دعت وزارة الصحة الوالدين والمعلمين إلى اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية لحماية الطلبة المصابين بأمراض مزمنة أثناء تواجدهم داخل المدرسة، مؤكدة أن البيئة المدرسية يجب أن تكون آمنة وواعية بحالة كل طالب لضمان صحته وسلامته.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
وشددت الوزارة على أهمية دور الأسرة في توثيق الحالة الصحية للطالب المصاب بمرض مزمن، مشيرة إلى ضرورة أن يحمل الطالب بطاقة صحية محدثة توضح طبيعة المرض والأدوية المستخدمة وطرق التصرف في حالات الطوارئ التي قد تحدث فجأة.
وأكدت أن التواصل المستمر بين ولي الأمر وإدارة المدرسة عنصر أساسي في هذا السياق، حيث يجب على الوالدين إبلاغ المدرسة بكافة تفاصيل الحالة الصحية للطالب، بما يشمل أنواع الأدوية المستخدمة وأوقات تناولها وتحديد الأعراض التي تستوجب التدخل السريع.
كما أوصت بضرورة تزويد المدرسة بأرقام الطوارئ الخاصة بالأسرة أو الطبيب المختص، لضمان سرعة التواصل عند حدوث أي تطورات غير متوقعة تتعلق بصحة الطالب أثناء اليوم الدراسي أو النشاطات المصاحبة له.
وبيّنت أن التغيرات الصحية المفاجئة التي قد يتعرض لها الطالب المصاب بمرض مزمن يجب أن تكون معروفة ومُبلّغ عنها مسبقًا، مع التأكيد على توعية المعلمين والكوادر المدرسية بآلية التعامل مع هذه الحالات حرصًا على الاستجابة الفورية عند الحاجة.
وفي السياق ذاته، وجهت وزارة الصحة المعلمين بضرورة الإلمام بالحالة الصحية لكل طالب داخل الفصل، وعدم التعامل مع الطلبة المصابين بالأمراض المزمنة كحالات عادية، بل يجب منحهم عناية ومتابعة خاصة في المواقف المختلفة.
وطالبت المعلمين بالتعامل الإيجابي مع الطلبة المصابين بالربو تحديدًا، من خلال تقليل الجهد البدني عليهم أثناء الأنشطة الرياضية، وتوفير بدائل أكثر هدوءًا وأقل تأثيرًا على الجهاز التنفسي، مع مراعاة حالتهم النفسية خلال ذلك.
كما شددت على عدم تجاهل الطلبات التي تصدر عن هؤلاء الطلبة عند شعورهم بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام أو استخدام أدويتهم، مشيرة إلى أن التجاوب السريع مع هذه الطلبات قد يكون حاسمًا في منع تدهور حالتهم الصحية.
وأكدت الوزارة أن منح الطالب المصاب بحرية الوصول لعلاجه متى ما احتاج إليه لا يعد استثناءً، بل ضرورة طبية تضمن له الاستمرار في الدراسة دون تعريض حياته لأي خطر محتمل داخل البيئة التعليمية.
وأضافت أن بعض الطلبة المصابين بداء السكري أو الربو أو أمراض القلب يحتاجون إلى رعاية خاصة، وأن تجاهل تفاصيل المرض أو التباطؤ في التعامل معها داخل المدرسة قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
ولفتت الوزارة إلى أهمية عقد شراكة توعوية بين وزارة الصحة ووزارة التعليم لضمان دمج التوعية الصحية ضمن العملية التعليمية، وتمكين المعلمين من امتلاك مهارات الإسعاف الأولي وفهم كيفية التعامل مع الحالات المزمنة.
وأكدت أن إدارات المدارس مطالبة بتوفير بيئة تعليمية تراعي الفروق الصحية بين الطلبة، والحرص على إنشاء سجل طبي محدث لكل طالب مصاب بمرض مزمن، يتم الرجوع إليه عند الحاجة من قبل الطاقم التعليمي والإداري.
ودعت الوزارة إلى تنفيذ برامج تثقيفية دورية داخل المدارس تشمل الطلاب والمعلمين على حد سواء، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الرعاية الصحية اليومية للطلبة المصابين وكيفية تجنب المخاطر المرتبطة بأمراضهم.
واختتمت الوزارة توصياتها بالتأكيد على أن سلامة الطلبة داخل المدرسة مسؤولية تشاركية تبدأ من الأسرة وتمر بالإدارة وتنتهي بالمعلم، داعية الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم لضمان بيئة تعليمية صحية وآمنة وعادلة للجميع.