أوضح تجمع المدينة المنورة الصحي أن أورام الدماغ تمثل أحد أكثر التحديات الطبية تعقيدًا، نظرًا لتنوع أعراضها وتأثيرها المباشر على وظائف الجسم الحيوية، مشيرًا إلى أن طبيعة الأعراض تختلف باختلاف الجزء المصاب من الدماغ وما يسيطر عليه من وظائف حسية أو حركية أو إدراكية.
إقرأ ايضاً:"وزير الرياضة" يوقّع مذكرات تفاهم دولية.. تفاصيل "التحالف الرياضي الجديد" تُكشف قريبًا!"هيئة الترفيه" تُعلنها رسميًا.. منطقة "بيست لاند" تعود هذا العام بتجارب غير مسبوقة
وبيّن التجمع أن من أبرز الأعراض التي قد تنبه إلى وجود ورم دماغي هي الصداع المتكرر، والذي قد يظهر بدرجات متفاوتة من الحدة، إذ يمكن أن يكون خفيفًا في بدايته ثم يزداد تدريجيًا حتى يصبح مزمنًا أو حادًا في بعض الحالات.
وأشار التجمع إلى أن فقدان التوازن من العلامات التي تستدعي الانتباه، خاصة عندما يترافق مع دوار أو صعوبة في المشي، إذ يدل ذلك على تأثر المناطق المسؤولة عن الحركة والتنسيق العصبي داخل الدماغ.
كما أوضح أن النوبات العصبية تُعد من أكثر الأعراض وضوحًا، حيث قد تظهر في شكل تشنجات قوية أو اضطرابات مؤقتة في الإدراك، أو حتى إحساس طفيف بارتعاش العضلات دون سبب واضح، مما يتطلب فحصًا عصبيًا فوريًا.
ولفت التجمع إلى أن اضطراب الحواس المختلفة مثل ضعف البصر أو السمع أو تغير حاسة الشم أو التذوق، قد يكون إشارة مبكرة على وجود خلل في الفصوص الدماغية المسؤولة عن تلك الوظائف.
وأكد أن تغير الشخصية أو زيادة النعاس غير المبرر قد يعكسان تأثر الفص الجبهي، المسؤول عن السلوك واتخاذ القرار والانفعالات، وهو ما يجعل هذه التغيرات السلوكية جزءًا مهمًا من التشخيص السريري.
وأوضح التجمع أن التشخيص الدقيق يعتمد على مجموعة من الإجراءات المتكاملة تبدأ بالفحص السريري الشامل ومراجعة التاريخ الطبي للمريض للكشف عن أي مؤشرات مبدئية مرتبطة بالحالة.
وأشار إلى أن الأطباء قد يلجأون إلى أخذ خزعة من أنسجة الورم لتحديد طبيعته بدقة، وهي خطوة ضرورية لتصنيف الورم ومعرفة ما إذا كان حميدًا أو خبيثًا.
وبيّن أن الفحوصات المخبرية مثل تحاليل الدم والفحص العصبي تساعد في تقييم الأداء العام للجهاز العصبي ومدى تأثر وظائفه الحيوية.
وأضاف أن تقنيات التصوير الطبي المتقدمة مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي أصبحت أدوات رئيسية في اكتشاف الأورام الدماغية وتحديد موقعها بدقة قبل التدخل العلاجي.
وأوضح أيضًا أن فحص السائل النخاعي قد يُستخدم في بعض الحالات للكشف عن وجود خلايا سرطانية أو التهابات مرتبطة بالورم، مما يسهم في بناء خطة علاجية دقيقة.
وأشار التجمع إلى أن علاج أورام الدماغ يهدف بالأساس إلى إزالة أكبر قدر ممكن من الورم مع الحفاظ على سلامة الأنسجة المحيطة، لتقليل احتمالات الانتكاس أو المضاعفات العصبية.
وبيّن أن نوع الورم هو العامل الأكثر تحديدًا لخطة العلاج، إذ تختلف طرق التعامل مع الأورام الحميدة عن الخبيثة من حيث الجراحة والعلاج الإشعاعي أو الكيميائي.
كما أوضح أن حجم الورم ومدى انتشاره في أنسجة الدماغ يلعبان دورًا مهمًا في تحديد إمكانية التدخل الجراحي أو الاعتماد على العلاجات الداعمة.
وأكد أن مكان الورم داخل الدماغ يُعد عاملًا حاسمًا، إذ قد يصعب استئصاله بالكامل إذا كان قريبًا من مراكز عصبية حساسة تتحكم في الحركة أو الكلام.
وأشار إلى أن مدى تشوه الخلايا الورمية أو ما يُعرف بـ"درجة الخباثة" يحدد سرعة نمو الورم واحتمال عودته بعد العلاج، وهو ما يوجّه الأطباء لاختيار العلاج الأنسب لكل حالة.
وختم التجمع بالتأكيد على أن الحالة الصحية العامة للمصاب هي محور أساسي في نجاح العلاج، إذ يراعي الأطباء قدرة المريض على تحمل الجراحة أو الإشعاع أو العلاج الكيميائي لضمان أفضل النتائج الممكنة.