أسعار النفط
تراجع غير متوقع في النفط.. والمستثمرون يترقبون ما سيحدث اليوم!
كتب بواسطة: احمد عادل |

استهلت أسعار النفط تعاملات اليوم الخميس بحذر واضح مع حفاظها على معظم المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، إذ يترقب المستثمرون نتائج المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين وسط آمال بأن تسفر عن مؤشرات إيجابية تخفف من حدة التوتر الذي يضغط على توقعات النمو العالمي.
إقرأ ايضاً:"الدكتور خالد النمر" يطلق تحذيراً صادماً: عادة قبل النوم يرفع الضغط ويقلل جودة النوم!المركز الوطني للأرصاد يكشف مفاجأة الطقس اليوم.. الفارق بين مدينتين سعوديتين يتجاوز 30 درجة

وسادت حالة من الترقب في الأسواق النفطية مع ميل المتعاملين إلى الحذر في قراراتهم الاستثمارية، خاصة في ظل التقلبات المستمرة في السياسات الاقتصادية العالمية، ما جعل الأسواق تفتقر إلى اتجاه واضح في بداية التداولات.

وسجل خام برنت القياسي تراجعًا طفيفًا بمقدار ثلاثة سنتات أي ما يعادل 0.05% ليستقر عند مستوى 64.89 دولارًا للبرميل، وهو تراجع محدود يعكس حالة من الثبات النسبي في الأسعار بعد موجة ارتفاعات متوسطة شهدتها الجلسة الماضية.

وفي المقابل انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 11 سنتًا أو ما نسبته 0.18% ليصل إلى 60.37 دولارًا للبرميل، في تحرك طفيف يشير إلى استقرار نسبي في تعاملات الخام الأمريكي داخل نطاق ضيق من الأسعار.

ويرى محللون أن هذا الاستقرار النسبي يعكس توازنًا دقيقًا بين المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي والآمال في تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو العامل الذي يحدد توجه الأسواق خلال المدى القريب.

وتترقب الأسواق اليوم جولة جديدة من المحادثات بين واشنطن وبكين التي يُعوَّل عليها في تهدئة النزاع التجاري المستمر منذ سنوات، إذ إن أي انفراج محتمل قد يدعم الطلب العالمي على الطاقة ويرفع الأسعار تدريجيًا.

وفي الوقت ذاته، تراقب الأسواق عن كثب بيانات الإمدادات الأمريكية التي صدرت عن إدارة معلومات الطاقة، والتي جاءت أفضل من المتوقع وأسهمت في الحد من الضغوط السلبية على الأسعار.

وأظهرت البيانات أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 6.86 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في الرابع والعشرين من أكتوبر، وهو تراجع يفوق بكثير توقعات المحللين الذين قدّروا الانخفاض بنحو 211 ألف برميل فقط.

ويُعد هذا الانخفاض الأكبر منذ أسابيع عدة، ما يعكس ارتفاعًا في وتيرة السحب من المخزونات نتيجة زيادة الطلب على الوقود مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع معدلات التكرير في المصافي الأمريكية.

ويرى خبراء الطاقة أن تراجع المخزونات بهذا الحجم يعزز التوقعات الإيجابية بشأن توازن السوق، خاصة في ظل استمرار التزام تحالف أوبك بلس بسياسة خفض الإنتاج الهادفة إلى دعم الأسعار.

ومع ذلك، لا تزال حالة القلق قائمة بشأن آفاق الطلب العالمي على النفط نتيجة التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده بعض الاقتصادات الكبرى، وهو ما قد يحد من المكاسب المحتملة للأسعار على المدى القريب.

ويشير محللون إلى أن الأسواق ستظل شديدة الحساسية لأي تطورات في الملف التجاري الأمريكي الصيني، إذ من شأن أي تصريحات إيجابية أن تدفع الأسعار للصعود مجددًا، بينما قد يؤدي أي تعثر إلى هبوطها سريعًا.

كما يراقب المستثمرون عن كثب تحركات الدولار الأمريكي الذي يؤثر عادة على أسعار السلع المقومة به، إذ إن أي ضعف في العملة الأمريكية يجعل النفط أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.

ويرى مراقبون أن التوجه العام للأسواق ما زال محكومًا بمزيج من التفاؤل الحذر والانتظار، في ظل غياب إشارات قوية على تحول جذري في معادلة العرض والطلب العالمية.

ويؤكد خبراء أن استقرار الأسعار قرب مستوياتها الحالية قد يشكل قاعدة انطلاق نحو موجة صعود جديدة إذا ما تحسنت الظروف الاقتصادية خلال الربع الأخير من العام.

كما يُنتظر أن تسهم البيانات الإيجابية حول المخزونات في تعزيز ثقة المستثمرين مؤقتًا، لكنها لن تكون كافية لإحداث قفزة كبيرة ما لم تتغير العوامل الأساسية التي تتحكم في السوق.

ويبدو أن الأسواق تتهيأ لمرحلة من التحركات المحدودة لحين اتضاح نتائج المحادثات التجارية، إذ إن التوازن الراهن بين العوامل الداعمة والضاغطة يجعل الاتجاه المستقبلي للأسعار غير محسوم بعد.

وفي ضوء هذه التطورات، يتوقع محللو الطاقة أن يبقى خام برنت ضمن نطاق يتراوح بين 64 و66 دولارًا للبرميل خلال الأيام المقبلة، ما لم تطرأ مفاجآت على صعيد السياسة أو الإمدادات العالمية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار