تجمع مكة الصحي
"تجمع مكة الصحي" يحقق "سابقة طبية" في مستشفى الولادة والأطفال.. هذه القصة لن تُصدق!
كتب بواسطة: محمود العادل |

أسهم نظام الرعاية العاجلة، أحد ركائز نموذج الرعاية الصحية السعودي، في إنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر خمس سنوات في مكة المكرمة، بعد ابتلاعه بطارية حارقة استقرت في القولون لأكثر من شهر، حيث تمكن فريق طبي بمستشفى الولادة والأطفال، التابع لتجمع مكة الصحي، من استخراجها عبر المنظار السفلي دون الحاجة إلى تدخل جراحي.
إقرأ ايضاً:"أسواق النفط" تشتعل مجددًا.. السر وراء قفزة خام برنت إلى 64 دولارًا"الهيئة العامة للإحصاء" تفجرها بالأرقام.. قفزة غير متوقعة في الإنتاج الصناعي السعودي

وجاء هذا التدخل السريع ليجسد فعالية منظومة الرعاية العاجلة في التعامل مع الحالات الطارئة، إذ بدأ الفريق الطبي بمجرد استقبال الطفل في قسم الطوارئ بتقييم حالته بناءً على الأعراض التي ظهرت نتيجة المضاعفات الناتجة عن وجود جسم معدني داخل الجهاز الهضمي.

وأوضحت إدارة تجمع مكة الصحي أن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود بطارية صغيرة مستقرة في القولون الأعور منذ نحو ثلاثين يومًا، ما كان ينذر بخطر كبير قد يؤدي إلى تلف في الأنسجة أو تسمم معدني، مما استدعى تدخلاً عاجلًا ودقيقًا لإنقاذ حياة الطفل.

وبعد تقييم شامل للحالة قرر الفريق الطبي إجراء العملية باستخدام المنظار السفلي، وهي خطوة وُصفت بالجريئة نظرًا لخطورة الموقع وحساسية المنطقة، حيث تم تنفيذ الإجراء بنجاح خلال 45 دقيقة فقط وسط متابعة دقيقة لحالة المريض.

وأكد الفريق الطبي أن العملية تمت دون أي مضاعفات، في إنجاز يُعد الأول من نوعه داخل وحدات المناظير بالمنطقة، إذ أن مثل هذه الحالات كانت تستدعي عادة جراحة مفتوحة تتطلب فترة تعافٍ أطول ومخاطر أعلى.

وأشار تجمع مكة الصحي إلى أن نجاح هذه العملية يعكس مستوى التطور الذي بلغه قسم المناظير في مستشفى الولادة والأطفال، بفضل توظيف التقنيات الحديثة والكوادر المؤهلة القادرة على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدًا.

وغادر الطفل المستشفى بعد ثلاثة أيام فقط من المتابعة الطبية وهو يتمتع بصحة جيدة، ما يؤكد نجاح التدخل العاجل في تحقيق الشفاء السريع وتجنب المضاعفات الخطيرة التي كان يمكن أن تترتب على الحالة.

وتبرز هذه الحالة أهمية الاستجابة السريعة ضمن نظام الرعاية العاجلة الذي أطلقته وزارة الصحة، والذي يهدف إلى تحسين سرعة وجودة التعامل مع الحالات الطارئة في مختلف مناطق المملكة.

كما تسلط العملية الضوء على تطور مستوى الخدمات الطبية التخصصية للأطفال في مكة المكرمة، وتحديدًا في مجالات المناظير، التي أصبحت تمثل خيارًا علاجيًا آمنًا وفعالًا يقلل من الحاجة إلى الجراحة التقليدية.

ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة النجاحات التي يسجلها تجمع مكة الصحي في رفع كفاءة عملياته الطبية، مستفيدًا من برامج التحول الصحي التي تهدف إلى تمكين التجمعات من تقديم خدمات متكاملة تركز على المريض.

وأظهرت بيانات المستشفى أن قسم المناظير أجرى أكثر من 576 حالة خلال عامي 2024 و2025م، شملت مناظير علوية وسفلية، وهو رقم يعكس حجم الطلب المتزايد على هذه الخدمات وتنامي قدرات الكوادر الوطنية في هذا المجال.

ويعد هذا التطور جزءًا من الجهود الوطنية لتوسيع نطاق خدمات الرعاية التخصصية للأطفال، وتعزيز قدرات المستشفيات في التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة وفق معايير طبية عالمية.

وأكدت هيئة التجمع أن ما تحقق يعكس التزامها بتطبيق استراتيجيات وزارة الصحة ضمن رؤية المملكة 2030، والتي تسعى لرفع جودة الحياة الصحية وضمان وصول المرضى إلى الرعاية المتقدمة بسرعة وكفاءة.

كما أشار الأطباء المشاركون في العملية إلى أن هذا النجاح يعزز الثقة في قدرات الكوادر السعودية التي باتت تضاهي نظيراتها في المراكز الطبية المتقدمة، بفضل التدريب المستمر ونقل الخبرات الدولية.

ويمثل هذا النوع من العمليات نقلة نوعية في منظومة العمل الصحي بمكة المكرمة، حيث يواكب التطورات العالمية في استخدام المناظير كأداة علاجية دقيقة وفعالة تقلل من المخاطر وتسرع التعافي.

ويُتوقع أن تسهم هذه التجربة في فتح آفاق جديدة لتطبيق المنظار في معالجة حالات مشابهة مستقبلًا، مما يرسخ مكانة المستشفى كمركز رائد في مجال المناظير للأطفال على مستوى المملكة.

ويؤكد نجاح العملية كذلك جدوى الاستثمار في البنية التحتية الطبية المتطورة، إذ أصبح تجهيز المستشفيات بأحدث الأجهزة جزءًا أساسيًا من خطة التحول الصحي لتطوير الخدمات المتقدمة.

وفي ضوء هذا الإنجاز، تواصل وزارة الصحة دعم مبادرات تجمع مكة الصحي لتوسيع نطاق خدمات الرعاية العاجلة والوقائية، بما يضمن استدامة التحسن في مؤشرات جودة الخدمة وسلامة المرضى.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار