سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء مدعومة بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتراجع محدود في أداء الدولار الأمريكي مما عزز من جاذبية المعدن النفيس لدى المستثمرين.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
يأتي هذا الارتفاع في وقت يترقب فيه المستثمرون حول العالم صدور بيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق اليوم بحثًا عن مؤشرات جديدة توضح ملامح السياسة النقدية للفترة المقبلة.
وصعد سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3329.27 دولار للأوقية وهو ما يعكس استمرار الزخم الإيجابي على المعدن في ظل حالة الحذر التي تسود الأسواق قبيل قرارات البنوك المركزية.
كما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة مماثلة بلغت 0.1% لتسجل 3326.90 دولار للأوقية في إشارة إلى استمرار شهية المستثمرين تجاه الذهب كملاذ آمن وسط ضبابية اقتصادية قائمة.
ويُنظر إلى الذهب على أنه أداة تحوط مهمة ضد التقلبات الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية حيث يزداد الطلب عليه عادة عندما تتراجع الثقة في أسواق الأسهم أو العملات بفعل التغيرات الاقتصادية الكبرى.
يشير بعض المحللين إلى أن الانخفاض النسبي في عوائد السندات الحكومية الأمريكية يدعم توجه المستثمرين نحو الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا لكنه يحتفظ بقيمته في أوقات التقلب وعدم اليقين.
وفي المقابل فقد سجلت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة حيث انخفضت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 38.14 دولارًا للأوقية وسط تعاملات محدودة من المستثمرين.
كما تراجع سعر البلاتين بنسبة 0.6% ليسجل 1386.31 دولارًا للأوقية في حين حقق البلاديوم مكاسب طفيفة بلغت 0.4% ليصل إلى 1262.99 دولارًا للأوقية وهو ما يعكس تحركات فنية وسط ضعف في أحجام التداول.
ويتابع المستثمرون عن كثب كل الإشارات التي قد تصدر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة خاصة في ظل التضارب بين البيانات الاقتصادية وتوقعات التضخم المستقبلي.
ويؤثر قرار الفائدة الأمريكي بشكل مباشر على سعر الذهب حيث يؤدي رفع الفائدة إلى تقوية الدولار مما يضغط على الذهب بينما تعني إشارات التيسير النقدي دعمًا متجددًا للمعدن الأصفر.
وتبقى التوقعات غير محسومة بشأن ما إذا كان الفيدرالي سيبقي على الفائدة دون تغيير أو سيبدأ في الإشارة إلى توجه نحو خفضها في ضوء المؤشرات الأخيرة التي أظهرت تباطؤًا محدودًا في نمو الاقتصاد الأمريكي.
وقد ساهمت التوترات الجيوسياسية ومخاوف الأسواق الناشئة أيضًا في دعم أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة مما دفع بعض المستثمرين إلى تنويع محافظهم نحو أصول أقل ارتباطًا بالعوامل الاقتصادية المباشرة.
ويعد أداء الذهب هذا الأسبوع امتدادًا لاتجاهه الصعودي الذي شهده خلال الأشهر الماضية مدعومًا بحالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية وتزايد الترقب بشأن قرارات البنوك المركزية الكبرى.
في حين أن التغيرات اليومية تبدو محدودة نسبيًا فإن الصورة الأشمل تُظهر أن الذهب يحتفظ بموقعه كأحد أكثر الأصول استقرارًا في ظل التحولات العنيفة التي تشهدها الأسواق العالمية مؤخرًا.
تتوجه الأنظار الآن إلى نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي والتي من شأنها أن ترسم المسار القادم للأسواق العالمية سواء من حيث توجهات الدولار أو شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية.