أكد تجمع القصيم الصحي أن العلاج الطبيعي لم يعد مجرد خيار علاجي محدود، بل تحول إلى ركيزة أساسية للحفاظ على الحركة والمرونة والتوازن مع التقدم في العمر، في وقت تتزايد فيه التحديات الصحية المرتبطة بالشيخوخة.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأوضح التجمع أن هذا النوع من العلاج يسهم في تعزيز مفهوم الشيخوخة الصحية، إذ يساعد كبار السن على مواجهة التغيرات الجسدية الطبيعية المرتبطة بالعمر، ويمنحهم فرصة للحفاظ على استقلاليتهم الحركية.
وأضاف أن العلاج الطبيعي يعمل على تحسين قوة العضلات، وتقوية الجهاز العضلي الهيكلي، ما ينعكس على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية دون الحاجة المستمرة إلى المساعدة.
كما يساهم في تحسين التوازن والقدرة على التحكم في الحركة، وهو ما يقلل من احتمالية السقوط والإصابات، التي تعد من أبرز المخاطر الصحية التي تواجه كبار السن.
ولفت التجمع إلى أن العلاج الطبيعي لا يقتصر دوره على الحركة فقط، بل يشمل أيضًا التعامل مع الألم المزمن، من خلال تقنيات وأساليب متنوعة تساعد في التخفيف من حدته وتحسين جودة الحياة.
وبيّن أن جلسات العلاج الطبيعي تساعد على تخفيف تيبّس المفاصل الذي قد يعيق ممارسة الأنشطة اليومية، إضافة إلى تحسين مرونة الجسم بشكل عام.
وأشار إلى أن مرضى الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والرئة يستفيدون من العلاج الطبيعي في دعم عملية التنفس، ما يساهم في تحسين الكفاءة الوظيفية للجسم.
وأوضح أن هذه الجلسات تعد وسيلة فعالة في إعادة التأهيل بعد العمليات الجراحية أو الإصابات، إذ تسرّع من عملية التعافي وتقلل من المضاعفات المحتملة.
وأكد أن إعادة التأهيل لا تنعكس على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد إلى الجانب النفسي والاجتماعي، حيث يشعر المريض بقدرة أكبر على التفاعل والمشاركة في المجتمع.
وشدد التجمع على أن العلاج الطبيعي يعد أداة وقائية، إذ يمكنه أن يساهم في الحد من ظهور الكثير من المشاكل الصحية قبل استفحالها، خاصة لدى كبار السن.
كما دعا إلى دمج العلاج الطبيعي ضمن الروتين الصحي للأفراد، باعتباره جزءًا من نمط حياة متكامل يهدف إلى تعزيز النشاط والاستقرار.
ولفت إلى أن الاهتمام بالعلاج الطبيعي يعكس وعيًا متناميًا بأهمية الصحة الوقائية، في ظل توجه المملكة لتعزيز جودة الحياة كأحد مستهدفات رؤية 2030، وأضاف أن توفير هذه الخدمات يسهم في تخفيف العبء على المنظومة الصحية، من خلال تقليل الحاجة إلى التدخلات الطبية المكلفة.
وبيّن أن اعتماد المجتمعات على العلاج الطبيعي يفتح المجال أمام تقليل استخدام الأدوية بشكل مفرط، خصوصًا في حالات الألم المزمن، وأكد أن تجربة كبار السن مع العلاج الطبيعي تثبت جدواه في تحسين نوعية الحياة، ليس فقط على المستوى الفردي، بل أيضًا على مستوى الأسرة والمجتمع.
وأشار إلى أن الجلسات العلاجية لا تحتاج دائمًا إلى أجهزة متقدمة، بل تعتمد أيضًا على التمارين الحركية والتقنيات البسيطة التي يمكن ممارستها في المنزل.
وختم التجمع دعوته بضرورة نشر الثقافة الصحية حول العلاج الطبيعي، وتوجيه الأفراد للاستفادة منه كخيار أساسي للوقاية والعلاج والتأهيل، بما يضمن حياة أطول وأكثر نشاطًا.