أصدرت منصة "تيك توك" تقريرها الأول حول الأثر الاجتماعي والاقتصادي في المملكة العربية السعودية تحت عنوان "تأثير تيك توك"، لتكشف بالأرقام والحقائق حجم الحضور المتنامي للتطبيق ودوره في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي والإبداعي داخل المملكة، التي أصبحت واحدة من أكثر الأسواق نشاطًا على مستوى المنطقة والعالم
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

وبحسب التقرير، تضم المنصة في السعودية أكثر من مليون صانع محتوى نشط، إلى جانب ما يزيد على 170 ألف شركة صغيرة ومتوسطة، وجميعها تعتمد على أدوات وخدمات "تيك توك" بشكل مباشر لتعزيز أنشطتها والوصول إلى جمهور أوسع، ما يجعل المنصة أحد المحركات الفاعلة في تطوير هذا القطاع الحيوي

الأرقام التي رصدها التقرير تعكس حجم التأثير المتزايد، ففي عام 2024 فقط، ساهمت أنشطة الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر "تيك توك" بإضافة 3.9 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما ترافق مع توفير أكثر من 25 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في أنحاء مختلفة من المملكة

كما أوضح التقرير أن أدوات الإعلان والحلول التسويقية المجانية التي تقدمها المنصة ساهمت في رفع إيرادات تلك الشركات بما يقارب 3 مليارات ريال إضافية، وهو ما انعكس على زيادة حضور العلامات التجارية المحلية وتحفيزها على إطلاق عروض ومنتجات جديدة استجابة لردود فعل الجمهور ومتابعاته

وبحسب الاستطلاعات، فإن 61% من الشركات الصغيرة والمتوسطة السعودية على المنصة لاحظت تحسنًا واضحًا في ظهور علامتها التجارية، فيما أطلق نحو نصفها مبادرات أو منتجات جديدة بناءً على تفاعل الجمهور، كما أكد 42% من هذه الشركات أن "تيك توك" ساعدها في تقليص الوقت والجهد المبذول في التسويق التقليدي

وتطرق التقرير إلى أثر المنصة على قطاع صناع المحتوى، حيث أكد أكثر من نصف المبدعين أن "تيك توك" ساعدهم على الوصول إلى جماهيرهم المستهدفة بشكل أسرع وأكثر فاعلية، ما جعل التطبيق أداة محورية في بناء المجتمعات الرقمية وتعزيز التفاعل بينها، إضافة إلى فتح فرص حقيقية للاستقلال المالي والنمو المهني

ولفت التقرير الانتباه إلى دور المنصة في تشجيع الشباب على ريادة الأعمال، حيث أعرب 55% من أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة عن قناعتهم بأن "تيك توك" يشكل حافزًا أساسياً لبدء مشروعات جديدة، بينما أكدت 23% من رائدات الأعمال السعوديات أن المنصة ألهمتهن للانطلاق في مشاريعهن الخاصة

وفي هذا السياق، شدد الدكتور حاتم سمان، المدير التنفيذي للعلاقات الحكومية والسياسات العامة في "تيك توك" بالسعودية، على أن دور المنصة لا يقتصر على الترفيه، بل يمتد ليشمل دعم ريادة الأعمال، وتمكين الشباب، وتعزيز الهوية الثقافية، مشيرًا إلى أن النمو الرقمي المتسارع يفتح المجال أمام صناعات وفرص اقتصادية جديدة

وأوضح سمان أن "تيك توك" تواكب التغيرات المستمرة في المشهد الرقمي وتتكيف مع توقعات المستخدمين، وهو ما يجعلها منصة مرنة قادرة على خدمة احتياجات متعددة، بدءًا من الترفيه والتثقيف وحتى التجارة الإلكترونية والتسويق الذكي

وتشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن تأثير "تيك توك" على سلوك المستهلكين في المملكة بلغ 110 مليارات ريال سعودي من الإنفاق السنوي خلال عام 2024، فيما بلغ حجم الفائض الاستهلاكي الذي حققته المنصة نحو 19 مليار ريال، وهو ما يعكس إقبال السعوديين على التفاعل مع المحتوى والخدمات المقدمة عبرها

ولم يقتصر الأثر على الاقتصاد، إذ تناول التقرير جانبًا اجتماعيًا وثقافيًا بالغ الأهمية، حيث أفاد 62% من السعوديين بأن المنصة ساعدتهم على تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية، فيما رأى 88% أن "تيك توك" يسهم بشكل مباشر في تعزيز الشعور الوطني والانتماء للمجتمع

وتبرز قوة المحتوى الثقافي المحلي على المنصة، إذ أكد 39% من المستخدمين أن "تيك توك" ساعدهم في التعبير عن تراثهم الثقافي، فيما قال 42% إنهم تعرفوا على وجهات سياحية محلية جديدة عبر التطبيق، ما أسهم في دعم السياحة الداخلية وإبراز التنوع الثقافي في المملكة

أما على الصعيد الدولي، فقد كشف التقرير أن 30% من مستخدمي التطبيق عالميًا أبدوا رغبتهم في زيارة السعودية بعد تفاعلهم مع المحتوى المحلي الذي يعرض ثقافة المملكة ومعالمها السياحية، بينما أكد 25% أن "تيك توك" ساعد في تكوين صورة إيجابية عن السعودية في مجالات مثل السياحة والرياضة والفنون

ويعكس هذا التوجه الدور المتنامي للتطبيق في تحسين صورة المملكة عالميًا، باعتباره نافذة للتواصل الثقافي والتبادل الحضاري، ما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تركز على تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية وثقافية رائدة على مستوى العالم

في ضوء هذه المؤشرات، يبدو أن "تيك توك" لم يعد مجرد تطبيق ترفيهي، بل تحول إلى منصة اقتصادية واجتماعية وثقافية متكاملة، تسهم في تمكين الشباب، ودعم الشركات، وتعزيز الحضور العالمي للمملكة، وهو ما يرسخ مكانتها كأحد الأسواق الرقمية الأسرع نموًا في المنطقة والعالم