في سياق توعوي طبي جديد شدد استشاري القلب الدكتور خالد النمر على خطورة استخدام الماء شديد السخونة مبينًا أن تأثيره على الجلد يختلف باختلاف الدرجة التي يُستخدم عندها وقد يصل الأمر إلى إحداث حروق مؤلمة وواضحة في حال تجاوزت الحرارة مستوى معين.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأكد النمر أن الماء الذي تصل حرارته إلى ما يزيد عن تسع وأربعين درجة مئوية وهي الدرجة التي تعادل تقريبًا حرارة الشاي أو القهوة يمكن أن يُحدث حروقًا فورية عند ملامسة الجلد ولا يمنح أنسجة البشرة أي فرصة للتأقلم مع درجة الحرارة المرتفعة.
وأشار إلى أن الاستحمام أو تعريض الجلد لماء تتراوح حرارته بين اثنتين وأربعين وخمس وأربعين درجة مئوية قد يؤدي إلى فقدان الطبقة الدهنية الطبيعية التي تحافظ على رطوبة الجلد وتكوّن خط الحماية الأول ضد العوامل الخارجية مما يضعف الحاجز الجلدي ويجعل البشرة أكثر عرضة للتهيج والجفاف.
وأوضح أن هذا النوع من التعرض المستمر لماء شديد السخونة لا يضر البشرة السطحية فقط وإنما يمكن أن يسبب مشكلات أعمق مع مرور الوقت حيث قد يُفقد الجلد قدرته على التجدد بكفاءة وتزداد احتمالية الإصابة بالالتهابات الموضعية نتيجة ضعف الحماية الطبيعية.
ولفت إلى أن البعض يعتقد أن الماء الحار وسيلة فعالة للاسترخاء بعد يوم مرهق لكن الحقيقة أن درجة الحرارة المرتفعة لا تحقق هذا الهدف بل قد تنعكس آثارها سلبًا على الصحة الجلدية وقد تترك بقعًا حمراء وحروقًا سطحية تستغرق وقتًا للشفاء.
وبيّن أن الفرق كبير بين الحروق الناتجة عن الماء الساخن جدًا وبين الفوائد العلاجية التي يمكن الحصول عليها من الماء الفاتر مؤكدًا أن الاستخدام الصحيح يكمن في معرفة الدرجة المثالية وعدم تجاوزها لتجنب الأضرار.
وأوضح أن الماء الفاتر الذي تتراوح حرارته بين سبع وثلاثين وأربعين درجة مئوية وهو قريب من درجة حرارة الجسم يعتبر الأنسب للصحة العامة حيث يساعد على الاسترخاء وتحفيز الدورة الدموية دون أن يسبب أي ضرر للبشرة أو يضعف دفاعاتها الطبيعية.
وأكد أن هذه الدرجة المعتدلة تُستخدم في ما يُعرف بالعلاج المائي أو الـ Hydrotherapy وهو أسلوب طبي يعتمد على التوازن الحراري للماء كوسيلة لتخفيف الألم وتحسين المزاج والحد من الشعور بالخمول والإرهاق.
وأضاف أن الاستحمام بالماء الفاتر يسهم في تهيئة الجسم للنوم العميق حيث يعمل على تهدئة الجهاز العصبي وتنظيم إفراز الهرمونات المسؤولة عن الاسترخاء مما يمنح الإنسان نومًا أفضل وأكثر استقرارًا.
وأشار كذلك إلى أن الماء الفاتر قد يكون عاملًا مساعدًا لمرضى الألم المزمن مثل آلام المفاصل أو العضلات حيث يساعد في التخفيف من التشنجات ويمنح العضلات مرونة أكبر مع تقليل الشعور بالانزعاج.
وبيّن أن هذا النوع من الاستحمام يرفع المزاج العام ويمنح الجسم إحساسًا بالانتعاش والراحة وهو ما يجعله وسيلة آمنة وفعالة للتعامل مع ضغوط الحياة اليومية بعيدًا عن الأضرار التي تسببها الدرجات العالية.
وشدد على أهمية الاعتدال وعدم المبالغة في الاعتماد على الماء الساخن لاعتقاد أنه يمنح تنظيفًا أفضل للجلد موضحًا أن الإفراط في ذلك يؤدي إلى نتائج عكسية منها الجفاف والحكة وربما التشققات الجلدية.
كما أوصى باستخدام الماء بدرجة حرارة مناسبة خصوصًا للأطفال وكبار السن الذين تكون بشرتهم أكثر حساسية وضعفًا أمام المؤثرات الخارجية وذلك لحمايتهم من الحروق أو المشكلات الجلدية المترتبة على سوء الاستخدام.
واختتم النمر رسالته بالتأكيد على أن الماء نعمة عظيمة يمكن أن يكون وسيلة علاجية مفيدة أو سببًا للضرر حسب الطريقة التي نتعامل بها معه مؤكدًا أن وعي الإنسان بدرجة الحرارة المناسبة هو ما يصنع الفارق بين الفائدة والأذى.