نفذ المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر مبادرة وطنية تحت عنوان "القدرة على الاستعداد للجفاف والتخفيف من حدته"، ضمن إطار مبادرات التحول الوطني التي تستهدف مواجهة التغيرات المناخية والحد من آثارها السلبية على البيئة والموارد الطبيعية في المملكة.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
وتأتي هذه المبادرة انطلاقًا من توجهات رؤية المملكة 2030، والجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الاستدامة البيئية ومكافحة التصحر والجفاف بما يضمن حماية الأراضي الزراعية والتنوع البيولوجي.
تهدف المبادرة إلى بناء منظومة متكاملة لمكافحة التصحر وزحف الرمال عبر تطوير خطة تنفيذية شاملة تستند إلى دراسات ميدانية دقيقة ومؤشرات موضوعية تُظهر مدى انتشار التصحر وامتداده في مختلف مناطق المملكة.
وقد تم الاعتماد على تقنيات متقدمة مثل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في تحليل هذه الظواهر وتحديد المواقع الأكثر عرضة لخطر التصحر وزحف الرمال.
هذا بالإضافة إلى تنفيذ مسح شامل يُمكّن الجهات المعنية من اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الأراضي وتقليل التأثيرات السلبية.
تركز المبادرة كذلك على وضع حلول علمية عملية وتطوير خطط تنفيذية وتوصيات موجهة للحد من ظاهرة التصحر، مع الحفاظ على خصائص الأراضي المعرضة له وتحسينها من الناحيتين الفيزيائية والحيوية.
وتعتمد هذه الحلول على التجارب الناجحة محليًا وإقليميًا ودوليًا، مع مشاركة واسعة من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة التي تسعى المملكة لتحقيقها.
وتضمنت المبادرة ستة مشروعات رئيسية نفذت بالتزامن، شملت وضع الخطة الاستراتيجية لمكافحة التصحر وزحف الرمال والتخفيف من آثار الجفاف، وتقييم حالة التصحر وتدهور الأراضي، وتحديد آليات مكافحة التصحر وتحسين الأراضي المتدهورة.
كما شمل المسح الشامل لتحديد المواقع المعرضة لخطر زحف الرمال، ودراسة النباتات الغازية وطرق إدارتها المستدامة، إلى جانب تقييم قابلية المملكة لمواجهة موجات الجفاف القاسية ووضع التدابير اللازمة للتخفيف من آثارها، بالإضافة إلى إعداد الخطة التنفيذية لمكافحة التصحر والعواصف الترابية والتخفيف من حدة الجفاف.
وقد ارتكز تنفيذ هذه المشروعات على الدراسات الميدانية المكثفة وتحليل البيانات البيئية، مع الالتزام بالسياسات البيئية الوطنية والاستراتيجية الوطنية للبيئة، ومبادرة السعودية الخضراء، وأهداف رؤية 2030.
كما تم الأخذ بعين الاعتبار الاتفاقيات الإقليمية والدولية المتعلقة بمكافحة التصحر والجفاف، ما يعكس التزام المملكة بالمشاركة الفاعلة في جهود حماية البيئة على المستوى العالمي.
وأجرى المركز تقييمًا شاملاً لتصحر الأراضي وتدهورها في المناطق الإدارية المختلفة، مع تحديد النقاط الساخنة التي تحتاج إلى تدخل عاجل، ورصد مسببات التدهور البيئي.
كما تم تنفيذ مسح دقيق للمواقع المهددة بزحف الرمال وتحديد مسارات الرياح المؤثرة عليها، مما يسهم في وضع حلول عملية لمكافحة هذه الظاهرة.
إلى جانب ذلك، شملت الدراسات تحليل انتشار النباتات الغازية في مناطق المملكة وتحديد المواقع الأكثر تضررًا منها، مع إعداد استراتيجيات مستدامة لإدارتها ومكافحتها.
كما تم تقييم تأثير موجات الجفاف الشديدة على البيئة والموارد، ووضع خطط وإجراءات تهدف إلى تخفيف تلك الآثار السلبية على القطاع الزراعي والغطاء النباتي.
ويعد تنفيذ هذه المبادرة خطوة نوعية في تعزيز قدرات المملكة على مواجهة التحديات البيئية والمناخية، والمضي قدمًا في مسيرة التنمية المستدامة، وحماية الموارد الطبيعية من التدهور والتصحر.
بما يضمن جودة الحياة للأجيال الحالية والقادمة، ويعزز مكانة المملكة إقليميًا وعالميًا في مجال حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي.