شهدت قرى بني عيسى الواقعة شرق محافظة القنفذة، مساء يوم الجمعة، هطول أمطار غزيرة تسببت في إحداث أضرار جسيمة بالبنية التحتية للطرق، مما أدى إلى طمر عدد من المسارات الحيوية بالصخور والوحل الطيني.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأدى ذلك إلى إغلاق جزئي لتلك الطرق وعرقلة مرور المركبات، خاصة الصغيرة منها، في مشهد يتكرر مع كل موسم مطري دون حلول جذرية واضحة.
وكان من أبرز الطرق المتضررة الطريق الرابط بين مركزي سبت الجارة وثلاثاء الخرم، حيث أدى تدفق السيول إلى جرف كميات كبيرة من الأتربة والصخور على امتداد الطريق، خصوصًا في المواقع التي يعبر فيها الطريق وادي الجارة عبر ثلاث مزلقانات مكشوفة.
والتي عادة ما تشكل نقاط ضعف تتسبب في انقطاع الطريق بشكل متكرر، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويعرض حياتهم للخطر، لا سيما أثناء الحالات الطارئة التي تتطلب تنقلًا عاجلًا.
وبحسب روايات عدد من الأهالي، فإن الانقطاع المفاجئ للطريق أجبر العديد منهم على البقاء في منازلهم دون قدرة على الوصول إلى مراكز الخدمات أو العودة من أعمالهم.
فيما اضطر آخرون إلى اتخاذ طرق بديلة وعرة وغير مؤهلة، مما ضاعف من المخاطر على السلامة العامة، وخاصة في ظل غياب وسائل إنذار مبكر أو علامات تحذيرية توجه السائقين في مثل هذه الظروف.
وطالب المواطنون الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة النقل والخدمات البلدية، بسرعة التدخل العاجل لإزالة مخلفات السيول وفتح الطرق المتضررة، مؤكدين أن الوضع لا يحتمل التأجيل، خاصة مع توقعات باستمرار التقلبات الجوية خلال الأيام المقبلة.
وأشاروا إلى أن هذه الحوادث المتكررة باتت تشكّل عبئًا نفسيًا واقتصاديًا عليهم، حيث تتعطل مصالحهم وتتأثر حركة التنقل بشكل كبير، لا سيما أن الطريق المتضرر يعد الشريان الرئيس الذي يربطهم بالمراكز المجاورة.
ودعا عدد من أهالي قرى بني عيسى إلى اعتماد حلول مستدامة تتجاوز المعالجة المؤقتة، وفي مقدمتها إنشاء جسور خرسانية ثابتة في مواقع عبور السيول، بدلاً من المزلقانات الترابية التي لا تصمد أمام تدفق المياه.
وأكدوا أن المطالبة بهذه الجسور ليست جديدة، بل تم رفعها في مناسبات متعددة سابقة، لكن دون استجابة واضحة أو تنفيذ فعلي على أرض الواقع.
وأعرب المواطنون عن أملهم في أن تضع الجهات المختصة هذه المنطقة ضمن أولويات مشاريع البنية التحتية في المنطقة الجنوبية.
لا سيما أن محافظة القنفذة تعد من المحافظات التي تتأثر سنويًا بتقلبات الطقس الموسمية، مما يستوجب تطوير شبكات الطرق فيها وتأمينها من مخاطر السيول والانجرافات.
وفي الوقت ذاته، شددوا على أهمية وضع خطة طوارئ واضحة تشمل تمركز آليات ومعدات الطوارئ في مواقع قريبة، لضمان الاستجابة الفورية في حال تكررت هذه الظروف الجوية مستقبلاً.
كما دعوا إلى إشراك المجتمع المحلي في تحديد نقاط الخطر ووضع آليات تعاون فعالة بين السكان والجهات المختصة، بما يضمن تسريع الاستجابة وتحقيق أعلى مستويات السلامة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.