وصلت تحذيرات عاجلة من المديرية العامة للدفاع المدني بشأن حالة مناخية متقلبة يتوقع أن تؤثر على عدد من المناطق في المملكة، حيث أعلنت أن أجزاء من المدينة المنورة وجازان والباحة ونجران ستكون تحت تأثير أجواء غير مستقرة خلال الساعات القادمة، وهو ما يستدعي رفع مستوى الجاهزية من قبل الأهالي والجهات المعنية على حد سواء.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأوضحت المديرية في بيان رسمي بثته عبر منصتها في إكس أن الحالة المناخية المرتقبة قد يصاحبها هطول أمطار غزيرة، مشيرة إلى أن المركز الوطني للأرصاد أصدر إنذارا أحمر في بعض المواقع الأكثر تأثرا، وهو ما يعني أن احتمالية الخطر عالية جدا وأن الظروف الجوية قد تشكل تهديدا مباشرا على الأرواح والممتلكات.
وأكدت أن من بين أبرز المخاطر المتوقعة جريان السيول في بطون الأودية والشعاب، إلى جانب تجمع المياه في المناطق المنخفضة والسدود، ما يزيد من احتمالية حدوث إغلاقات مرورية وتعطل في بعض الخدمات الحيوية، لذلك شددت على ضرورة البقاء في أماكن آمنة وعدم المجازفة بعبور الأودية أثناء هطول الأمطار.
وأشارت إلى أن التحذيرات ليست مجرد إجراءات روتينية بل هي رسائل إنذار مبكر تهدف إلى الحفاظ على سلامة السكان، حيث أكدت أن تعاون المجتمع والالتزام بالإرشادات يعدان عنصرين أساسيين في تخفيف آثار أي حالة مناخية قد تشهدها هذه المناطق في مثل هذا الوقت من العام.
وأفادت أن فرق الدفاع المدني رفعت جاهزيتها الميدانية ووضعت خطط الطوارئ قيد التنفيذ، موضحة أن مراكز العمليات على تواصل دائم مع الجهات المختصة لمتابعة تطورات الطقس ساعة بساعة، وأن الفرق الميدانية ستتواجد في المواقع التي يحتمل أن تتأثر بشكل أكبر لتقديم المساعدة عند الحاجة.
وأضافت أن من بين الإرشادات المهمة التي يجري التأكيد عليها الابتعاد عن مواقع تجمع المياه وتجنب استخدام الطرق الجبلية والوعرة خلال فترات الأمطار، بالإضافة إلى تجنب الاقتراب من أعمدة الكهرباء المكشوفة ومصادر الخطر المحتملة، إذ إن مثل هذه السلوكيات قد تعرض الأفراد لمخاطر مضاعفة.
وأشارت كذلك إلى أن الحالة المناخية قد تؤثر على حركة الطيران والملاحة البحرية في بعض المناطق الساحلية، حيث ستشهد الأجواء نشاطا في الرياح المثيرة للغبار والأتربة، وهو ما يستوجب الحذر من قبل مرتادي البحر والسائقين على الطرق المفتوحة، مؤكدة أن التنسيق قائم مع الجهات المعنية لتقييم الموقف أولا بأول.
ولفتت إلى أن الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي يعدون الفئة الأكثر تأثرا بمثل هذه التقلبات الجوية، لذا حثت الأسر على توفير وسائل الوقاية والبقاء في المنازل قدر الإمكان إلى حين استقرار الحالة، وهو ما يخفف من احتمالية التعرض للمضاعفات الصحية أو الحوادث الطارئة.
وأوضحت أن نشر الوعي المجتمعي يعد جزءا من خطتها في مواجهة مثل هذه الظروف، إذ تعمل على بث الرسائل التحذيرية عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين والمقيمين بما يضمن الاستجابة الفورية وتجنب المخاطر.
وبيّنت أن التحذير الأحمر يعني اتخاذ أعلى درجات الحيطة وعدم الاستهانة بقدرة الأمطار والسيول على إحداث أضرار واسعة، لافتة إلى أن الحالات السابقة أثبتت أن التهاون في مواجهة مثل هذه الظروف قد يؤدي إلى نتائج مؤلمة، لذلك فإن المسؤولية مشتركة بين الدفاع المدني والمجتمع.
وأكدت أن الخط الساخن لعمليات الدفاع المدني متاح على مدار الساعة لتلقي البلاغات العاجلة، مشيرة إلى أن سرعة التبليغ عن أي حوادث أو تجمعات مياه تسهم في تسريع التدخل وتقليل الأضرار، موضحة أن فرق الإنقاذ مجهزة بكامل الإمكانيات للتعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة.
كما شددت على أن التعاون بين السكان والجهات الأمنية والخدمية سيكون له دور حاسم في تجاوز هذه الحالة المناخية بأقل الخسائر، إذ إن التزام الأفراد بالإرشادات وتجنب السلوكيات الخطرة يقلل من الضغط على فرق الطوارئ ويتيح لها التعامل مع الحالات الأكثر إلحاحا.
وأضافت أن مثل هذه الظروف الجوية تعد فرصة لتجديد الوعي بأهمية الاستعداد المسبق للكوارث الطبيعية، من خلال تجهيز أدوات السلامة في المنازل والسيارات، ومتابعة النشرات الجوية الرسمية، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي قد تزيد من حالة القلق دون سند علمي أو دقيق.
واختتمت المديرية تأكيدها بأنها تتابع الوضع بشكل لحظي وأن جميع وحداتها على أهبة الاستعداد للتدخل عند الحاجة، داعية السكان إلى أن يجعلوا السلامة أولوية قصوى وأن يتعاملوا بجدية مع هذه التحذيرات حتى تمر الحالة المناخية بسلام وأمان على الجميع.