وقّع الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، مساء الخميس، سلسلة من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية مع عدد من الدول المشاركة في دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة، التي تستضيفها العاصمة الرياض خلال الفترة من 7 إلى 21 نوفمبر 2025، في حدث يُنتظر أن يعزز مكانة المملكة كمركز رياضي إقليمي ودولي.
إقرأ ايضاً:"هيئة الترفيه" تُعلنها رسميًا.. منطقة "بيست لاند" تعود هذا العام بتجارب غير مسبوقة"الخليج" في مأزق قبل موقعة "النصر".. نجم الفريق خارج الحسابات بشكل غير متوقع!
جاءت التوقيعات على هامش لقاء الوزير برؤساء الوفود المشاركة في الدورة، حيث ناقش معهم آفاق التعاون في مجالات الرياضة والشباب، والتطلعات المستقبلية لتوسيع نطاق الشراكات بما يخدم أهداف التنمية الشبابية والرياضية في المنطقة.
وتضمّنت الاتفاقيات الموقعة مذكرة تفاهم مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة في سلطنة بروناي دار السلام، تهدف إلى تطوير البرامج الشبابية وتبادل الخبرات بين الجانبين، وتعزيز الروابط الثقافية والرياضية المشتركة بما يتماشى مع توجهات الدولتين في دعم قدرات الشباب.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم أخرى مع وزارة الشباب والرياضة في جمهورية الصومال الفيدرالية، لتأسيس مسارات تعاون جديدة في مجالات الأنشطة الشبابية والمبادرات التطوعية وبرامج التبادل الثقافي والرياضي بين البلدين.
وشملت المذكرات بنودًا تتعلق بتبادل المعلومات وتنظيم المؤتمرات والندوات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، إلى جانب تشجيع المشاركة في الفعاليات الرياضية الكبرى والملتقيات الشبابية.
إلى جانب ذلك، شهد الاجتماع توقيع عدد من البرامج التنفيذية في مجالي الشباب والرياضة، من أبرزها البرنامج التنفيذي مع لجنة شؤون الشباب والرياضة في جمهورية طاجيكستان للأعوام 2026 – 2027، والذي يهدف إلى بناء تعاون مستدام في التدريب الرياضي وتطوير الكفاءات.
كما تم توقيع برنامج تنفيذي مماثل مع وزارة الشباب والرياضة في جمهورية أذربيجان للفترة نفسها، لتوسيع التعاون في المجالات الأكاديمية والرياضية وتبادل الزيارات والخبرات بين الرياضيين والمؤسسات الشبابية.
وفي سياق متصل، وقّع وكيل وزارة الرياضة لشؤون الشباب والرياضة عبدالعزيز المسعد البرنامج التنفيذي مع وزارة الشباب والرياضة في جمهورية العراق للأعوام 2026 – 2027، ما يعزز التعاون الثنائي في بناء القدرات الرياضية وتنمية المبادرات الشبابية المشتركة.
وأكدت وزارة الرياضة أن هذه الاتفاقيات تمثل خطوة جديدة ضمن جهودها الرامية إلى توطيد العلاقات الدولية في مجالي الرياضة والشباب، وتوسيع قاعدة التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة بما يعزز الحضور السعودي في المحافل العالمية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي المملكة لترسيخ مفهوم “الدبلوماسية الرياضية” كأداة لبناء الجسور وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتمكين الشباب على المستويين الإقليمي والدولي.
ويعكس هذا التوجه التزام وزارة الرياضة بتنفيذ مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع الشباب في صدارة أولوياتها بوصفهم المحرك الأساسي لمسيرة التطوير والتحول الوطني.
كما تركز الرؤية على تطوير القطاع الرياضي كأحد محركات الاقتصاد الوطني، وتعزيز استثماره في بناء مجتمع صحي وحيوي، وإيجاد فرص جديدة للابتكار والتميز في مجالات المنافسة والتنظيم الرياضي.
وتشهد المملكة في السنوات الأخيرة طفرة نوعية في تنظيم واستضافة البطولات الرياضية الكبرى، وهو ما أكسبها سمعة عالمية كوجهة جاذبة للأحداث الدولية بفضل بنيتها التحتية الحديثة واستراتيجياتها الطموحة.
وتأتي دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة امتدادًا لهذه النجاحات، إذ تستضيف الرياض نخبة الرياضيين من الدول الإسلامية لتنافس في أجواء تجمع بين روح الأخوة والتميز الرياضي.
وتسعى وزارة الرياضة من خلال هذه الدورة إلى إبراز قدرات المملكة في إدارة الفعاليات متعددة الجنسيات، وترسيخ مكانتها كمركز محوري للتعاون الإسلامي في المجال الرياضي.
وتُعد مثل هذه اللقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة فرصة لبحث سبل الارتقاء بالممارسات الرياضية وتطوير بيئات شبابية مبتكرة تسهم في بناء جيل واعٍ ومؤهل لقيادة المستقبل.
ويرى مراقبون أن هذه الاتفاقيات ستفتح آفاقًا جديدة أمام البرامج السعودية في تصدير خبراتها الإدارية والتنظيمية إلى دول أخرى، ما يرسخ دور المملكة كقوة مؤثرة في المشهد الرياضي العالمي.
كما تسهم هذه الشراكات في تعزيز التعاون بين المؤسسات الرياضية الحكومية والخاصة، بما يعزز كفاءة العمل المشترك ويتيح فرصًا أوسع لتبادل المعرفة وتنمية المهارات.
ويُنتظر أن تؤتي هذه الجهود ثمارها خلال السنوات القادمة من خلال إطلاق مبادرات مشتركة وتطوير مشاريع رياضية شبابية ذات أثر ملموس على المجتمعات المشاركة.
تعكس هذه التحركات الدبلوماسية الرياضية مدى التزام المملكة بتعزيز التواصل الحضاري وبناء جسور التعاون مع مختلف الدول، في إطار سياسة خارجية قائمة على التفاهم والتكامل والنهوض بالطاقات البشرية.