"اصنع في الإمارات" يقود أبوظبي لحقبة جديدة بصناعة السيارات
كتب بواسطة: احمد عادل |

أعلنت إمارة أبوظبي اليوم عن انطلاقة تاريخية في مسيرتها الصناعية بإطلاق "برنامج قطاع السيارات"، ضمن منصة "اصنع في الإمارات 2025"، في خطوة تُعد الأجرأ والأوسع نطاقًا في دعم القطاع الصناعي المحلي، وتحديدًا في مجال تصنيع السيارات وتطوير أنظمة التنقل الذكية، ويأتي هذا الإعلان في إطار جهود أبوظبي المستمرة لتحويل الإمارة إلى مركز إقليمي وعالمي لصناعة السيارات، عبر استقطاب كبرى الشركات العالمية، وتطوير منظومة متكاملة تشمل كافة المراحل، من التصميم والبحث إلى الإنتاج وخدمات ما بعد البيع.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

ويمثل البرنامج مكونًا استراتيجيًا ضمن رؤية الإمارة لتعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار الصناعي المستقبلي، قائمًا على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، مع تحقيق أثر اقتصادي ملموس يتجاوز 100 مليار درهم إماراتي في الناتج المحلي بحلول عام 2045.

وبحسب مكتب أبوظبي للاستثمار، يهدف البرنامج إلى إعادة رسم خريطة قطاع السيارات في المنطقة من خلال بناء بنية تحتية صناعية متقدمة، وجذب استثمارات أجنبية مباشرة تفوق 8 مليارات درهم، إلى جانب توفير ما يزيد عن 7 آلاف فرصة عمل نوعية للمواطنين والمقيمين على حد سواء.

وتشمل مكونات البرنامج تأسيس مراكز بحث وتطوير وهندسة متقدمة، ودعم مشاركة الموردين من الفئتين الأولى والثانية، ما يعزز تكامل سلسلة القيمة، ويفتح الباب أمام الشركات المتخصصة في التكنولوجيا والخدمات اللوجستية والمكونات الإلكترونية للدخول إلى السوق الإماراتية الواعدة.

ويُنتظر أن يسهم هذا البرنامج في تسريع التحوّل نحو التنقل الذكي، ودفع عجلة الابتكار في مجالات التصنيع المستقبلي، والتصميم الهندسي، والأنظمة الذكية، بما يتماشى مع الأهداف الوطنية للتحول الصناعي المستدام.

وأكد بدر سليم سلطان العلماء، المدير العام لمكتب أبوظبي للاستثمار، أن إطلاق البرنامج يمثل "نقلة نوعية" في مسار التطوير الصناعي لأبوظبي، حيث يتقاطع مع ثلاث ركائز رئيسية: التصنيع المتقدم، والتنقل المستقبلي، والتميّز الهندسي. وقال إن البرنامج يحظى بدعم قوي من نخبة شركات تصنيع السيارات في العالم، ما يعكس ثقة المستثمرين العالميين في البيئة الاستثمارية للإمارة، واستعدادها لتوفير بنية تحتية وتشريعية تواكب تطورات الأسواق العالمية.

وأضاف العلماء أن البرنامج لا يستهدف فقط تعزيز الإنتاج الصناعي، بل يطمح إلى خلق منظومة متكاملة تركز على الابتكار، وتستقطب الكفاءات، وتدفع بعجلة الاقتصاد المعرفي، ما يجعله ركيزة من ركائز التحول الاقتصادي الشامل الذي تنتهجه القيادة في أبوظبي.

ومن جانبه، أشار محمد علي الكمالي، الرئيس التنفيذي للتجارة والصناعة في مكتب أبوظبي للاستثمار، إلى أن البرنامج يعكس تطور الرؤية الصناعية للإمارة نحو مفاهيم أكثر شمولية واستدامة، تقوم على تمكين الشركات الرائدة من التوسع عبر أبوظبي إلى الأسواق العالمية، بفضل ما تتمتع به من موقع استراتيجي، وتسهيلات لوجستية، وموارد بشرية ذات كفاءة عالية.

وأكد الكمالي أن البرنامج يتيح فرصًا استثنائية للشركات العاملة في مجالات التقنية والهندسة والذكاء الاصطناعي لتطوير حلول ذكية في صناعة السيارات، بالتكامل مع الجامعات المحلية التي ستوفر برامج أكاديمية متخصصة لأول مرة في المنطقة، في مجالات تصميم وتطوير المركبات، بما يعزز الدمج بين التعليم والبحث والتطبيق الصناعي.

وتمثل هذه الخطوة تأكيدًا على التوجه الاستراتيجي لأبوظبي لربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق الصناعي المستقبلي، خصوصًا في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، وقد شهد منتدى "اصنع في الإمارات" الإعلان عن عدد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية التي تعكس الزخم الكبير الذي يحظى به البرنامج منذ اللحظة الأولى لإطلاقه.

ومن بين أبرز الشركات التي وقعت شراكات استراتيجية جديدة، جاءت Genesis وROX Motors، اللتان وقعتا اتفاقيات تصنيع مع شركة W Motors، مما يعزز وجودهما في المنطقة انطلاقًا من أبوظبي. كما أعلنت مجموعة AIH، أحد أكبر مزودي خدمات تجميع السيارات على مستوى العالم، عن انضمامها للبرنامج كشريك تقني رئيسي، حيث ستتولى عمليات التصنيع واسعة النطاق في مرافق مخصصة بالإمارة.

وتمثل هذه الشراكات خطوات متقدمة نحو تحقيق التكامل الصناعي، حيث تسهم في نقل التكنولوجيا، وتوفير فرص العمل، وتطوير الكفاءات الوطنية، كما تعزز من قدرة أبوظبي على تلبية الطلب المتزايد على المركبات المتقدمة والصديقة للبيئة.

ويشمل البرنامج أيضًا أنشطة مبتكرة على مستوى المجتمع والمهتمين بالسيارات، من أبرزها تنظيم مزادات حصرية للسيارات الفاخرة والنادرة، وإقامة فعاليات سنوية لإطلاق المركبات الحديثة، بالإضافة إلى مشاريع متخصصة في تجديد السيارات الكلاسيكية بإشراف خبراء دوليين.

وتوفر هذه الأنشطة بيئة ديناميكية تعزز من تفاعل الجمهور والشركات معًا، وتعيد تعريف مفهوم السيارات كجزء من أسلوب حياة متكامل يتماشى مع التطور الحضري والثقافي الذي تشهده أبوظبي، وتُعد هذه المبادرات امتدادًا لرؤية البرنامج في بناء صناعة سيارات مستدامة، لا تقتصر على الجانب الإنتاجي فحسب، بل تشمل تجربة المستخدم، والابتكار في التصميم، والاستدامة في التشغيل، ما يجعل من أبوظبي نموذجًا عالميًا في صناعة السيارات الحديثة.

وتعكس هذه الخطوة طموحات إمارة أبوظبي في ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي رائد في قطاع السيارات، من خلال بنية تحتية قوية، ورؤية اقتصادية واضحة، وشراكات دولية واعدة، وتراهن أبوظبي على قدراتها التنافسية لجذب نخبة من المستثمرين والخبراء والشركات، ودمجها في منظومة اقتصادية شاملة تسهم في تنويع مصادر الدخل، وتعزيز النمو المستدام.

وفي ظل الطلب العالمي المتزايد على التنقل الذكي، وتنامي أهمية التصنيع المتقدم، يمثل برنامج قطاع السيارات منصة استراتيجية تنطلق منها الإمارة نحو آفاق أوسع من الريادة والتأثير في الأسواق العالمية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار