أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، من خلال فرعها في منطقة المدينة المنورة، حملة توعوية مبتكرة تهدف إلى تعليم مناسك العمرة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد، في خطوة تعكس التوجه نحو توظيف التقنيات المتقدمة في خدمة الزوار والمعتمرين خلال موسم العمرة للعام 1447هـ، ضمن منظومة البرامج التوعوية التي تقدمها الوزارة سنويًا.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وتوفر هذه الحملة تجربة رقمية متكاملة من خلال تطبيق "تعليم الحج والعمرة"، الذي صُمم خصيصًا لنقل الزائرين إلى بيئة افتراضية تُحاكي المشاعر المقدسة جغرافيًا وزمنيًا، ما يساعدهم على فهم خطوات أداء العمرة بطريقة عملية، ويمنحهم تصورًا دقيقًا للمناسك قبل الشروع في تطبيقها ميدانيًا.
وحرصت الوزارة على تقديم هذا البرنامج بعدة لغات رئيسية تشمل العربية والإنجليزية والأوردية والفرنسية، بما يضمن وصول الرسائل التوعوية والإرشادات الدينية لأكبر شريحة من الزوار والمعتمرين من مختلف الجنسيات، ويعزز من فاعلية المحتوى في نقل المعلومة الشرعية بشكل واضح وسلس.
وتستهدف الحملة زوّار الجوامع الكبرى في المدينة المنورة، حيث تم تجهيز نقاط عرض رقمية تُتيح للزوار التفاعل المباشر مع المحتوى الافتراضي من خلال نظارات الواقع المعزز، وتقديم الإرشادات عبر سيناريوهات مرئية تسهّل على المعتمر فهم تفاصيل الطواف والسعي وغيرها من النسك.
ويُعد استخدام الواقع الافتراضي في هذا السياق نقلة نوعية في أساليب التوعية الدينية، حيث تتجاوز الحملة الأساليب التقليدية إلى أساليب تفاعلية تُخاطب الحواس وتمنح المتعلم تجربة واقعية تشبه ما سيعيشه فعليًا في الحرم، ما يسهم في ترسيخ المعلومة وتعزيز الاستعداد الروحي والذهني.
وتأتي هذه المبادرة ضمن خطط الوزارة التشغيلية لموسم العمرة، والتي ترتكز على تطوير أساليب الإرشاد الديني باستخدام أدوات التقنية الحديثة، بما يتماشى مع تطلعات المملكة في مواكبة التحول الرقمي وتسخير الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في الخدمات الدينية المقدمة لضيوف الرحمن.
كما تهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي الديني والفقهي لدى الزائرين، وتوفير مصادر تعليمية موثوقة تُمكّنهم من أداء شعائرهم بثقة وطمأنينة، بعيدًا عن الاجتهادات الفردية أو المعلومات المغلوطة التي قد يتعرضون لها في بعض الأحيان من مصادر غير معتمدة.
وأكدت الوزارة أن تصميم التجربة جاء بعد دراسات ميدانية لرصد التحديات التي يواجهها بعض الزوار في أداء النسك، خاصة من غير الناطقين بالعربية أو الذين يؤدون العمرة للمرة الأولى، حيث يُسهم التطبيق في إيضاح النقاط الإشكالية وإعادة المشهد الديني بطريقة مبسطة.
وتُسهم هذه الجهود في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، خاصة فيما يتعلق بمحور "خدمة ضيوف الرحمن"، الذي يهدف إلى تحسين تجربة الزائر والمعتمر، وتيسير رحلتهم الدينية باستخدام الوسائل التكنولوجية، بما يعزز من مكانة المملكة كمركز عالمي للخدمات الإسلامية المتقدمة.
وتحرص الوزارة على تحديث محتوى التطبيق بشكل دوري، وإضافة لغات جديدة حسب الحاجة، لضمان استمرارية الفائدة وتوسيع دائرة المستفيدين من هذه التقنية، كما تخطط لإطلاق نسخ موسعة تشمل مناسك الحج مستقبلًا، لتقديم تجربة شاملة تغني الزائر عن أي مصدر آخر.
كما أشادت الوزارة بالتفاعل الإيجابي من قبل الزوار الذين خاضوا التجربة، حيث عبر كثير منهم عن إعجابهم بالأسلوب الحديث في إيصال المعلومة، ومدى استفادتهم من العرض التفاعلي في إزالة اللبس وتوضيح النسك خطوة بخطوة، بما يعكس الأثر الملموس للحملة.
ويُعد هذا البرنامج أحد النماذج التي تجسد تكامل الجهود بين القطاعات الحكومية لتوفير بيئة روحية ومعرفية ميسرة لضيوف الرحمن، ويؤكد في الوقت ذاته ريادة المملكة في توظيف التكنولوجيا لخدمة الدين والمجتمع، وتعزيز ثقافة التعلم الرقمي في المجال الديني.
واختتمت الوزارة بالإشارة إلى أن الحملة مستمرة طوال موسم العمرة، وأن فرق العمل على أتم الاستعداد لاستقبال الزوار والإجابة عن استفساراتهم، ودعَت الجميع إلى الاستفادة من هذه الخدمة النوعية التي تعكس حرص القيادة الرشيدة على راحة ووعي المعتمرين.