شهدت أسواق الذهب الآسيوية اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، مواصلةً مسارها الصاعد للشهر الثالث على التوالي، في ظل تزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط حالة من التقلبات الاقتصادية العالمية.
 إقرأ ايضاً:ميركاتو الشتاء يشعل الصراع الفرنسي.. نجم الاتحاد مطلوب بشدة في هذا النادي والتعاقد النهائيتمديد التأشيرة إلكترونيا من "خارج المملكة".. الجوازات تتيح خدمة جديدة للعمالة المنزلية
وسجّل المعدن الأصفر في التعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 4034 دولارًا للأوقية، مدعومًا بموجة شراء قوية من المستثمرين الذين يسعون لحماية أصولهم من تقلبات العملات وأسواق الأسهم.
كما ارتفع الذهب بنسبة 4.5% منذ بداية الشهر الجاري، في مؤشر واضح على استمرار الزخم الإيجابي الذي تشهده الأسعار بفعل المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع ثقة الأسواق في الدولار الأمريكي.
في المقابل، شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر تراجعًا بنسبة 1.1% لتسجل 3955 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس عمليات جني أرباح بعد موجة صعود متتالية.
ويرى محللون أن التراجع الطفيف في العقود الآجلة لا يمثل تغييرًا في الاتجاه العام، بل يعكس استراحة قصيرة للسوق قبل استئناف الارتفاع مدفوعًا ببيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة.
وتشير التوقعات إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية وارتفاع مستويات التضخم سيعززان الطلب على الذهب خلال الأسابيع المقبلة، مما قد يدفع الأسعار لتسجيل مستويات قياسية جديدة.
ويُعد تجاوز الذهب لحاجز 4000 دولار للأوقية حدثًا نادرًا في الأسواق العالمية، يعكس حالة القلق التي تسيطر على المستثمرين من سياسات البنوك المركزية تجاه أسعار الفائدة.
كما أن إقبال البنوك المركزية، خصوصًا في آسيا والشرق الأوسط، على شراء الذهب لدعم احتياطاتها عزز الاتجاه الصعودي للمعدن الأصفر بشكل واضح.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن ارتفاع الذهب جاء أيضًا نتيجة انخفاض عوائد السندات الأمريكية، ما جعل المعدن النفيس خيارًا أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن استقرار العائد.
في المقابل، شهدت الفضة استقرارًا في تعاملات اليوم عند مستوى 48.92 دولارًا للأوقية، محافظةً على مكاسبها التي حققتها خلال الأسابيع الماضية.
أما البلاتين فقد ارتفع بنسبة 0.2% ليصل إلى 1613.50 دولارًا للأوقية، مستفيدًا من زيادة الطلب الصناعي وارتفاع أسعار المعادن المستخدمة في التحول نحو الطاقة النظيفة.
كما حقق البلاديوم قفزة ملحوظة بنسبة 2.1% مسجلًا 1474.51 دولارًا للأوقية، وسط توقعات بزيادة الطلب من قطاع السيارات مع تعافي الإنتاج العالمي.
ويرى خبراء أن التباين في أداء المعادن النفيسة يعكس تنوع العوامل المؤثرة، حيث يلعب العرض الصناعي والطلب الاستثماري دورين متكاملين في تحديد اتجاهات الأسعار.
ويُرجح محللون أن يستمر الذهب في الارتفاع على المدى المتوسط مع تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى وتراجع توقعات خفض الفائدة السريعة.
كما قد تؤدي التوترات التجارية بين بعض الدول الكبرى إلى تعزيز مكانة الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية.
وتتوقع مؤسسات مالية أن يصل الذهب إلى مستويات أعلى خلال الربع الأخير من العام إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية الأمريكية في التراجع.
ويؤكد محللون أن الأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية المقبلة التي قد تحدد مسار الذهب في المدى القصير، وسط تكهنات بمرونة السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، يراقب المستثمرون تحركات العملات الرئيسية وخاصة الدولار، إذ إن أي ضعف إضافي في العملة الأمريكية سيمنح الذهب مزيدًا من القوة في الأسواق العالمية.
 
                 
                             
                             
                             
                             
                            