نجح الفريق الطبي في مجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا، في إنهاء معاناة مراجعة في العقد الثالث من العمر، كانت تشكو منذ سنوات من آلام متزايدة في مفصل الورك الأيسر، ما تسبب لها بمحدودية في الحركة وصعوبة في أداء أنشطتها اليومية المعتادة.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأوضح الدكتور يوسف بن توفيق خوجة، استشاري جراحة العظام والمفاصل الحاصل على الزمالة الكندية في استبدال المفاصل السفلية والإصابات الرياضية والمناظير، ورئيس الفريق الطبي المعالج.
أن المراجعة كانت قد زارت في وقت سابق عددًا من المراكز الطبية دون أن تتلقى علاجًا جذريًا لمشكلتها، إذ اقتصر التعامل مع حالتها على وصف المسكنات وبرامج العلاج الطبيعي التي لم تؤتِ نتائج إيجابية، بل فاقمت الأعراض وزادت من حدة الألم.
وأضاف الدكتور خوجة أن الفريق الطبي استقبل المراجعة في عيادة المفاصل، حيث تم إخضاعها لسلسلة من الفحوصات الدقيقة باستخدام الأشعة الرقمية السينية، التي أظهرت وجود نتوء في عظمة الكامة تسبب في متلازمة الاصطدام الوركي الفخذي، إذ بلغت زاوية النتوء 65 درجة، في حين أن الزاوية الطبيعية يجب ألا تتجاوز 55 درجة.
كما كشفت صور الرنين المغناطيسي عن وجود التهاب شديد في المفصل، إضافة إلى ورم نادر في الجهة السفلية الخلفية لمفصل الورك، من النوع الذي يُعرف بالورم الزلالي الصباغي، وهو عبارة عن كيس يحتوي على خلايا تصبغية تفرز مادة زلالية تؤدي إلى تآكل الغضاريف المبطنة للمفصل، مسببًا الخشونة المبكرة والتهاب المفصل المزمن.
وأكد الدكتور خوجة أن الفريق الطبي، وبعد دراسة دقيقة لجميع النتائج الإشعاعية والمخبرية، قرر إجراء تدخل جراحي دقيق باستخدام تقنية المنظار، للتعامل مع النتوء العظمي وإزالة الورم.
وقد تم تنفيذ العملية تحت التخدير العام، واستغرقت نحو ساعة ونصف، تم خلالها تنظيف مفصل الورك من الالتهابات والتجمعات الدموية، وتحرير الورم من التصاقات الأنسجة المحيطة، ومن ثم تقسيمه إلى أجزاء وإزالته بالكامل.
كما جرى إرسال عينة من الورم إلى المختبر للتأكد من طبيعته، وتبين لاحقًا أنه من نوع الورم الزلالي الصباغي ذو الخلايا العملاقة.
واستخدم الفريق تقنيات الكي لإغلاق الشرايين المغذية للورم منعًا لحدوث نزيف، كما ساهم التوجيه الإشعاعي في إزالة النتوء العظمي بدقة دون التأثير على الأنسجة المحيطة.
وأشار الدكتور خوجة إلى أن العملية تكللت بالنجاح بفضل من الله، حيث نُقلت المريضة إلى جناح التنويم بعد استقرار حالتها، وبدأت المشي في اليوم التالي للعملية باستخدام المشاية، ما يدل على فعالية التدخل وسرعة تعافي المفصل بعد الجراحة.
وخرجت المراجعة من المستشفى وهي في حالة صحية مستقرة، مع التوصية باتباع برنامج تأهيلي خاص بعمليات مناظير الورك، يتضمن تمارين علاج طبيعي مكثفة لاستعادة القوة والمرونة بشكل تدريجي، وضمان عدم عودة الورم أو الأعراض المرتبطة به مستقبلاً.