منحت الهيئة العامة للغذاء والدواء الإذن بالتسويق لجهاز طبي مبتكر تم تصميمه وتطويره بأيادٍ سعودية، في خطوة تعكس تطور المنظومة الصحية بالمملكة وتعزز من توجهاتها في مجال الابتكار الطبي.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
ويمثل الجهاز نقلة نوعية في تعزيز سلامة وكفاءة الإجراءات الجراحية داخل غرف العمليات، حيث صُمم الجهاز ليُرتدى حول كف الجراح، ويحتوي على حاوية مغناطيسية مثبتة على ظهر اليد تتيح تثبيت إبر الخياطة أثناء عمليات ربط العقد الجراحية، مما يمنح الجراح حرية في استخدام كلتا اليدين ويقلل من مخاطر التعرض لوخز الإبر أثناء الجراحة.
ويُعد الجهاز ثمرة مجهود جماعي مشترك، حيث خضع لتقييم شامل من قبل الهيئة، شمل مراجعة دقيقة لكامل ملفه الفني، إلى جانب تقييم الأدلة السريرية لضمان مأمونيته وفعاليته.
وقد نجح في تجاوز تلك المتطلبات التنظيمية بعد استيفاء كافة المعايير المعتمدة، ما مهد الطريق لحصوله على شهادة الإذن بالتسويق داخل السوق السعودي.
وتكمن أهمية الابتكار في بساطته وفعاليته في آنٍ واحد، إذ يسهم في تسهيل الإجراءات الجراحية المعقدة، ويحد من احتمالات وقوع الإصابات المرتبطة بالإبر، مما ينعكس إيجابًا على سلامة الطواقم الطبية وكفاءة سير العمليات.
الجهاز حاصل على براءتي اختراع مسجلتين رسميًا في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ما يعزز من موثوقيته عالمياً، ويمنحه قيمة مضافة داخل ساحة الابتكارات الطبية.
وقد تم تطويره في جامعة الملك سعود، بإشراف مباشر من معهد ريادة الأعمال، وتصنيعه محليًا من قبل أحد المصانع الوطنية المتخصصة في الأجهزة الطبية، ليكون منتجًا سعوديًا خالصًا من الفكرة وحتى خط الإنتاج، ما يبرز كفاءة الإمكانيات المحلية في صناعة الأجهزة الصحية المتقدمة.
ويمثل هذا المشروع نموذجًا ناجحًا لتكامل الجهود بين الجهات التنظيمية والأكاديمية والقطاع الخاص، حيث دعمت الهيئة العامة للغذاء والدواء مراحل التطوير كافة من خلال ورش العمل والتوجيهات الفنية لتسهيل استيفاء متطلبات الملف الفني.
وساهم هذا التعاون في تمكين الفريق المطور من الانتقال بالجهاز من مرحلة النموذج الأولي إلى منتج تجاري جاهز للتسويق.
وأكدت الهيئة أن الجهاز يأتي ضمن إطار "مسار الأجهزة الطبية المبتكرة"، الذي أطلقته الهيئة في عام 2021 بهدف دعم وتسهيل رحلة المبتكرين السعوديين في قطاع الأجهزة الطبية، عبر تقديم الدعم التنظيمي والفني والتوجيهي اللازم.
ويُعد المسار ركيزة أساسية ضمن استراتيجية الهيئة في دعم الابتكار والبحث والتطوير في المملكة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 وبرنامج تحول القطاع الصحي، الذي يسعى لبناء منظومة صحية متقدمة تواكب المعايير العالمية وتلبي احتياجات المستقبل.
ويعكس هذا الإنجاز تنامي قدرات المملكة في مجال الابتكار الطبي، ويجسد أهمية بناء بيئة تنظيمية مرنة ومحفزة تدعم تطلعات الكفاءات الوطنية في تحويل أفكارها الإبداعية إلى منتجات واقعية تسهم في تطوير الرعاية الصحية وتعزيز جودة الحياة.