أعلنت وزارة التعليم عن تعديلات جديدة على قواعد التقييم والاختبارات النهائية، لتعيد بذلك صياغة آلية تقويم الطلاب في المراحل الابتدائية والمتوسطة وفق منظومة متوازنة تجمع بين الاختبارات التحريرية والتقويم المستمر، في خطوة تهدف إلى تحقيق قياس أدق لمستوى التحصيل الدراسي.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
ووفق النظام الجديد تقرر عودة الاختبارات التحريرية لطلبة الصفين الأول والثاني الابتدائي في مادتي اللغة العربية والرياضيات، بما يعزز من مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية في هذه المرحلة المبكرة من التعليم، وذلك في إطار رؤية الوزارة لدعم التأسيس السليم للطلاب.
أما بالنسبة للصفوف من الثالث وحتى السادس الابتدائي فقد حددت الوزارة أن يخضع الطلاب لاختبارات نهائية في أربع مواد رئيسية تشمل اللغة العربية والرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، بينما تبقى بقية المواد خاضعة للتقويم المستمر.
وفي المرحلة المتوسطة توسعت قائمة المواد لتشمل خمس مواد رئيسية هي اللغة العربية والرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية واللغة الصينية، حيث تأتي إضافة اللغة الصينية في إطار التوجه نحو الانفتاح على لغات العالم وربط الطلاب بمهارات تواكب المستقبل.
أما بقية المواد غير الأساسية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة فسوف يتم تقييمها عبر نظام التقويم التكويني المستمر الذي يركز على متابعة أداء الطالب بشكل يومي وتراكمي، مما يسمح بقياس مدى التفاعل والمشاركة داخل الصف وليس فقط عبر اختبارات تحريرية.
وأكدت الوزارة أن هذا التوجه الجديد يجسد فلسفة تعليمية توازن بين الاختبار النهائي كأداة للقياس الموضوعي والتقويم المستمر كوسيلة للمتابعة الدقيقة لمسار الطالب، بما يحقق عدالة أكبر في التقييم ويراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
وبحسب اللوائح فإن النظام المعتمد يشمل أيضًا إجراء اختبارين قصيرين خلال كل فترة دراسية بواقع 20 درجة لكل منهما، ليتم جمعها ضمن التقييم العام، وذلك بهدف قياس تقدم الطالب على مراحل متقاربة وتحديد جوانب القوة والضعف مبكرًا.
وتُستثنى من هذا الإطار المواد ذات الطبيعة العملية مثل الفنون والتربية البدنية، حيث يعتمد تقييمها على الأداء العملي المباشر والمشاركة الفعلية طوال الفصل، وذلك بما يتناسب مع طبيعة هذه المواد ومخرجاتها التعليمية.
كما نصت القواعد الجديدة على أن يشكل الاختبار التحريري النهائي نسبة 20% من الدرجة الإجمالية في المواد التي يُطبق عليها، سواء في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة أو في نهاية كل فترة دراسية بالمرحلة الثانوية، وهو ما يعزز التوازن بين القياس المرحلي والختامي.
وتتيح هذه الآلية للطلاب الذين لم يتمكنوا من تحقيق النجاح في الفترة الأولى فرصة أخرى، إذ يُسمح لهم بالاحتفاظ بما يصل إلى 40 درجة من مكتسباتهم، ثم يُعاد تقييمهم في الفترة الثانية لاستكمال بقية الدرجات اللازمة للنجاح.
ويرى خبراء التعليم أن هذه التعديلات تمنح النظام التعليمي قدرًا أكبر من المرونة، إذ لا يصبح نجاح الطالب مرتبطًا باختبار واحد فقط بل بمسار كامل من الأداء والاختبارات القصيرة والمشاركة، الأمر الذي يعكس صورة أدق لمستواه الفعلي.
كما يُتوقع أن تسهم العودة الجزئية للاختبارات التحريرية في رفع مستوى الانضباط لدى الطلاب، خصوصًا في المواد الأساسية، مع بقاء أهمية التقويم المستمر كأداة محورية لتحفيز المشاركة اليومية داخل الصفوف.
ويعتبر مختصون أن إدخال اللغة الصينية ضمن المواد الأساسية للمرحلة المتوسطة يمثل إضافة نوعية، إذ يعزز من مهارات الطلاب اللغوية ويفتح أمامهم آفاقًا تعليمية وثقافية أوسع في المستقبل، بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة.
ويترقب الميدان التعليمي تطبيق هذه القواعد مع بداية الفترات الدراسية المقبلة، حيث سيخوض الطلاب تجربة مزيج من التقييمات اليومية والاختبارات التحريرية القصيرة والنهائية، في منظومة تسعى الوزارة من خلالها لتحقيق جودة تعليمية أعلى.