في خفض انبعاثات المركبات الناتجة عن الانتظار الطويل، ما ينعكس إيجابًا على البيئة الحضرية.
كما أشاروا إلى أن هذا النوع من الحلول يُعد من أبرز ممارسات المدن الذكية حول العالم، ويُظهر تحول الدمام نحو نموذج حضري أكثر كفاءة واستدامة.
ويؤكد نجاح هذه التجربة أهمية التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية لضمان التنفيذ المتكامل وتوحيد الرؤى الهندسية في تطوير البنية التحتية المرورية.
ومن المتوقع أن تستمر أمانة المنطقة الشرقية في توسيع نطاق المبادرة لتشمل مدنًا أخرى ضمن خطتها الطموحة لتطوير منظومة النقل الحضري في المنطقة الشرقية.