نجح قسم الأشعة التداخلية وقسطرة الأوعية الدموية في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان في تحقيق إنجاز طبي جديد، حيث تمكن من إزالة عقد حميدة في الغدة الدرقية دون اللجوء إلى التدخل الجراحي.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
معتمدًا على تقنية التردد الحراري التي تعد من أحدث الأساليب العلاجية المتطورة في هذا المجال، ويأتي ذلك ضمن جهود المستشفى في تطوير خدماته الصحية بما يتماشى مع أهداف نموذج الرعاية الصحية في المملكة.
وأوضح تجمع جازان الصحي أن هذه التقنية تمثل خطوة متقدمة في مسار تحسين جودة العلاج، فهي تعد آمنة وفعالة في التعامل مع حالات العقد الحميدة، وتسهم في تسريع فترة التعافي مقارنة بالعمليات الجراحية التقليدية، مما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات ويعزز من راحة المريض وتجربته داخل المنشآت الطبية.
اعتمد الفريق الطبي المنفذ للعملية على تجهيزات طبية حديثة تمثل أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية في مجال الأشعة التداخلية، وهو ما أتاح تنفيذ الإجراءات العلاجية بدقة عالية ونتائج إيجابية، ليؤكد ذلك قدرة الكوادر الوطنية على مواكبة التطور الطبي وتقديم خدمات تضاهي المراكز العالمية.
وأشار الأطباء إلى أن تقنية التردد الحراري تتيح استهداف العقد بدقة من خلال إبرة خاصة يتم إدخالها تحت توجيه الأشعة، حيث يتم إرسال موجات حرارية تعمل على إتلاف أنسجة العقدة بشكل انتقائي دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة، وهو ما يقلل من الأضرار الجانبية ويجعلها خيارًا علاجيًا مفضلًا للكثير من المرضى.
كما أوضح المختصون أن المرضى الذين خضعوا لهذا النوع من العلاج يتمكنون من العودة إلى أنشطتهم اليومية خلال فترة قصيرة، وهو ما يمنح هذه التقنية ميزة إضافية مقارنة بالجراحة التي تتطلب فترات نقاهة أطول، ويجعلها مناسبة لشرائح أكبر من المرضى الذين قد لا تتحمل حالتهم الصحية التدخل الجراحي.
وأكد تجمع جازان الصحي أن تبني هذه التقنيات الحديثة يأتي ضمن رؤية المملكة لتعزيز مكانتها كوجهة إقليمية للرعاية الطبية المتقدمة، عبر إدخال الحلول المبتكرة التي ترفع من مستوى الخدمة وتحقق رضا المستفيدين، خاصة في التخصصات الدقيقة مثل الغدد الصماء والأشعة التداخلية.
ويعد هذا الإنجاز ثمرة لجهود متواصلة في تطوير البنية التحتية للمستشفى وتدريب الكوادر الطبية على أحدث الممارسات العالمية، بما يضمن تقديم خدمات علاجية متطورة ومتاحة للمرضى في مختلف مناطق جازان، دون الحاجة إلى السفر لمراكز طبية خارج المنطقة.
كما يشير نجاح هذه العمليات إلى أهمية الاستثمار في التقنيات غير الجراحية التي توفر الوقت والجهد للمريض والطبيب على حد سواء، وتدعم التوجه العالمي نحو أساليب علاجية أقل تدخلاً وأكثر أمانًا وفاعلية.
ويستفيد المرضى من هذه الخدمة الجديدة عبر إجراءات مواعيد منظمة وميسرة، ما يضمن سرعة التشخيص والتدخل العلاجي في الوقت المناسب، وهو ما ينعكس إيجابًا على نسب الشفاء وتحسن الحالة الصحية بشكل عام.
كما أن هذا النجاح يعكس حجم التعاون بين مختلف الأقسام داخل المستشفى، بدءًا من التشخيص الدقيق مرورًا بالتجهيزات الطبية المتطورة وانتهاءً بمتابعة ما بعد العملية، وهو ما يؤكد تكامل العمل الطبي في تحقيق النتائج المرجوة.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت يشهد فيه القطاع الصحي بالمملكة طفرة ملحوظة على مستوى الخدمات التخصصية، مع زيادة الاهتمام بالطب الدقيق والعلاجات المبتكرة التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمرضى.
وأشار المختصون إلى أن تقنية التردد الحراري مرشحة للتوسع في استخدامها خلال الفترة المقبلة، نظرًا لنتائجها المتميزة وإقبال المرضى عليها، ما يجعلها خيارًا علاجيًا استراتيجيًا في العديد من الحالات الطبية المشابهة.
كما يعزز نجاح هذه التجربة مكانة مستشفى الملك فهد المركزي كمؤسسة صحية رائدة في المنطقة، قادرة على تقديم أحدث العلاجات وفق المعايير العالمية، ما يرسخ ثقة المرضى بالخدمات المقدمة لهم.
ويؤكد هذا التقدم أن المملكة ماضية بخطى واثقة نحو بناء منظومة صحية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والكفاءات الوطنية، لتوفير رعاية صحية شاملة ومستدامة تواكب تطلعات المجتمع وتلبي احتياجاته المتزايدة.