السجائر الإلكترونية
لا تنخدع بالدخان الإلكتروني ... الفيب قد يكون أخطر من التدخين التقليدي على المدى البعيد!
كتب بواسطة: فهد الأعور |

أطلق البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم بكلية الطب والمدينة الطبية في جامعة الملك سعود، تحذيرًا علميًا ومجتمعيًا لافتًا من تزايد استخدام السجائر الإلكترونية المعروفة بـ"الفيب" بين فئة الشباب والفتيات.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

مؤكدًا أن هذه المنتجات لا تمثل بديلًا آمنًا للسجائر التقليدية كما يُروَّج لها، بل على العكس، تشكل بوابة لمخاطر صحية ونفسية متعددة تستوجب الانتباه والتوعية.

وفي سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، استعرض البروفيسور باهمام نتائج مراجعة علمية حديثة شاملة، تضمنت تحليلًا لأكثر من خمسين دراسة أجريت على فئة اليافعين دون سن الخامسة والعشرين.

مشيرًا إلى أن نتائج هذه الدراسات كشفت عن مؤشرات مقلقة للغاية بشأن التأثيرات السلبية لاستخدام الفيب، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي.

وأوضح أن أبرز ما خلصت إليه هذه الدراسات هو أن مستخدمي السجائر الإلكترونية من صغار السن ترتفع لديهم احتمالية التحول لاحقًا إلى تدخين السجائر التقليدية بمعدل يقارب ثلاثة أضعاف، وهو ما يتنافى تمامًا مع الادعاءات الشائعة حول كون الفيب وسيلة للإقلاع عن التدخين.

وأضاف أن التقرير العلمي أظهر علاقة وثيقة بين استخدام الفيب وبين الإقبال المتزايد على تعاطي الكحول، والمخدرات، والمنشطات، حيث ترتفع هذه الاحتمالات بما يصل إلى ستة أضعاف مقارنة بغير المستخدمين.

ولفت إلى أن هذه العلاقة السلوكية تستدعي قلقًا بالغًا نظرًا لتأثيراتها المباشرة على الصحة العامة والأمن المجتمعي، خصوصًا في بيئات الشباب التي تُعد أكثر عرضة للانجراف خلف المظاهر المُضللة للتقنيات الحديثة في التدخين.

كما تناول التحليل العلمي آثار الفيب على الصحة الجسدية، حيث تبين وجود صلة قوية بين استخدامه وبين ارتفاع معدلات الإصابة بمشكلات في الجهاز التنفسي، مثل الربو، والسعال المزمن، وتهيج الشعب الهوائية.

كما حذرت الدراسات من الحوادث المتكررة المرتبطة بانفجار بعض أنواع أجهزة الفيب، والتي قد تُسبب حروقًا وإصابات جسيمة، خاصة لدى من يستخدمون أجهزة منخفضة الجودة أو معدلة بطرق غير آمنة.

ولم يغفل البروفيسور باهمام الآثار النفسية المرتبطة بالفيب، حيث أظهرت البيانات تزايد معدلات الاكتئاب، واضطرابات القلق، والتفكير في الانتحار بين المستخدمين، لا سيما في الفئات العمرية الصغيرة.

وهو ما يعكس خطورة هذه المنتجات ليس فقط من ناحية الإدمان، بل أيضًا على مستوى الصحة النفسية العامة، الأمر الذي يستدعي تدخلًا عاجلًا على مستوى التوعية والتشريعات.

وفي ختام رسالته، وجّه البروفيسور باهمام نداءً صريحًا ومباشرًا إلى الشباب والفتيات، محذرًا من الانجراف خلف الدعاية المضللة التي تروج للسجائر الإلكترونية على أنها أقل ضررًا، مؤكدًا أن "الفيب ليس آمنًا، بل باب لمخاطر صحية ونفسية خطيرة".

داعيًا إلى تعزيز الجهود المجتمعية والتربوية لتوعية النشء، وتشديد الرقابة على بيع وترويج هذه المنتجات، من أجل حماية جيل المستقبل من آفة جديدة قد لا تقل خطورة عن التدخين التقليدي.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار