في قصة إنسانية تُجسد كفاءة النظام الصحي السعودي، أسهم التدخل السريع ضمن نظام الرعاية العاجلة، أحد الأنظمة المحورية في نموذج الرعاية الصحية الحديث بالمملكة، في إنقاذ حياة حاج من الجنسية الأفغانية، كان يعاني من ثقب في الاثني عشر، تسبب له بآلام حادة في البطن ومضاعفات خطيرة كادت أن تُعيقه عن استكمال مناسك الحج.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وقد أعلن تجمع مكة المكرمة الصحي أن الحاج وصل إلى قسم الطوارئ بمستشفى حراء العام وهو في حالة حرجة، بعد أن ظهرت عليه أعراض خطيرة شملت التهابًا شديدًا بالبطن، وارتفاعًا في درجة الحرارة، وغثيانًا وقيئًا مستمرين.
وبفضل جاهزية الفريق الطبي وسرعة الاستجابة، تم على الفور إجراء الفحوصات التشخيصية والأشعة اللازمة، التي كشفت عن وجود ثقب في الاثني عشر وتجمع صديدي في تجويف البطن.
وعلى ضوء هذه النتائج، نُفذت عملية جراحية استكشافية وعاجلة، استغرقت قرابة ساعة ونصف، قادها فريق طبي متخصص في جراحة الجهاز الهضمي، حيث جرى إغلاق الثقب وتنظيف البطن من الصديد، وتكللت العملية بالنجاح التام.
وقد تم تنويم المريض تحت إشراف طبي مكثف، وأعطي العلاجات اللازمة ضمن خطة علاجية متكاملة، ساعدته على التعافي بشكل سريع وآمن.
وأكدت الجهات الصحية أن الحالة الصحية للمريض الآن مستقرة، وتماثل للشفاء بعد متابعة دقيقة، مما مكنه من استئناف مناسك الحج بسلام، في مشهد يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لصحة ضيوف الرحمن، وتطبيقها الفعال لنموذج الرعاية القائم على الوقاية والكشف المبكر والاستجابة الفورية.
وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن مثل هذه الحالات تُبرز أهمية الوعي المجتمعي حول أعراض مضاعفات قرحة المعدة والاثني عشر، وأهمية عدم التهاون في مراجعة الطوارئ فور ظهور علامات الخطر، مثل آلام البطن المفاجئة أو المستمرة، أو القيء المصاحب للحرارة، وذلك لضمان سرعة التدخل وتقليل معدلات المضاعفات الخطيرة، ومنها التهاب الصفاق، الذي قد يُهدد الحياة إذا لم يُعالج بشكل فوري.
ويأتي هذا النجاح في إطار التوجه الوطني لتحسين نتائج الرعاية الصحية ضمن رؤية السعودية 2030، التي تضع صحة الإنسان في قلب أولوياتها، من خلال رفع كفاءة المرافق الطبية، وتفعيل الاستجابة الذكية والعاجلة للحالات الطارئة، والتكامل بين الخدمات التشخيصية والجراحية.