تمكنت جمعية إبصار الخيرية من ترسيخ مكانتها كمؤسسة رائدة ومتخصصة في مجال تأهيل وخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في المملكة العربية السعودية، وذلك منذ تأسيسها في العاشر من رمضان عام 1424هـ الموافق 2004م.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وقد شكلت الجمعية خلال عقدين من العمل المستمر علامة فارقة في القطاع غير الربحي، بفضل رؤيتها الطموحة ورسالتها التي تركز على الوقاية والتمكين والتوعية، وتقديم خدمات شاملة تسهم في تحسين جودة حياة ذوي الإعاقة البصرية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وعلى مدى السنوات الماضية، قدمت الجمعية خدماتها لأكثر من 6,000 مستفيد مباشر، عبر تنفيذ 369 برنامجًا ومبادرة شملت مجالات الفحص والعلاج والتأهيل والتدريب، مما يعكس مدى تنوع وجودة الخدمات التي تقدمها الجمعية.
وفي عام 2025 فقط، بلغ عدد العمليات الجراحية للعيون التي تم إجراؤها من خلال الجمعية 514 عملية، في حين تم توزيع 154 نظارة طبية على المحتاجين، وإجراء 167 فحصًا دقيقًا لضعف البصر.
كما برز دور المتطوعين بشكل لافت، حيث شارك 11,983 متطوعًا في برامج الجمعية، وأسهموا بأكثر من 5,026 ساعة تطوعية، ما يدل على عمق التفاعل المجتمعي مع أهداف الجمعية.
وفي إطار سعيها المستمر لتطوير أدائها المؤسسي وتوسيع نطاق خدماتها، اعتمدت الجمعية استراتيجية جديدة تركز على خمسة مسارات رئيسة هي التمكين، والطفل، والعين، والتوعية، والحياة.
وتسعى من خلالها إلى بناء مجتمع أكثر شمولًا وعدالة لذوي الإعاقة البصرية، من خلال تطوير البرامج والمشروعات النوعية وتوسيع دائرة الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة، ورفع كفاءة الأداء المؤسسي وفق معايير الجودة والحوكمة.
ومن أبرز المشاريع التي أطلقتها الجمعية ضمن هذه الرؤية الجديدة، مشروع "مكين" الذي يركز على التدريب على التقنيات المساندة للمكفوفين، ومشروع "مشورة" الذي يقدم استشارات متخصصة للأسر والمستفيدين، إلى جانب مشروع "لنتعايش معًا" الذي يهدف إلى تدريب الكفيفات على المهارات الحياتية اليومية، بما يحقق لهن استقلالية أكبر.
كما أسست الجمعية مركز "كشف إبصار" بوصفه مركزًا طبيًا متكاملًا لتشخيص وعلاج حالات ضعف البصر، ما يعزز من قدراتها في تقديم حلول طبية متخصصة.
وتتويجًا لجهودها المؤسسية، حصلت جمعية إبصار الخيرية على شهادة الجودة العالمية ISO 9001، وهو ما يؤكد التزامها بمعايير الأداء الاحترافي والتحسين المستمر، ويمثل إضافة قوية لكفاءتها التشغيلية.
كما نالت الجمعية مؤخرًا درجة الحوكمة الكاملة بنسبة 100% من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، في تقييم شامل لمستوى الامتثال والشفافية، ما يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها الجمعية من مختلف شرائح المجتمع.
وتعتمد الجمعية في عملها على تقديم خدمات استباقية وتمكينية باستخدام أحدث الممكنات والأدوات، وتسعى إلى تعزيز شراكاتها مع مختلف القطاعات لزيادة الأثر التنموي.
ويحمل شعارها "رعاية.. عناية.. وقاية" معاني عميقة تعكس التزامها بقضية ذوي الإعاقة البصرية، وإيمانها بدورهم الحيوي في المجتمع.
ومع استمرارها في تحقيق الإنجازات النوعية، تواصل جمعية إبصار الخيرية أداء دورها كمؤسسة تنموية رائدة تسهم في تمكين الأفراد ورفع جودة حياتهم بما يحقق تطلعات المملكة في مجتمع أكثر شمولًا وإنصافًا.