سوق التمور
التمر يحرك الاقتصاد المحلي ... تمور "البياض" و"المواكيل" ترفع حرارة التداول بنجران!
كتب بواسطة: سلوى سعيد |

يشهد سوق التمور في منطقة نجران خلال هذه الأيام حراكًا اقتصاديًا نشطًا مع انطلاق موسم بيع وشراء حصاد التمور التي تنتجها مزارع النخيل المنتشرة في مختلف أرجاء المنطقة ومحافظاتها.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

حيث يتوافد المزارعون والبائعون والمستهلكون إلى مقر سوق التمور بحي أبا السعود التاريخي، في مشهد سنوي يعكس أهمية النخيل والتمر في النسيج الثقافي والاقتصادي للمنطقة.

ويمثل السوق نقطة التقاء بين المنتجين والمشترين، حيث تُعرض أجود أنواع التمور المحلية، وعلى رأسها تمور "البياض" و"المواكيل"، التي تشتهر بها نجران، بالإضافة إلى أصناف أخرى مثل البرني، والتي تلقى جميعها رواجًا كبيرًا بين المتسوقين من داخل المنطقة وخارجها.

ويأتي موسم التمور هذا العام في وقتٍ يتزامن مع الإجازات الصيفية، ما أسهم في زيادة الإقبال، لا سيما مع تزايد المناسبات الاجتماعية التي يحرص خلالها الأهالي على تقديم التمر بوصفه مظهرًا من مظاهر الكرم والضيافة الأصيلة.

وأوضح المواطن إبراهيم آل الشهي، أحد البائعين في سوق التمور، أن الموسم الحالي شهد نشاطًا لافتًا في عمليات البيع والشراء، مرجعًا ذلك إلى جودة المحصول هذا العام، خصوصًا تموري البياض والمواكيل التي تميّزت بكبر حجم الحبة وجودة المذاق وسهولة التخزين.

وبيّن أن هذه التمور تُعد مطلبًا أساسيًا في بيوت نجران، خصوصًا خلال الأفراح والمناسبات العائلية، حيث تعتبر من العناصر الرئيسة في الضيافة التقليدية، وتُقدَّم إلى الضيوف مع القهوة العربية.

من جانبه، أشار المهندس الزراعي عبدالله اليامي إلى أن تحسن جودة إنتاج التمور هذا العام يعود إلى ارتفاع الوعي الزراعي لدى المزارعين، الذين بدأوا يتبعون أساليب الزراعة الحديثة والممارسات الزراعية السليمة في العناية بالنخيل.

وأوضح أن الجهود التوعوية التي يبذلها فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بنجران كان لها دور ملموس في تعزيز هذه الثقافة الزراعية، من خلال تقديم الدعم الفني والإرشادات الزراعية المبنية على أسس علمية، ما أسهم في تحسين نوعية الثمار وزيادة الإنتاجية.

وأكد أن النخيل يمثل إرثًا حضاريًا متجذرًا في حياة سكان الجزيرة العربية، مشيرًا إلى أن زراعة التمور في نجران ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل امتداد لتاريخ طويل من التفاعل بين الإنسان والبيئة الصحراوية.

ودعا إلى مزيد من التنسيق والدعم من الجهات المختصة لتطوير هذا القطاع الحيوي، من خلال دعم المزارعين بالتقنيات الحديثة، وتحسين البنية التحتية للأسواق، وتشجيع التصنيع الغذائي المرتبط بالتمور، تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تنمية الموارد الوطنية وخلق روافد اقتصادية جديدة تساهم في تنويع مصادر الدخل.

ويُتوقع أن يستمر نشاط سوق التمور في نجران خلال الأسابيع المقبلة، مع تواصل تدفق الإنتاج من المزارع وزيادة الطلب من مختلف المناطق.

في ظل ما يشهده السوق من أجواء تسويقية نشطة وتفاعل مجتمعي يعكس أهمية هذه الفاكهة المباركة، التي لا تزال تحافظ على مكانتها في المائدة السعودية، وتواصل دورها الاقتصادي في دعم دخل الأسر والمزارعين على حد سواء.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار