أسعار النفط
خام برنت يتجاوز 68 دولارًا.. النفط يواصل مكاسبه مدعومًا بانخفاض حاد في المخزونات الأمريكية
كتب بواسطة: فهد الأعور |

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا جديدًا اليوم الخميس، مدفوعة بتحسن المعنويات في الأسواق العالمية بعد مؤشرات إيجابية بشأن المفاوضات التجارية الأمريكية التي أسهمت في تخفيف الضغوط على الاقتصاد العالمي ودعمت شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 24 سنتًا بنسبة 0.4% لتستقر عند 68.75 دولارًا للبرميل في تعاملات اليوم، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتًا أو ما يعادل 0.4% ليصل إلى 65.50 دولارًا للبرميل، وسط تداولات نشطة في الأسواق الآسيوية والأوروبية.

ويعزو المحللون هذا الارتفاع إلى تراجع حدة المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي بعد مؤشرات تشير إلى تقدم في المحادثات التجارية بين واشنطن وشركائها الدوليين، مما ينعكس إيجابًا على توقعات الطلب على الطاقة خلال النصف الثاني من العام الجاري.

كما تلقت الأسواق دعمًا قويًا من البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، التي كشفت عن انخفاض مخزونات الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بمقدار 3.2 مليون برميل لتصل إلى 419 مليون برميل، وهو انخفاض تجاوز التوقعات التي كانت تشير لهبوط بنحو 1.6 مليون برميل فقط.

ويُعد هذا الانخفاض في المخزونات إشارة واضحة على تحسّن الطلب المحلي داخل الولايات المتحدة، حيث يمثل تراجع المخزون عاملًا محفزًا لرفع الأسعار بسبب قلة المعروض النسبي في الأسواق مقارنة بالاستهلاك الفعلي.

وتُظهر المؤشرات أن السوق النفطية بدأت في التفاعل مع المعطيات الجديدة بسرعة، حيث تنعكس أي تطورات إيجابية في السياسة الدولية أو الأرقام الاقتصادية مباشرة على أداء الخام في البورصات العالمية سواء في لندن أو نيويورك.

من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن الارتفاع الأخير يظل محدودًا حتى الآن في ظل استمرار حالة الترقب من قبل المتداولين لمزيد من المؤشرات الاقتصادية، وخصوصًا تلك المتعلقة بالنمو العالمي والتضخم وأسعار الفائدة.

ويشير الخبراء إلى أن أي تطور سلبي مفاجئ على صعيد العلاقات التجارية أو عودة الضغوط التضخمية قد يدفع أسعار النفط للعودة إلى مستويات أكثر حذرًا، لذلك فإن الدعم الحالي يظل هشًا دون توافق شامل على مسار واضح للاقتصاد الدولي.

وتتأثر أسعار النفط كذلك بالتقلبات المستمرة في الأسواق المالية وسوق العملات، إذ إن ارتفاع الدولار غالبًا ما يضغط على أسعار الخام من خلال تقليل القدرة الشرائية للدول الأخرى، في حين أن تراجعه يسهم في تعزيز الأسعار كما يحدث حاليًا.

كما أن السوق يترقب تقارير إضافية من منظمة أوبك وشركائها بشأن مستويات الإنتاج، لا سيما في ظل الحديث عن تخفيضات محتملة أو تمديد للسياسات الحالية، وهو ما قد يكون له أثر كبير في توجيه السوق خلال الأشهر المقبلة.

ويؤكد مراقبون أن استمرار تراجع المخزونات الأمريكية يشير إلى أن الطلب الفعلي لا يزال قويًا، خصوصًا في فصل الصيف الذي يشهد عادة ارتفاعًا في استهلاك الوقود بسبب حركة السفر وزيادة النشاط الصناعي.

ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف من أن أي موجة تباطؤ مفاجئة في الصين أو أوروبا قد تُعيد الضغوط إلى السوق وتحد من مكاسب الأسعار، خاصة في ظل التأثير المتبادل بين الطاقة والأسواق المالية العالمية.

وبحسب تقديرات المؤسسات المالية، فإن متوسط أسعار النفط قد يتراوح بين 65 و70 دولارًا للبرميل في المدى القريب، إذا استمر الاتجاه الإيجابي دون مفاجآت كبيرة في الأفق القريب.

وفي ظل هذا الأداء، يواصل المستثمرون مراقبة البيانات القادمة من الولايات المتحدة والصين عن كثب، بالإضافة إلى مستجدات الطاقة المتجددة والتوجهات السياسية التي قد تؤثر في استهلاك النفط على المدى الطويل.

تظل التوقعات مفتوحة أمام تطورات جديدة قد تُغير منحنى السوق سواء صعودًا أو هبوطًا، لكن المؤكد أن الأسواق تظل شديدة الحساسية لأي إعلان أو بيان قد يحمل في طياته إشارات اقتصادية قوية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار