حذرت الإدارة العامة للمرور في السعودية من خطورة لجوء بعض السائقين إلى استخدام أكتاف الطريق بغرض التجاوز، معتبرة أن هذه الممارسة تشكل أحد أبرز مسببات الحوادث المرورية في المملكة، فضلًا عن كونها تعطل الحركة الطبيعية للمركبات على الطرق.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأشارت الإدارة عبر حسابها الرسمي في منصة "إكس" إلى أن خطورة هذا التصرف لا تقتصر على السائق المخالف فقط، بل تمتد لتشمل جميع مستخدمي الطريق، إذ يسهم في إرباك الانسياب المروري ويزيد من احتمالية وقوع اصطدامات قد تكون نتائجها كارثية.
وأكدت أن اللجوء إلى الأكتاف بديلًا عن الالتزام بالحارة المخصصة يعد تجاوزًا للأنظمة المرورية، ويعكس سلوكًا غير مسؤول يتعارض مع مبادئ السلامة التي تسعى الدولة لترسيخها ضمن خططها لتطوير شبكة النقل.
ويأتي هذا التحذير في إطار الحملات التوعوية التي يطلقها المرور السعودي بشكل متواصل، تحت شعار "سلامتك تهمنا"، وهو الشعار الذي أصبح علامة بارزة في رسائل التثقيف المروري خلال السنوات الأخيرة.
ويُنظر إلى هذه الحملات كجزء من رؤية المملكة 2030 التي تضع سلامة الإنسان على الطرق في مقدمة الأولويات، باعتبارها عنصرًا أساسيًا لتحقيق جودة الحياة وتقليل الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحوادث.
كما تحرص الإدارة على استخدام منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة مباشرة للتأثير في وعي السائقين، حيث تصل الرسائل التحذيرية بسرعة إلى شريحة واسعة من المجتمع، خصوصًا فئة الشباب الأكثر استخدامًا لهذه المنصات.
وتشير إحصاءات المرور إلى أن نسبة كبيرة من الحوادث تعود إلى تصرفات فردية غير مسؤولة، مثل الانشغال عن القيادة أو مخالفة أنظمة السير، ويأتي تجاوز الأكتاف في مقدمة هذه المخالفات التي ترفع نسب المخاطر على الطرق.
ويُعد كتف الطريق في الأساس مخصصًا لحالات الطوارئ، سواء لتوقف المركبات المعطلة أو مرور سيارات الإسعاف والدفاع المدني، ما يجعل استخدامه في التجاوز يمثل تعديًا مباشرًا على حقوق الأولوية لهذه المركبات.
كما أن هذا السلوك يحرم الجهات الإسعافية من الوصول السريع إلى مواقع الحوادث، وهو ما يضاعف من خطورة النتائج في اللحظات الحرجة التي تكون فيها الثواني حاسمة لإنقاذ الأرواح.
ويشدد خبراء المرور على أن الالتزام بالأنظمة ليس فقط واجبًا قانونيًا، بل هو سلوك حضاري ينعكس على مستوى السلامة العامة، ويعزز من صورة المملكة كدولة تسعى إلى بناء منظومة نقل متطورة وآمنة.
وفي هذا السياق، تعمل وزارة الداخلية والجهات المعنية على تكثيف الرقابة المرورية عبر الدوريات الميدانية والكاميرات الذكية، بهدف رصد المخالفات بشكل فوري وردع السائقين المستهترين.
ويأتي ذلك بالتوازي مع تطوير بنية تحتية متكاملة للطرق، تضمن انسيابية أكبر في حركة المرور، وتقلل من الضغوط التي تدفع بعض السائقين إلى سلوكيات غير قانونية مثل استخدام الأكتاف للتجاوز.
وتراهن الإدارة العامة للمرور على وعي السائق كعامل أساسي في تقليل نسب الحوادث، معتبرة أن القوانين مهما بلغت صرامتها لن تحقق النتائج المرجوة دون التزام ذاتي من قبل مستخدمي الطريق.
كما تُشجع على تبني ثقافة القيادة الوقائية التي تقوم على توقع أخطاء الآخرين وتفاديها، بما يسهم في خفض معدلات الحوادث وتحقيق بيئة مرورية أكثر أمانًا.
ويؤكد مراقبون أن الاستمرار في التوعية الممنهجة وتكثيف العقوبات على المخالفين سيؤديان تدريجيًا إلى تغيير السلوكيات السلبية المتجذرة لدى بعض السائقين، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.
ويرى متابعون أن دمج التقنية الحديثة في أنظمة المراقبة سيضاعف من فاعلية الجهود، خاصة مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المرورية والتنبؤ بمناطق الخطر المحتملة.
وتعتبر هذه التحذيرات رسالة واضحة إلى جميع السائقين بأن سلامة الأرواح والممتلكات لا تحتمل المجازفة، وأن أي تجاوز بسيط للأنظمة قد ينتهي بخسائر جسيمة على الفرد والمجتمع.
وفي النهاية، يعكس هذا التحذير تجديد التزام المرور السعودي بمسؤوليته تجاه المجتمع، من خلال السعي المستمر لتوفير طرق أكثر أمانًا، وحماية الأرواح، وترسيخ ثقافة القيادة المسؤولة بين جميع المواطنين والمقيمين.