الحج
140 ألف رحلة في سماء المملكة خلال الحج.. إنجاز سعودي غير مسبوق
كتب بواسطة: سماء سالم |

في موسم حج 1446هـ، شهدت أجواء المملكة العربية السعودية أرقامًا غير مسبوقة في الحركة الجوية، عاكسةً جاهزية فائقة لمنظومة الطيران المدني وكفاءة عالية في تنسيق الجهود بين الجهات المعنية، وهو ما ساعد على توفير تجربة نقل جوي سلسة وآمنة لضيوف الرحمن في مرحلتي القدوم والمغادرة، ضمن إطار تكاملي متقن يمثل نموذجًا في إدارة المواسم الكبرى.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

هذا الإنجاز يأتي تتويجًا للدعم السخي من القيادة الرشيدة التي أولت ملف خدمات الحجاج أولوية مطلقة، بدءًا من وصولهم وحتى مغادرتهم، تأكيدًا لمكانة المملكة الريادية في خدمة الحرمين الشريفين، وتجسيدًا لما تتمتع به من خبرات تراكمية وبنية تحتية متقدمة تعزز من كفاءة الأداء في ذروة التشغيل.

وكان لشركة خدمات الملاحة الجوية السعودية دورٌ محوري في نجاح الموسم، حيث سخّرت مواردها البشرية والتقنية لتأمين انسيابية الحركة الجوية، وتوفير أعلى معايير السلامة، معززةً بذلك دورها ضمن منظومة القطاعات الوطنية المشاركة في موسم الحج.

وتمكّنت الشركة من إدارة أكثر من 140 ألف حركة جوية محلية ودولية خلال الموسم، وهو ما يمثل معدل نمو قدره 8% مقارنة بالعام الماضي، ويعكس الجاهزية العالية لمنظومة الملاحة في مواجهة الطلب المرتفع والتحديات التشغيلية الموسمية.

وخلال مرحلة القدوم، التي امتدت من 1 ذي القعدة وحتى 8 ذي الحجة، تم تسجيل 74,902 حركة جوية، محققة نموًا بنسبة 15% عن الفترة المماثلة في العام السابق، فيما بلغت حركة الرحلات في مرحلة المغادرة من 23 ذي الحجة حتى 15 محرم 66,072 حركة، بزيادة نسبتها 2%.

وسُجّل يوم 2 ذي الحجة كأكثر أيام الموسم ازدحامًا، بوصول عدد الرحلات إلى 2,338 حركة جوية خلال 24 ساعة، وهو رقم قياسي جديد يعكس قدرة المملكة على إدارة ذروة العمليات بكفاءة تشغيلية لافتة، وبأعلى درجات التنظيم والانضباط.

وشملت الخدمات الملاحية 213 شركة طيران عالمية، ما يعكس تنوع الشراكات الدولية، وتوسع الوجهات المتجهة من وإلى مطارات المملكة، ويؤكد اتساع الأفق الجوي الذي توفره السعودية لمشغلي الطيران حول العالم.

ويستند هذا الأداء المتطور إلى منظومة تقنية متكاملة من أنظمة الملاحة الحديثة، ومراكز المراقبة الجوية المنتشرة في مناطق المملكة، مدعومة بفِرق وطنية مدرّبة تعمل على مدار الساعة لضمان التشغيل المتواصل دون انقطاع.

وتتولى هذه المنظومة إدارة وصيانة وتشغيل الأجهزة الملاحية، وتأمين التواصل الجوي، وتوفير مسارات طيران آمنة ومنظمة، ما يجعل من المملكة مركزًا إقليميًا متقدمًا في خدمات الملاحة الجوية، لا سيما خلال الفترات الموسمية ذات الكثافة العالية.

وتلعب الكفاءات الوطنية دورًا أساسيًا في تحقيق هذا التميز، من خلال العمل في مراكز التحكم والمراقبة الجوية، وتنسيق الإقلاع والهبوط، والتأكد من توافق الحركة الجوية مع الطاقة الاستيعابية للمطارات، وهو ما يعزز انسيابية الرحلات ويقلل من أي ازدحام محتمل.

ويُعد دور المراقبين الجويين عنصرًا حاسمًا في تحقيق الانضباط التشغيلي، حيث يتولّون تنظيم مسارات الطيران، ومراقبة الأجواء، وتنسيق الرحلات بشكل لحظي لضمان سلامة الطيران وسرعة الاستجابة لأي مستجدات قد تطرأ خلال الرحلة.

وأثمر هذا التناغم بين الموارد البشرية والتقنيات المتطورة عن قدرة المملكة على استيعاب أعداد قياسية من الرحلات الجوية، وضمان إدارة مرنة وفعالة لها، ما يثبت جاهزية البنية التحتية للطيران المدني لمواكبة التوسعات المستقبلية في موسم الحج.

وجسّد هذا الأداء النوعي عمق التكامل بين مختلف القطاعات المعنية، من هيئة الطيران المدني إلى الجهات الأمنية والخدمية، وهو ما مهّد الطريق أمام بيئة تشغيلية مثالية، تصدّرت بها المملكة المشهد الدولي في إدارة الحشود الجوية الموسمية.

ويعكس هذا الإنجاز حرص الجهات ذات العلاقة على تطوير منظومة النقل الجوي بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع تحسين تجربة ضيوف الرحمن وتعزيز مكانة المملكة اللوجستية على رأس أولوياتها.

وتؤكد هذه النتائج أن الأجواء السعودية أصبحت أكثر انفتاحًا وموثوقية لدى كبرى شركات الطيران العالمية، وأن المملكة ماضية في تطوير خدماتها الملاحية بما يعزز من تنافسيتها في قطاع الطيران إقليميًا ودوليًا.

وفي ظل هذه التطورات، تبقى تجربة حج 1446هـ شاهدًا على قدرة المملكة على تحويل تحديات الكثافة التشغيلية إلى فرص للتميز والتفوق، مما يعكس فعليًا الريادة السعودية في تقديم خدمات طيران تتسم بالدقة، والكفاءة، والسلامة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار