الحناء المدينية
منتج زراعي مميز ... "الحناء المدينية" يُحدث نقلة نوعية في الاستثمار الزراعي بالمدينة المنو
كتب بواسطة: فهد الأعور |

تُعتبر المدينة المنورة من أبرز المناطق في المملكة العربية السعودية المتخصصة في زراعة نبات الحناء، الذي اشتهر بجودته العالية وخصائصه الفريدة، ما جعله يحظى بمكانة مميزة على المستوى المحلي والدولي.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

تُزرع الحناء في عدة مواقع بالمنطقة، خاصة في محافظتي وادي الفرع وبدر، حيث تتوفر الظروف المناخية والتربة المناسبة التي تساهم في زيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتج النهائي.

وتُعرف الحناء المدينية بنقاوتها المميزة، حيث تُعتبر من أفضل أنواع الحناء في العالم، وذلك بفضل لونها الأخضر الفاتح ورائحتها العشبية المميزة التي تعكس خلوها من الإضافات الكيميائية والشوائب.

وتزرع هذه الحناء ضمن أنظمة الزراعة العضوية التي تستبعد استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الصناعية، مما يجعلها آمنة للاستخدام في مختلف التطبيقات التجميلية والطبية.

وتتنوع استخدامات الحناء المدينية لتشمل جوانب جمالية وطبية عديدة، إذ يتم طحن أوراق الحناء لتحويلها إلى مسحوق ناعم يُخلط بالماء أو بزيت الزيتون أو زيت جوز الهند لزيادة الترطيب، كما يمكن مزجها بالزيوت العطرية لتعزيز اللون وتحسين القوام.

ويستخدم المسحوق بعد ذلك في صبغ الشعر، حيث يساهم في تغذيته، زيادة كثافته، والحد من تساقطه.

إضافة إلى ذلك، تُستخدم الحناء كوسيلة طبيعية لتبريد الجسم في المناطق الحارة، فضلاً عن استخدامها التقليدي في النقش على اليدين والقدمين وتنظيف البشرة وتقليل التصبغات الجلدية.

من جانب آخر، أصدرت غرفة المدينة المنورة تقريرًا يستعرض فرص الاستثمار المتاحة في قطاع زراعة الحناء بالمنطقة، مشيرة إلى الإمكانيات الكبيرة للتوسع في هذا المجال من خلال تطبيق تقنيات الري الحديثة التي تساعد في زيادة الإنتاج وتحسين جودة المحصول.

كما أشار التقرير إلى إمكانية تطوير منتجات جديدة ذات قيمة مضافة مثل الحناء المعطرة أو الحناء العضوية، بهدف استهداف الأسواق المحلية والدولية وتسويق الحناء كمنتج أصيل يعكس هوية المدينة المنورة.

ويؤكد التقرير على أن طبيعة المدينة المنورة وخصائصها الزراعية المتنوعة تشكل مقومات قوية للاستثمار في مجالات زراعية وحيوانية وصناعية مختلفة، حيث يمكن الاستفادة من المحاصيل الزراعية ومشتقاتها وكذلك المخلفات المرتبطة بها في إقامة مشروعات صناعية قائمة على تحويل هذه الموارد إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية.

وفي هذا السياق، يمكن تحويل الحناء إلى منتجات مشتقة مثل المساحيق، العجائن، والزيوت العطرية، ما يساهم في زيادة القيمة السوقية للحناء ورفع عوائد المزارعين والمستثمرين.

ويشهد قطاع زراعة الحناء في المدينة المنورة مؤخرًا خطوات تحفيزية من قبل الجهات المختصة، تهدف إلى دعم الإنتاج المحلي وتعزيز فرص التصدير.

فقد تم إدراج الحناء ضمن القطاعات المستهدفة في برنامج "ريف" الذي يهدف إلى دعم الأسر المنتجة والمهن الزراعية، وذلك من خلال تقديم الدعم المالي والتقني للمزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة المرتبطة بالإنتاج الزراعي.

ويأتي هذا الدعم في وقت تنخفض فيه تكاليف زراعة الحناء نسبيًا بسبب عدم حاجتها إلى ري مستمر أو استخدام مكثف للأسمدة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للاستثمار الزراعي المستدام.

وفي ظل هذه المعطيات، تبرز فرص واعدة للنمو والتطور في قطاع زراعة الحناء بمنطقة المدينة المنورة، لا سيما مع توافر المقومات البيئية والتقنية التي تسهم في تحقيق زيادة إنتاجية مستدامة، إضافة إلى إمكانات التسويق المحلي والدولي التي يمكن استغلالها لتعزيز مكانة المنتج كعلامة تجارية وطنية.

ويُنتظر أن يلعب هذا القطاع دورًا متزايد الأهمية في دعم الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل الزراعي، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على التنمية المستدامة وتشجيع الاستثمارات في القطاعات الواعدة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار