منحت الهيئة العامة للغذاء والدواء الإذن بالتسويق لجهاز طبي جراحي تم تصميمه وتطويره بأيادٍ سعودية، في خطوة رائدة تعد الأولى من نوعها في المملكة لتعزيز الابتكار المحلي ودعم الكفاءات الوطنية في القطاع الصحي، ويأتي هذا القرار ضمن التوجهات الاستراتيجية التي تهدف إلى رفع مستوى الاعتماد على المنتجات الطبية الوطنية وتطوير صناعاتها.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأكدت الهيئة أن هذا الجهاز خضع لسلسلة من الاختبارات الدقيقة التي أثبتت مطابقته لمتطلبات السلامة والجودة، حيث تم التحقق من كفاءته في الأداء وفق المعايير العالمية المعتمدة، مما يفتح المجال أمام استخدامه في مختلف المستشفيات والمراكز الطبية داخل المملكة، كما يمنحه فرصة للانتشار عالميًا كمنافس قوي للأجهزة الطبية المستوردة.
ويعكس هذا الإنجاز حجم التقدم الذي يشهده القطاع الطبي في السعودية، إذ يمثل علامة فارقة في مسيرة تطوير الأجهزة الطبية محليًا، كما يعزز مكانة المملكة كحاضنة للابتكار في المجالات الحيوية، ويؤكد على قدرة الكفاءات الوطنية على قيادة مسارات البحث والتطوير في تخصصات دقيقة تخدم صحة الإنسان.
وتسعى الهيئة العامة للغذاء والدواء من خلال هذا القرار إلى تحفيز الاستثمار في تقنيات الأجهزة الطبية، والعمل على توفير بيئة داعمة للابتكار، بما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي، ويعزز من فرص توطين الصناعات الصحية، وهو ما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
وأوضح خبراء في المجال الصحي أن اعتماد مثل هذه الأجهزة المحلية يسهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية، ويمنح القطاع الطبي قدرة أكبر على مواجهة التحديات، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الخدمات الصحية، مشيرين إلى أن وجود أجهزة مطورة محليًا يتيح سرعة في الاستجابة لاحتياجات الممارسين والمرضى على حد سواء.
كما أشاروا إلى أن هذا الجهاز لن يقتصر أثره على الجانب الطبي فحسب، بل سيفتح المجال أمام فرص استثمارية وبحثية واسعة، حيث يمكن للجامعات ومراكز الأبحاث الاستفادة منه في تطوير دراسات وتجارب جديدة، بما يعزز مكانة المملكة في مجال البحث العلمي والتقني.
وأكدت الهيئة أنها ستواصل دعمها للمبتكرين السعوديين من خلال تسهيل إجراءات تسجيل وتسويق الأجهزة الطبية، وتشجيع الشركات الوطنية على التوسع في إنتاج حلول صحية مبتكرة، موضحة أن هذا التوجه يضمن استدامة منظومة الرعاية الصحية ويعزز الأمن الدوائي والطبي للمملكة.
ويرى مراقبون أن نجاح هذا المشروع سيمثل حافزًا لشباب الباحثين والمبتكرين للعمل في مجالات الأجهزة الطبية المتقدمة، وهو ما يعزز من ثقافة الريادة والابتكار، ويؤكد على الدور المتنامي للكوادر الوطنية في دفع عجلة التنمية الصناعية والتكنولوجية في القطاع الصحي.
كما أن هذا الإنجاز يأتي في إطار الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لقطاع الصحة، إذ تحرص الدولة على توفير بيئة متكاملة لتشجيع الابتكار والبحث العلمي، وتهيئة الظروف الملائمة لظهور ابتكارات سعودية تنافس على الساحة العالمية، بما يحقق الاكتفاء الذاتي ويخدم المجتمع.
ويُتوقع أن يسهم الجهاز في تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، من خلال توفير أدوات أكثر أمانًا وكفاءة، ما ينعكس على تسهيل عمل الأطباء والجراحين، ويعزز من مستويات الرعاية الصحية التي يتلقاها المواطن والمقيم داخل المملكة.
وبحسب مختصين فإن دخول هذا الجهاز مرحلة التسويق سيتيح للشركات الوطنية فرصة لتعزيز حضورها في الأسواق المحلية والإقليمية، كما سيمثل بداية لانطلاق صناعة سعودية متكاملة للأجهزة الطبية، قادرة على المنافسة وجذب الاستثمارات الخارجية.
ويؤكد هذا النجاح أن السعودية ماضية بخطى واثقة نحو تحقيق التكامل بين القطاعات المختلفة في سبيل تطوير الصناعات الطبية، حيث يعمل القطاع الصحي جنبًا إلى جنب مع قطاع الصناعة والبحث العلمي لتقديم منتجات وطنية بمعايير عالمية.
ويشير مراقبون إلى أن الإذن بتسويق هذا الجهاز يفتح الباب أمام مشاريع مشابهة في المستقبل، إذ يشجع الشركات المحلية على الاستثمار في تطوير تقنيات جديدة، ويسهم في بناء قاعدة صناعية متينة للأجهزة الطبية في المملكة، بما يعزز مكانتها عالميًا.
وبذلك يكون هذا الإنجاز علامة مضيئة في مسيرة تطوير القطاع الصحي السعودي، ودليلًا على قدرة العقول الوطنية على ابتكار حلول تسهم في تحسين جودة الحياة، وترسخ مكانة المملكة كوجهة للابتكار الطبي والتقني في المنطقة والعالم.