الشاي يعد من أكثر المشروبات انتشارًا حول العالم ويحظى بمكانة خاصة لدى ملايين الأشخاص الذين اعتادوا تناوله يوميًا إما لبدء يومهم بنشاط أو للاسترخاء بعد الوجبات، غير أن بعض العادات الخاطئة في تحضيره وتناوله قد تحوّله من مشروب صحي إلى مصدر محتمل للضرر على الجسم.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
خبراء التغذية والصحة يحذرون من أن طريقة تحضير الشاي ودرجة حرارته وحتى توقيت شربه يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تأثيره على الصحة، مشيرين إلى أن الإهمال في هذه الجوانب قد يؤدي إلى مشكلات صحية تتراوح بين اضطرابات الجهاز الهضمي وارتفاع المخاطر على المدى البعيد.
واحدة من أبرز الأخطاء التي يقع فيها البعض هي الإفراط في تركيز الشاي حيث يفضل كثيرون تحضيره شديد القوة باستخدام كميات كبيرة من أوراق الشاي، إلا أن هذا الأسلوب يزيد من نسبة الكافيين في الكوب ما قد يؤدي إلى تحفيز مفرط للجهاز العصبي، فضلًا عن احتوائه على التانينات التي قد تسبب إمساكًا واضطرابات بالأمعاء كما أن الشاي المركز يعد مدرًا قويًا للبول مما قد يسبب فقدان السوائل من الجسم بسرعة.
خطأ آخر شائع يتمثل في ترك الشاي ليتخمر لفترة طويلة قبل شربه، فالشاي المعتق يفقد جانبًا كبيرًا من فوائده الغذائية مع مرور الوقت كما أنه قد يصبح بيئة ملائمة لنمو الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض، ولهذا ينصح الخبراء بتحضير شاي طازج في كل مرة وتجنب الاحتفاظ به لفترات طويلة.
درجة حرارة الشاي عند تناوله تمثل بدورها عاملاً مؤثرًا على الصحة، فشرب المشروبات الساخنة جدًا يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية في الحلق والمريء والمعدة، ومع التكرار قد تتكون ندبات تزيد من خطر العدوى أو حتى الأورام الخبيثة على المدى الطويل.
كما أن توقيت شرب الشاي يلعب دورًا لا يقل أهمية، إذ يفضل تناوله بعد الطعام بنصف ساعة تقريبًا، بينما شربه على معدة فارغة قد يسبب تثبيط الشهية وربما يؤدي إلى تخطي وجبة الإفطار وهو ما يؤثر سلبًا على التوازن الغذائي للجسم خاصة إذا تكرر الأمر بشكل يومي.
أيضًا ينصح الأطباء بتجنب شرب الشاي مباشرة بعد تناول الطعام، حيث تحتوي أوراق الشاي على مركبات تعيق امتصاص البروتين والحديد وبعض العناصر الغذائية المهمة، ما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى نقص في هذه العناصر بالجسم خاصة لدى الأشخاص الذين يعتمدون على الشاي كشراب أساسي.
التوازن هو كلمة السر في الاستفادة من فوائد الشاي، إذ يوصي الخبراء بالاكتفاء بملعقة صغيرة من أوراق الشاي لكل كوب مع إضافة ملعقة إضافية إذا كان التحضير لكميات أكبر، مع الالتزام بدرجة حرارة معتدلة للشرب وعدم تركه يتخمر لفترة طويلة.
وبينما يشتهر الشاي بخصائصه المضادة للأكسدة وقدرته على تحسين المزاج وزيادة التركيز، إلا أن الإفراط في تناوله أو تحضيره بطريقة غير صحيحة قد يبدد هذه الفوائد بل ويقلبها إلى أضرار محتملة.
ومن أجل الحصول على أفضل نتيجة من الشاي ينصح باختيار أوراق جيدة الجودة وتجنب الإضافات الصناعية أو المحليات الزائدة، مع شربه في أوقات مناسبة بعيدًا عن الوجبات الرئيسية مباشرة.
هذه النصائح لا تهدف إلى تقليل من أهمية الشاي أو الحث على تجنبه، بل إلى تذكير عشاقه بأن التفاصيل الصغيرة في تحضيره وتناوله هي التي تصنع الفارق بين مشروب مفيد وصحي وآخر قد يسبب مشكلات غير متوقعة.
ويؤكد خبراء التغذية أن إدراك هذه الأخطاء وتجنبها يمنح فرصة أكبر للاستمتاع بالشاي دون القلق من تأثيراته السلبية، ما يجعل هذا المشروب العريق يظل كما هو رمزًا للدفء والراحة في حياة الملايين.
وفي النهاية، فإن الاعتدال والوعي بكيفية إعداد الشاي وتوقيت شربه هو الطريق الأمثل للاستفادة من فوائده والحفاظ على الصحة العامة، خاصة أن هذه العادات الصحية لا تتطلب جهدًا كبيرًا لكنها تحدث فرقًا ملموسًا على المدى الطويل.