وجّه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن حق الوالدين ووجوب برهما والإحسان إليهما، وذلك لما تحمله خطبة الجمعة من أثر كبير في توعية المجتمع وتذكيره بالقيم الإسلامية الراسخة.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأوضح معاليه أن هذه الخطوة تأتي تأكيدًا لعظم مكانة الوالدين في الإسلام، مستشهدًا بقوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا، ومشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قرن حق الوالدين بحقه، كما نهى عن عقوقهما في قوله عز وجل فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا، داعيًا إلى التواضع لهما والدعاء لهما كما أمر الله.
وأكد الوزير أن بر الوالدين من أعظم القربات التي تقرب العبد من ربه، وأنه سبب لنيل رضاه، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد، مبينًا أن عقوق الوالدين يعد من أكبر الكبائر التي حذر منها الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأشار إلى أهمية تذكير الناس بهذه المعاني العظيمة، خاصة في زمن تتسارع فيه الانشغالات الحياتية التي قد تلهي الأبناء عن أداء واجبهم تجاه والديهم، مبينًا أن الإسلام أولى هذا الجانب اهتمامًا خاصًا وجعل بر الوالدين عبادة عظيمة تتقرب بها النفوس إلى الله.
وتضمن التوجيه دعوة الخطباء إلى حث المصلين على التنافس في البر بالوالدين، وخاصة عند تقدم العمر بهما واحتياجهما إلى الرعاية والعناية، وضرورة تفقد حاجاتهما والعمل على إسعادهما وإدخال السرور إلى قلوبهما في كل وقت.
كما شدد على أهمية الاهتمام بصحة الوالدين ومرافقتهما عند مراجعة الأطباء، والحرص على متابعة التزامهما بالأدوية والعلاجات، معتبرًا أن هذه الأعمال هي من صور البر التي يؤجر عليها الأبناء والبنات أجرًا عظيمًا.
وبيّن أن من البر أيضًا الإصغاء إلى حديث الوالدين وتقدير آرائهما، وإظهار الاحترام الكامل لهما، وعدم رفع الصوت في حضورهما، إلى جانب تقديم المساعدة لهما في شؤون الحياة اليومية مهما كانت صغيرة.
وأوضح أن الإسلام جعل بر الوالدين لا يقتصر على حياتهما، بل يمتد بعد وفاتهما بالدعاء لهما، وتنفيذ وصاياهما، وصلة أرحامهما، وإكرام أصدقائهما، وهو ما يعكس شمولية مفهوم البر في الدين الحنيف.
وأضاف أن الوزارة تحرص على استثمار المنابر في بث القيم الإيجابية التي تعزز تماسك المجتمع، وأن خطبة الجمعة تعتبر وسيلة فعالة للوصول إلى جميع فئات المجتمع وغرس المبادئ الإسلامية في النفوس.
وأشار إلى أن بر الوالدين يسهم في بناء مجتمع متراحم تسوده المحبة بين أفراده، وأنه أساس متين لأسرة مستقرة تسهم بدورها في تحقيق الأمن والاستقرار للوطن.
وبيّن أن الالتزام ببر الوالدين ينعكس أثره على حياة الأبناء، إذ يبارك الله لهم في أعمارهم وأرزاقهم، ويهيئ لهم من يبرهم عند كبرهم، مستشهدًا بقول العلماء كما تدين تدان.
وأكد أن الوزارة ماضية في دعم المبادرات التي تعزز من مكانة الأسرة في المجتمع، وتعمل على تحصينها من المظاهر السلبية التي قد تضعف روابطها، معتبرًا أن هذا جزء من رسالتها الدعوية والإرشادية.
وشدد على أن القيم التي يحث عليها الإسلام ليست مجرد شعارات، بل هي سلوكيات عملية يجب أن تنعكس في حياة المسلمين، وأن بر الوالدين يأتي في مقدمة هذه السلوكيات التي ينبغي الالتزام بها.
وختم الوزير توجيهه بالتأكيد على أن خطبة الجمعة القادمة ستكون فرصة لتجديد العهد مع الله على بر الوالدين، وتذكير الأبناء والبنات بأن هذه العبادة العظيمة هي طريق إلى الجنة وسبب لنيل رضا الله في الدنيا والآخرة.