مشهد سماوي استثنائي
الحدود الشمالية تحت سحر السماء ... محطتان فضائيتان تقطعان عرض القمر والزهرة والمشتري!
كتب بواسطة: زهور النجار |

في مشهد سماوي استثنائي خلاب، استيقظ سكان منطقة الحدود الشمالية فجر اليوم على عرض فلكي نادر، حيث شهدت السماء اقترانًا مبهرًا بين القمر المتناقص وكوكبي الزهرة والمشتري، تخلله حضور لافت لاثنين من أبرز نجوم السماء وهما "رأس التوأم المُقدَّم" و"رأس التوأم المؤخَّر".
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

لوحة سماوية آسرة اجتمعت فيها عناصر الطبيعة الكونية مع الحضور البشري في الفضاء، مشكلة لحظة لا تتكرر كثيرًا في سماء المملكة.

الحدث الذي حبس أنفاس متابعيه تم توثيقه بدقة عدسة المصور الفلكي عدنان خليفة، عضو نادي الفضاء والفلك، الذي نجح في تسجيل تفاصيل المشهد النادر من قلب منطقة الحدود الشمالية.

ووثق خليفة مرور محطة الفضاء الدولية عند الساعة 3:37 فجرًا، ثم لحظة مرور المحطة الفضائية الصينية في تمام الساعة 4:13 فجرًا، وهو ما أضفى بعدًا فريدًا على هذا العرض السماوي، ليجمع بين جمال الأجرام السماوية وحضور التكنولوجيا البشرية التي تجوب الفضاء.

وفي تصريح خاص لـ"سبق"، قال زاهي الخليوي، رئيس نادي الفضاء والفلك، إن ما شهدته سماء المنطقة هو أحد أروع المشاهد البصرية التي تقدمها الطبيعة الفلكية، موضحًا أن الاقترانات بين الأجرام السماوية تمنح الرائي إحساسًا بالقرب الظاهري بينها.

غير أن الحقيقة العلمية تؤكد أن تلك الأجرام تفصل بينها مسافات شاسعة قد تمتد إلى ملايين أو حتى مليارات الكيلومترات، وأن هذا التقارب لا يتعدى كونه من زاوية الرؤية الأرضية فحسب.

وأضاف الخليوي أن مثل هذه الظواهر الفلكية تبدو في أجمل صورها عند رصدها في بيئات منخفضة التلوث الضوئي، مثلما هو الحال في منطقة الحدود الشمالية، التي تُعد من أبرز المواقع المثالية للرصد الفلكي على مستوى المملكة.

وأشار إلى أن صفاء السماء وغياب العوامل المضيئة الصناعية يساهمان في إبراز التفاصيل الدقيقة للمشهد السماوي، ما يشجع هواة التصوير الفلكي على التوجه إلى مثل هذه المناطق لتوثيق الظواهر النادرة.

وعن النجوم التي أضافت بعدًا جماليًا للمشهد، أوضح الخليوي أن "رأس التوأم المؤخَّر"، الذي يُعد أقرب عملاق أحمر معروف إلى المجموعة الشمسية، يقع على بُعد يُقدَّر بنحو 34 سنة ضوئية.

بينما يبعد "رأس التوأم المُقدَّم" قرابة 50 سنة ضوئية، مشيرًا إلى أن كلا النجمين ينتميان إلى كوكبة الجوزاء، ويُعدان من أكثر النجوم بروزًا وسطوعًا في سماء الشتاء والصيف على حد سواء.

وأكد أن التوقيت الفجري لهذا الحدث أتاح لهواة الرصد فرصة ذهبية لتوثيقه دون تأثر بأضواء النهار، موضحًا أن تزامن مرور المحطتين الفضائيتين مع اقتران الكواكب والقمر أسهم في جعل المشهد نادر الحدوث، بل واستثنائيًا بكل المقاييس، من حيث التكوين البصري والعلمي على حد سواء.

يُذكر أن منطقة الحدود الشمالية، بفضل طبيعتها الجغرافية وبعدها عن مراكز التلوث الضوئي، أصبحت واحدة من أبرز الوجهات الفلكية في المملكة.

حيث تستقطب المهتمين بعلم الفلك والتصوير السماوي من مختلف المناطق، في سبيل رصد مشاهد يصعب تكرارها في مدن أكثر ازدحامًا وإنارة.

وتؤكد هذه الأحداث أهمية الحفاظ على مثل هذه البيئات الطبيعية النقية، كونها تمثل نافذة مباشرة لرؤية الكون والتأمل في أبعاده التي لا تزال تخبئ الكثير من الأسرار.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار