فلكية جدة
"فلكية جدة" تكشف عن حدث نادر فجر الجمعة.. القمر في موقع غير مسبوق فوق الكعبة!
كتب بواسطة: زهور النجار |

تشهد سماء مكة المكرمة فجر يوم الجمعة المقبل ظاهرة فلكية مميزة، حيث يتعامد القمر الأحدب المتناقص بشكل نادر على موقع الكعبة المشرفة، في مشهد يخطف الأنظار ويجمع بين الدقة العلمية وروعة المنظر الطبيعي.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

وتحظى هذه الظاهرة الفريدة باهتمام واسع من الزوار والمصلين والفلكيين على حد سواء، نظرًا لما تحمله من معانٍ دينية وجمالية، إلى جانب قيمتها العلمية الكبيرة التي تتيح دراسة حركة القمر بدقة متناهية.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن التعامد بين القمر والكعبة يمثل اختبارًا مهمًا لصحة الحسابات الفلكية، ويؤكد دقة النماذج المستخدمة في التنبؤ بمواقع الأجرام السماوية.

وأشار أبو زاهرة إلى أن هذه الظاهرة تحدث عندما يصل القمر إلى وضعية يكون فيها فوق الكعبة المشرفة تمامًا، بحيث يتطابق موقعه في السماء مع النقطة الرأسية لموقع المسجد الحرام.

وبيَّن أن من أبرز الفوائد العملية لهذه الظاهرة إمكانية استخدامها لتحديد اتجاه القبلة من مناطق متعددة حول العالم بشكل مبسط ودقيق للغاية دون الحاجة إلى أدوات معقدة.

وأكد أن متابعة مثل هذه الأحداث الفلكية تسهم في تعزيز المعرفة العلمية، وتفتح المجال أمام الأجيال الجديدة لاكتشاف روعة الظواهر الكونية وعلاقتها بالحياة اليومية والعبادات.

وتوقع أبو زاهرة أن تكون الظاهرة مرئية بشكل واضح في أفق مكة المكرمة، حيث يمكن للمشاهدين رؤية القمر وهو يتعامد على الكعبة قبل لحظات من الفجر بقليل، في مشهد نادر يستحق الرصد والتوثيق.

وأشار إلى أن لحظة التعامد تعتبر دقيقة للغاية، إذ تستمر لفترة زمنية قصيرة، ما يتطلب من المهتمين تجهيز معداتهم وكاميراتهم مسبقًا لرصد الظاهرة بشكل مثالي.

وأوضح أن هذا التعامد لا يحدث يوميًا، بل يتكرر في فترات زمنية محدودة خلال العام، وهو ما يجعله حدثًا منتظرًا من قبل الفلكيين والهواة على حد سواء.

وبيَّن أن هذه الظاهرة تعكس التناغم البديع بين حركة الأجرام السماوية والمواقع الأرضية، وتُظهر عظمة الخالق في خلق الكون بدقة متناهية.

كما أوضح أن فريق الجمعية الفلكية بجدة سيقوم بمتابعة ورصد الظاهرة بشكل مباشر، مع توثيقها بالصور والتقارير العلمية التي سيتم نشرها لاحقًا.

وأشار إلى أن هذه المتابعة لا تهدف فقط للتوثيق، بل أيضًا لمقارنة النتائج الفعلية بما تقدمه النماذج الحسابية المتقدمة، وذلك للتحقق من دقة هذه النماذج.

وأوضح أن الفرق بين الحسابات النظرية والنتائج الواقعية -إن وُجد- يساعد العلماء على تحسين التوقعات المستقبلية المتعلقة بحركة القمر وبقية الأجرام السماوية.

وأضاف أن الجمعية تعمل بشكل مستمر على نشر الوعي الفلكي بين أفراد المجتمع، وتشجع على متابعة مثل هذه الظواهر لما تحمله من فوائد علمية وثقافية ودينية.

وأكد أن ظاهرة تعامد القمر على الكعبة ليست مجرد حدث بصري، بل هي فرصة لتقريب علم الفلك إلى عامة الناس وجعلهم جزءًا من تجربة رصد مثيرة وغنية بالمعلومات.

وبيَّن أن بعض الحجاج والمعتمرين سيحظون بتجربة روحية مميزة، إذ سيتمكنون من رؤية القمر مباشرة فوق الكعبة أثناء أدائهم للعبادات، في لحظة نادرة يصعب تكرارها.

كما دعا المصورين وهواة الرصد إلى الاستعداد لهذا الحدث من الآن، وتجهيز عدساتهم وأجهزتهم لتوثيق الظاهرة ونشر صورها بما يسهم في توعية المجتمع وتوسيع الاهتمام بعلم الفلك.

وفي ختام حديثه، شدد أبو زاهرة على أن هذا الحدث يرسخ مكانة مكة المكرمة كأحد أهم المواقع التي ترتبط بالظواهر الكونية، ويعكس روعة التوافق بين العلوم الحديثة والإيمان الديني.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار