مرضى الصرع
"أمل جديد لمرضى الصرع" ... لتخصصي يُسخّر التخطيط الكهربائي العميق للانتصار على الصرع!
كتب بواسطة: سلوى سعيد |

نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في ترسيخ مكانة مركز الصرع التابع له كأحد أبرز عشرة مراكز على مستوى العالم في إجراء عمليات التخطيط الكهربائي العميق للدماغ (Stereo-EEG).
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

بمعدل يتراوح ما بين عملية إلى عمليتين أسبوعيًا، ليصبح بذلك الأكبر في منطقة الشرق الأوسط في مجال جراحات الصرع، مما يعكس التقدم النوعي الذي يشهده المستشفى في تقديم الحلول الطبية المتقدمة للصرع المقاوم للأدوية، ويعزز من مكانته كمؤسسة صحية رائدة على مستوى العالم.

منذ انطلاقه في عام 1993، قدم مركز الصرع في المستشفى خدماته لأكثر من 4000 مريض، وتمكن من إجراء ما يزيد عن 2000 عملية جراحية ناجحة لمرضى الصرع المقاوم للعلاج الدوائي، وهو ما ساهم في تحسين جودة الحياة لآلاف المرضى الذين لم تكن الأدوية التقليدية فعالة في السيطرة على حالاتهم.

وفي العامين الأخيرين، أضاف المركز إلى برامجه العلاجية تقنية التخطيط الكهربائي العميق للدماغ، والتي تُعد من الأدوات التشخيصية المتقدمة والأقل تداخلاً، ما أتاح فرصًا علاجية أكثر دقة وأمانًا للمرضى، وساهم في تقليل نسب المضاعفات وتحسين معدلات الشفاء.

تعتمد تقنية التخطيط الكهربائي العميق للدماغ على إدخال أقطاب دقيقة جدًا عبر فتحات صغيرة في الجمجمة بهدف تحديد مواقع النوبات الصرعية بدقة بالغة، ما يُسهم في تصميم خطط علاجية شخصية تشمل الاستئصال الجراحي للبؤر أو زرع محفزات عصبية.

وقد أظهرت النتائج السريرية أن هذه المقاربة تتيح للعديد من المرضى تحقيق سيطرة شبه تامة على نوبات الصرع، واستعادة قدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية، بما في ذلك العودة إلى العمل، والاندماج في المجتمع، والتمتع بجودة حياة أعلى.

ويمثل هذا التحول في نهج العلاج نقلة نوعية في علاج الصرع، لا سيما لدى أولئك الذين لم تستجب حالاتهم للعلاج الدوائي، والذين تبلغ نسبتهم نحو 30% من إجمالي مرضى الصرع حول العالم، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، التي تشير إلى أن عدد المصابين بهذا المرض يقدر بنحو 50 مليون شخص.

وتنعكس هذه الأرقام على الأعباء المعيشية والنفسية والاجتماعية التي يعاني منها المرضى.

حيث تؤثر النوبات المتكررة سلبًا على قدرتهم على العمل، وقيادة المركبات، وممارسة أنشطة الحياة اليومية بشكل مستقل، مما يجعل التدخل الجراحي خيارًا علاجيًا حيويًا في هذه الحالات.

وتسهم تقنية التخطيط الكهربائي العميق في تقليل التكاليف طويلة المدى للرعاية الصحية، من خلال تقليص الاعتماد على الأدوية باهظة الثمن، والحد من آثارها الجانبية، كما تتيح للمرضى العودة بشكل أسرع إلى أنشطتهم الحياتية والمهنية، وهو ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد والإنتاجية العامة.

ويُعد اعتماد هذه التقنية دلالة على التزام مستشفى الملك فيصل التخصصي بتبني أحدث الابتكارات الطبية وتطبيقها بكفاءة عالية في منظومته العلاجية.

ويأتي هذا الإنجاز ضمن توجه "التخصصي" نحو تعزيز موقعه في تقديم خدمات الرعاية العصبية التخصصية، وتسخير التقنيات الجراحية المتقدمة لخدمة المرضى، بما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع الصحي، ويعكس دور المملكة المتزايد في الساحة الطبية العالمية.

ويُذكر أن المستشفى حصل مؤخرًا على تصنيفات مرموقة، أبرزها تصنيفه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والـ 15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية لعام 2025.

بالإضافة إلى كونه العلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المنطقة وفقًا لتقرير "براند فاينانس"، كما تم إدراجه ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة "نيوزويك"، مما يعزز من صورته كمؤسسة صحية عالمية المستوى.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار