تتواصل التقلبات الجوية في عدد من مناطق المملكة، بحسب ما كشفه تقرير المركز الوطني للأرصاد الصادر اليوم الثلاثاء، والذي أشار إلى استمرار هطول الأمطار الرعدية المتفاوتة الشدة، وسط تحذيرات من السيول المصاحبة وزخات البرد، ورياح نشطة تؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار، ما قد يسبب تدنياً في مدى الرؤية الأفقية بعدد من المناطق.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

وشمل التحذير الأجزاء الواقعة ضمن مناطق نجران وجازان وعسير والباحة، إلى جانب بعض المواقع في منطقة مكة المكرمة، والتي تتعرض لحالة مطرية رعدية متقدمة، قد تؤدي إلى جريان السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، مما يتطلب من السكان توخي الحذر وعدم المجازفة أثناء التنقلات، واتباع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة.

وأوضح التقرير استمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من منطقتي الرياض والمدينة المنورة، إضافة إلى مكة المكرمة، مع احتمالية وصول تأثيراتها إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية على الطريق الساحلي الرابط بين جازان والمواقع المجاورة، الأمر الذي يزيد من خطورة القيادة والتنقل في تلك المواقع المتضررة.

ولم يغفل التقرير الإشارة إلى بقاء الأجواء الحارة إلى شديدة الحرارة مسيطرة على المنطقة الشرقية، والتي تسجّل معدلات حرارة مرتفعة خلال فترات النهار، مما يزيد من الشعور بالإجهاد الحراري ويستدعي الحرص على البقاء في أماكن مظللة وتجنب الخروج خلال أوقات الذروة.

وفيما يتعلق بالأحوال البحرية، كشف المركز أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر تتفاوت بين جنوبية شرقية إلى جنوبية غربية بسرعة تتراوح ما بين 10 إلى 25 كيلومترًا في الساعة على الجزأين الشمالي والأوسط، بينما تكون الرياح غربية إلى شمالية غربية بسرعة 25 إلى 50 كيلومترًا في الساعة على الجزء الجنوبي، ما يؤدي إلى اختلاف في ارتفاع الموج بحسب الموقع.

وبيّن التقرير أن الموج في الجزء الشمالي والأوسط من البحر الأحمر يتراوح ما بين نصف متر إلى متر، ما يجعل حالة البحر هناك خفيفة إلى معتدلة، بينما يرتفع الموج في الجزء الجنوبي إلى ما بين متر إلى مترين ونصف، لتصبح حالة البحر هناك متوسطة إلى مائجة، ما قد يعرّض مرتادي البحر من الصيادين والمتنزهين إلى ظروف غير مستقرة.

أما في الخليج العربي، فتكون الرياح السطحية جنوبية غربية إلى شمالية غربية، وتبلغ سرعتها ما بين 15 إلى 34 كيلومترًا في الساعة، مع موج يتراوح ارتفاعه بين نصف متر إلى متر ونصف، مما يجعل حالة البحر هناك خفيفة إلى متوسطة، مع فرص لتحسن نسبي في الملاحة البحرية مقارنة بالبحر الأحمر.

ودعا المركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين والمقيمين إلى متابعة التحديثات المستمرة التي ينشرها عبر منصاته الرسمية، سواء على الموقع الإلكتروني أو تطبيق "أحوال"، إلى جانب حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لمتابعة مسارات السحب الرعدية والتنبيهات الخاصة بالحالات المطرية والرياح المغبرة.

وتُعد هذه الأجواء امتدادًا لحالة من عدم الاستقرار الجوي أثرت على مناطق الجنوب والغرب خلال الأيام الماضية، فيما يتوقع خبراء الأرصاد أن تستمر حتى نهاية الأسبوع، مع فرص متقطعة للأمطار على المرتفعات والسواحل الجنوبية الغربية، خاصة خلال فترات ما بعد الظهيرة وحتى ساعات الليل الأولى.

ويعكس استمرار النشاط المداري في هذه الفترة قدرة النظام الجوي الحالي على تحفيز السحب الركامية الممطرة، لا سيما فوق التضاريس الجبلية الممتدة من جازان إلى الباحة، مع احتمالية أن تمتد نحو بعض أجزاء مكة المكرمة والمدينة المنورة حال توافر عوامل الرفع الرأسي والرطوبة الكافية.

ويتابع المختصون هذه التطورات بحذر، في ظل تزايد عدد التنبيهات الصادرة عن الهيئة خلال الأيام الماضية، خاصة تلك المرتبطة بالسيول المحتملة وارتفاع منسوب المياه، ما يستوجب توخي الحذر من قبل الأهالي في المواقع المتأثرة، وعدم الاقتراب من مجاري الأودية أو عبورها أثناء الأمطار.

من جانب آخر، يستمر التأثير الصحراوي الجاف في المناطق الوسطى والشرقية، حيث تهيمن الأجواء المشمسة الحارة، مصحوبة ببعض الرياح المثيرة للغبار، ما يؤدي إلى تدني مستوى جودة الهواء، ويشكّل تحديًا لمرضى الحساسية والجهاز التنفسي الذين يُنصحون بالبقاء في أماكن مغلقة وارتداء الكمامات عند الضرورة.

ويُتوقع أن يشهد الأسبوع الجاري مزيدًا من التقلبات في الأنظمة الجوية، بين امتداد منخفض البحر الأحمر الرطب القادم من الجنوب الغربي، والضغوط العالية القادمة من الشمال الشرقي، وهو ما سيحدد طبيعة الحالة المطرية واستمراريتها وتوزيعها الجغرافي في مناطق المملكة المختلفة.