يشهد العالم مساء يوم الأحد المقبل الموافق السابع من سبتمبر للعام 2025 خسوفًا كليًا للقمر يعد الأخير لهذا العام حيث أكّد مرصد جامعة المجمعة الفلكي أن هذه الظاهرة ستكون مرئية في معظم مناطق المملكة ابتداءً من الساعة السادسة والثامنة والعشرين دقيقة مساءً بتوقيت الرياض.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
ويبدأ الخسوف الكلي عند الساعة الثامنة والنصف مساء ليستمر حتى الساعة التاسعة واثنتين وخمسين دقيقة في حين تبلغ ذروته عند الساعة التاسعة وإحدى عشرة دقيقة تقريبًا وتنتهي جميع مراحله عند الحادية عشرة وخمس وخمسين دقيقة ليصل إجمالي مدته إلى خمس ساعات وتسع وعشرين دقيقة.
وأوضح المرصد أن هذه الظاهرة الطبيعية ستكون مرئية في مساحات واسعة من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأستراليا إلى جانب شرق أمريكا الجنوبية كما ستُشاهد فوق المحيطات الثلاثة الأطلسي والهندي والهادئ ما يجعلها حدثًا فلكيًا عالميًا بامتياز.
وبيّن المرصد أن خسوف القمر يحدث دائمًا عندما يكون في طور البدر مكتملًا في منتصف الشهر القمري إلا أن وقوعه لا يتكرر كل شهر بسبب ميلان مدار القمر عن مدار الأرض بما يقارب خمس درجات وهو ما يقلل من فرص حدوث هذا المشهد المهيب بشكل متكرر.
وأشار المرصد إلى أن البرنامج المعد خصيصًا لرصد الخسوف سيستقبل الزوار من الرجال والنساء في مقر المرصد ابتداءً من الساعة الرابعة عصرًا حيث سيقام برنامج علمي يتضمن ورشة عمل متخصصة تمتد حتى الخامسة والنصف ثم جولة تعريفية على مرافق المرصد لتعريف الحضور بأحدث تقنيات الرصد.
ومع بداية الساعة السادسة والنصف مساءً يدخل القمر في شبه ظل الأرض لتبدأ أولى مراحل الخسوف بشكل غير ملحوظ كثيرًا للجمهور العادي لكنها تشكل بداية متوقعة لعملية الكسوف التدريجية التي ستغطي سطح القمر.
ويلي ذلك عند الساعة السابعة وسبع وعشرين دقيقة بدء الخسوف الجزئي حيث تبدأ ملامح الأرض في حجب ضوء القمر تدريجيًا في مشهد بديع يثير فضول المهتمين بالظواهر الفلكية حول العالم ويجذب عدسات المصورين وعشاق الفضاء.
وعند الساعة الثامنة وواحد وثلاثين دقيقة يدخل القمر مرحلة الخسوف الكلي حيث يغطي ظل الأرض وجه القمر كاملًا ويتحول لونه تدريجيًا إلى اللون الأحمر النحاسي المعروف باسم قمر الدم وهو المشهد الأكثر انتظارًا من قبل المراقبين.
وفي الساعة التاسعة وإحدى عشرة دقيقة تصل الظاهرة إلى ذروتها حيث يكون القمر في أعمق نقطة داخل ظل الأرض ليظهر بأبهى صورة مميزة تتزين بها السماء وسط متابعة شغوفة من مختلف مناطق العالم.
وعند التاسعة واثنتين وخمسين دقيقة يبدأ القمر بالخروج من مرحلة الخسوف الكلي لينتقل إلى خسوف جزئي يستمر قرابة ساعة كاملة يبتعد خلالها القمر شيئًا فشيئًا عن ظل الأرض حتى يبدأ ضوؤه بالعودة التدريجية.
وبحلول الساعة العاشرة وست وخمسين دقيقة ينتهي الخسوف الجزئي لتبقى مرحلة شبه الظل الأخيرة التي تخف تدريجيًا حتى يخرج منها القمر نهائيًا عند الساعة الحادية عشرة وست وخمسين دقيقة ليعود لسطوعه المعتاد.
وأكد مرصد المجمعة أن الهدف من إقامة البرنامج المصاحب للظاهرة هو رفع مستوى الوعي الفلكي لدى المجتمع وتشجيع الشباب والطلاب على الاهتمام بالعلوم الفلكية وتعريفهم بالطرق العلمية لرصد مثل هذه الأحداث الكونية.
كما أشار المرصد إلى أن مثل هذه الظواهر تمثل فرصة نادرة للباحثين والمهتمين لإجراء دراسات علمية دقيقة تتعلق بمدارات الأجرام السماوية وخصائص الغلاف الجوي للأرض من خلال تحليل الضوء المنعكس عن القمر أثناء الخسوف.
وأوضح المرصد أن الخسوف الكلي للقمر لا يشكل أي خطورة على الإنسان أو البيئة إذ يظل حدثًا طبيعيًا يحدث منذ آلاف السنين ويتيح للمهتمين بالعلوم والفضاء فرصة للتأمل في عظمة الخلق والظواهر الكونية التي تحكمها قوانين دقيقة.
وأكد أن مثل هذه الأحداث تساهم في تعزيز مكانة الجامعات السعودية في مجال البحث العلمي والفلكي وتفتح المجال أمام المزيد من المبادرات التي تربط بين المعرفة الأكاديمية والمجتمع من خلال فعاليات تثقيفية وعلمية مفتوحة للجميع.
وفي ختام البيان دعا المرصد جميع المهتمين والطلاب والأسر إلى المشاركة في حضور هذه الفعالية الفريدة والاستفادة من البرامج المعدة مشيرًا إلى أن متابعة خسوف القمر تتيح فرصة لا تتكرر كثيرًا خلال العام خاصة وأن هذا الحدث هو الأخير من نوعه في عام 2025.
