أوضح المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني أن اختيار مواقع الاستمطار يتم وفق ضوابط دقيقة تعتمد على دراسات متخصصة لظروف الطقس وخصائص السحب المستهدفة، مبينا أن التجربة التي أجريت مؤخرا في محافظة رماح جاءت بناء على هذه المعطيات الدقيقة.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأضاف القحطاني أن موقع رماح تم تحديده بعد سلسلة من الدراسات والتحليلات الجوية التي أظهرت ملاءمة الظروف الجوية لتنفيذ عملية الاستمطار، مشيرا إلى أن هذه الخطوة أسهمت بشكل مباشر في نجاح البرنامج وزيادة معدل الهطول المطري في المنطقة.
وأشار إلى أن نجاح هذه العملية اعتمد على فهم عميق لطبيعة السحب وكيفية تهيئتها للاستفادة القصوى من عملية الاستمطار، موضحا أن طائرات الاستمطار تقوم ببث ما يعرف بـ شعلة الاستمطار داخل السحابة مما يساهم في زيادة كثافة الهطول المطري بشكل ملحوظ.
وبيّن أن هذه التقنية تُمثل مزيجا بين المعرفة العلمية الدقيقة والتقنيات الحديثة التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية الطبيعية، مؤكدا أن النتائج الإيجابية التي تحققت في رماح تعد مثالا واضحا على ذلك.
وأكد القحطاني أن برنامج الاستمطار في المملكة لم يعد محصورا على أوقات أو مناطق معينة بل أصبح يمتلك مرونة أكبر في اختيار المواقع والأوقات المناسبة للتنفيذ، وهو ما يعزز فاعليته ويضاعف أثره.
كما أوضح أن هذه المرونة تأتي نتيجة للتطور الكبير في أساليب الرصد الجوي والتنبؤات المناخية التي تمكن الفرق المختصة من تحديد أفضل الفرص لتنفيذ عمليات الاستمطار بنجاح.
ولفت إلى أن النجاح الذي تحقق في رماح يُعد الأول من نوعه في فصل الصيف بالمملكة، وهو ما يشكل نقلة نوعية في مجال تطبيق هذه التقنية بالمواسم المختلفة.
وذكر أن المركز الوطني للأرصاد يرى في هذه الخطوة مؤشرا مهما على تقدم البرنامج واستعداده لتوسيع نطاق عمله ليشمل مناطق أخرى في المملكة خلال الفترات المقبلة.
وأشار إلى أن التوسع المخطط له يهدف إلى زيادة معدلات الهطول المطري في مختلف المناطق بما يسهم في دعم الأمن المائي وتحسين الغطاء النباتي.
كما شدد على أن البرنامج يستند إلى أسس علمية واضحة تضمن تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والفعالية في كل عملية يتم تنفيذها، مع مراعاة جميع العوامل البيئية.
وأوضح أن مثل هذه العمليات لا تُنفذ إلا بعد التأكد الكامل من ملاءمة الظروف الجوية وتوافر المعطيات التي تضمن تحقيق الأهداف المرجوة منها.
وأضاف أن المركز يحرص على تطوير كوادره الفنية وتزويدهم بأحدث التقنيات والتدريب المستمر لضمان مواكبة أفضل الممارسات العالمية في مجال الاستمطار.
وأكد أن نجاح عملية رماح يعزز الثقة في البرنامج ويدفع نحو مزيد من الابتكار والتطوير في هذا المجال الحيوي، بما يعود بالنفع على المواطنين والمقيمين.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن المركز الوطني للأرصاد سيواصل جهوده العلمية والبحثية لتوسيع نطاق الاستفادة من الاستمطار في دعم الموارد المائية ومواجهة تحديات المناخ في المملكة.