تسعى المملكة العربية السعودية لتعزيز مكانتها كرائدة في مجال حماية البيئة وضمان نقاء الهواء، من خلال جهود المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، الذي يراقب جودة الهواء بشكل مستمر في مختلف مناطق المملكة، يعمل المركز على مكافحة الملوثات التي تهدد صحة المواطنين، مستفيدًا من شبكة متطورة من محطات الرصد المنتشرة على نطاق واسع في البلاد.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
أكد مدير البيانات البيئية الدكتور محمد الدغريري أن المركز يعتمد على 240 محطة موزعة في مناطق استراتيجية مختلفة تعمل على مدار الساعة، حيث تقوم هذه المحطات برصد وتحليل مؤشرات جودة الهواء بدقة متناهية.
تشمل هذه المؤشرات ستة عناصر أساسية وفقًا للائحة التنفيذية لجودة الهواء، منها الجسيمات الدقيقة PM10 وPM2.5 وأكاسيد النيتروجين والأوزون وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت.
تتركز أهمية محطات جودة الهواء في دورها الحيوي المرتبط بالسياحة والاقتصاد الوطني، خصوصًا خلال مواسم الحج والعمرة، إذ تقع العديد من هذه المحطات في المناطق السياحية والدينية الهامة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والرياض.
تسهم هذه المحطات في توفير بيانات دقيقة تساعد على المحافظة على صحة الزوار والمعتمرين من خلال مراقبة مستويات التلوث وتقديم التحذيرات المناسبة.
يركز المركز أيضًا على رصد جودة الهواء في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، حيث تنتشر المحطات في المدن الكبرى التي تشهد حركة سكانية مكثفة، مما يمكن من مراقبة التلوث بدقة والحفاظ على صحة السكان.
يساعد هذا النظام في التعرف على المناطق الأكثر تأثرًا بالملوثات واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيرها السلبي.
ينشر المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي مؤشرات جودة الهواء يوميًا عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، بهدف زيادة وعي الجمهور بأهمية جودة الهواء وتأثيرها على الصحة العامة.
تمكّن هذه المعلومات المواطنين من اتخاذ قرارات ذكية حول تنقلاتهم اليومية وتجنب المناطق التي تشهد ارتفاعًا في نسب التلوث.
يشكل مؤشر جودة الهواء أداة حيوية تستخدمها الجهات المختصة لتقييم مدى تلوث الهواء في مختلف أنحاء المملكة، حيث يعزز هذا المؤشر سلامة البيئة ويحمي صحة المواطنين من المخاطر المرتبطة بالتلوث.
تبرز أهمية هذا المؤشر بشكل خاص في المناطق الحضرية التي تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على جودة الهواء.
تأتي جهود المملكة في حماية البيئة ضمن إطار استراتيجي شامل يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة، كما تتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى بناء بيئة نظيفة وصحية لجميع المواطنين والمقيمين، يعكس هذا التوجه حرص المملكة على الاستثمار في البنية التحتية البيئية وتطوير التقنيات الحديثة.
يسهم استخدام التقنيات المتقدمة في تحسين دقة وكفاءة عمليات الرصد البيئي، حيث تعتمد المحطات على أجهزة حديثة قادرة على قياس مستويات الملوثات بشكل فوري ودقيق، مما يعزز سرعة اتخاذ القرارات المناسبة من قبل الجهات المعنية للحد من مصادر التلوث. ويعد هذا النظام نموذجًا متطورًا للرصد البيئي.
تتضمن برامج المركز توعية مجتمعية واسعة تهدف إلى تعزيز ثقافة المحافظة على البيئة ونقاء الهواء، من خلال حملات توعوية تستهدف مختلف فئات المجتمع، سواء من خلال المدارس أو وسائل الإعلام، كما تركز هذه البرامج على تحفيز المشاركة المجتمعية في جهود الحفاظ على البيئة.
يرتبط تحسين جودة الهواء بتقليل الأمراض التنفسية المزمنة والحالات الصحية المرتبطة بالتلوث، مما يسهم بشكل مباشر في تحسين مستوى الصحة العامة وتقليل الأعباء على النظام الصحي، لذلك تكتسب مراقبة جودة الهواء أهمية كبرى في تحقيق استقرار صحي واجتماعي.
تعمل الجهات المختصة على تحديث وتطوير معايير جودة الهواء بشكل دوري لمواكبة التطورات العلمية والتقنية العالمية، كما يتم مراجعة اللوائح التنفيذية بانتظام لضمان تماشيها مع أفضل الممارسات الدولية، يساهم هذا التحديث المستمر في رفع كفاءة النظام البيئي الوطني.
يشكل التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص ركيزة أساسية في نجاح برامج مراقبة جودة الهواء، حيث تسهم هذه الشراكات في تبادل البيانات والمعلومات وتوحيد الجهود لمكافحة مصادر التلوث بفعالية أكبر، يظهر هذا التعاون مدى التزام المملكة بحماية البيئة بشكل شامل.
تسهم محطات الرصد البيئي في تقديم تقارير دقيقة تتيح للمختصين تحليل الاتجاهات البيئية والتنبؤ بمستويات التلوث المستقبلية، مما يساعد في وضع خطط استباقية للحد من التلوث وتحسين جودة الهواء، يتيح هذا التخطيط المتقدم التحكم الأفضل في العوامل البيئية.
يحرص المركز على تطوير مهارات الكوادر البشرية المشغلة لمحطات الرصد البيئي من خلال برامج تدريب مستمرة تواكب أحدث التقنيات والمعايير الدولية، مما يضمن جودة الأداء واستمرارية العمل بكفاءة عالية، ينعكس ذلك على دقة البيانات وجودة الخدمات المقدمة.
تشكل البيانات التي تجمعها محطات الرصد قاعدة معلومات مهمة لدعم السياسات البيئية الوطنية، كما تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى المملكة إلى تنفيذها بحزم، يبرز دور المركز الوطني كجهة محورية في تعزيز الاستدامة البيئية.
في ضوء هذه الجهود المتواصلة، تؤكد المملكة حرصها على توفير بيئة نظيفة وصحية لجميع سكانها وزوارها، مع الالتزام التام بحماية الموارد الطبيعية والحفاظ على جودة الهواء، يعكس ذلك رؤية واضحة نحو مستقبل مستدام يضمن صحة ورفاهية الأجيال القادمة.