شهد حي يقع بين مخطط الأجاويد ومخطط الإسكان الجنوبي بمحافظة جدة حادثة مقلقة تمثلت في سرقة أكثر من 50 غطاءً لمناهل الصرف الصحي.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
مما حوّل الموقع إلى منطقة خطرة تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة المارة من كبار وصغار، بالإضافة إلى تفشي حشرات البعوض الناتجة عن تجمع المياه في المناهل المفتوحة، مما يزيد من خطر الغرق خاصة على الأطفال في المنطقة.
هذه الحادثة أثارت قلق السكان المحليين الذين أعربوا عن خشيتهم من تكرار الحوادث بسبب هذه الفجوات الخطرة التي لا تزال مكشوفة دون حماية أو معالجة فورية.
وعلى الفور، تحركت الفرق الميدانية التابعة لشركة المياه الوطنية لتفقد الموقع، حيث تأكدت من سرقة جميع أغطية المناهل، وهو ما يؤكد حجم الضرر الذي لحق بالبنية التحتية في هذا الحي.
ومع ذلك، أوضحت مصادر رسمية أن هذا المخطط لا يقع ضمن النطاق التشغيلي للشركة، مما يطرح تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن صيانة وإصلاح الأضرار، ويبرز الحاجة إلى تدخل الجهات المختصة بسرعة لمنع وقوع حوادث قد تكون مأساوية.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من جرائم استهداف البنية التحتية في عدة مناطق بالمملكة، حيث تزامنت مع سرقات كيابل كهربائية من بعض المدارس في العاصمة الرياض خلال الأيام الماضية.
ويربط المختصون بين هذه الحوادث وما يعرف بتجارة "السكراب"، التي تمارسها بعض العمالة الوافدة، والتي تعتمد على سرقة المواد المعدنية من مرافق عامة وخاصة لبيعها في الأسواق غير المنظمة.
هذه الظاهرة لم تقتصر فقط على خسائر مادية جسيمة، بل تشكل أيضًا خطراً كبيراً على السلامة العامة، حيث تتسبب في تعطيل الخدمات الحيوية وتعرض المواطنين لمخاطر متعددة.
وأكد خبراء أمنيون واقتصاديون أن تكرار مثل هذه الجرائم يعكس وجود ثغرات تنظيمية كبيرة في سوق السكراب داخل المملكة، داعين إلى ضرورة وضع آليات صارمة لتنظيم هذا السوق، وتطبيق حوكمة واضحة تشدد الرقابة على عمليات شراء وبيع المواد المعدنية المستخدمة.
كما شددوا على أهمية تعاون الجهات الأمنية والبلدية وشركات الخدمات العامة لوضع حلول مستدامة تعزز حماية المنشآت والبنى التحتية الحيوية.
وتشير دراسات إلى أن تجارة السكراب غير المنظمة تمثل تحديًا كبيرًا للسلطات في كثير من دول العالم، ليس فقط بسبب الأضرار الاقتصادية التي تسببها.
بل أيضًا لأنها تُسهّل حدوث حوادث أمان متعددة، مثل انفجارات الحرائق أو سقوط الأشخاص في الأماكن المكشوفة، كما هو الحال في سرقة أغطية مناهل الصرف الصحي التي تحولت إلى فخاخ قاتلة في جدة.
ولذلك، تتطلب معالجة هذه الظاهرة نهجًا شاملاً يجمع بين التشريع، والتوعية المجتمعية، والرقابة التقنية.
وفي السياق ذاته، دعا أهالي الحي المتضرر الجهات المعنية إلى الإسراع في إعادة تركيب الأغطية المفقودة وتأمين المناهل بشكل عاجل، كما طالبوا بتكثيف الحملات التفتيشية التي تستهدف كشف مكامن السرقات والقبض على المتورطين.
لما في ذلك من أهمية كبيرة في الحفاظ على سلامة السكان ووقف المخاطر المتزايدة، وأكدوا أن غياب الاستجابة السريعة قد يؤدي إلى حوادث خطيرة لا تحمد عقباها.
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الجهود الحكومية الرامية إلى تطوير البنية التحتية وحماية الممتلكات العامة في مختلف مناطق المملكة، ضمن إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى توفير بيئة آمنة ومستدامة لجميع المواطنين والمقيمين.
ومع ذلك، تبقى هذه الجرائم عائقًا أمام تحقيق هذه الأهداف، وتستوجب تعاونًا متواصلاً بين جميع الجهات الرسمية والمجتمع المدني لتوفير حلول فعالة وسريعة.
في النهاية، تبرز قضية سرقة أغطية مناهل الصرف الصحي في جدة وغيرها من الحوادث المرتبطة بالبنية التحتية كإشارة تحذيرية تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة، من أجل الحفاظ على سلامة الأفراد وحماية المرافق الحيوية، وضمان استمرارية الخدمات التي يعتمد عليها الجميع في حياتهم اليومية.