كشف الباحث في الطقس والمناخ وعضو لجنة تسميات المناخية عبدالعزيز الحصيني، عن المواعيد الفلكية للفصول والمواسم المقبلة في المملكة، موضحًا أن هذه التواريخ تمثل محطات أساسية في التغيرات المناخية التي ينتظرها المواطنون والمزارعون على حد سواء.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأكد الحصيني أن فصل الخريف سيبدأ فلكياً في الأول من ربيع الثاني لعام 1447هـ، الموافق 23 سبتمبر 2025، وهو الموعد الذي يتزامن مع اعتدال درجات الحرارة وبداية تراجع شدة الحر، الأمر الذي يمنح الأجواء طابعًا مختلفًا عن أشهر الصيف الطويلة.
وأشار إلى أن موسم الوسم سيحل في الرابع والعشرين من ربيع الثاني 1447هـ، الموافق 16 أكتوبر 2025، وهو الموسم الذي يعد من أهم فترات السنة للزراعة، حيث تتزامن بدايته عادة مع هطول أمطار خفيفة ومتوسطة تساهم في إنبات المراعي والنباتات الموسمية.
وأوضح أن المربعانية، التي تعرف بكونها أشد فترات العام برودة، ستبدأ في السادس عشر من جمادى الثاني 1447هـ، الموافق 7 ديسمبر 2025، وهي الفترة التي تمتد أربعين يومًا، وتتميز بطول الليل وبرودة الطقس خاصة في المناطق الشمالية والوسطى.
وبيّن أن فصل الشتاء فلكياً سيبدأ في الثاني من رجب 1447هـ، الموافق 22 ديسمبر 2025، ليؤكد بذلك اكتمال الدورة الموسمية السنوية التي يتابعها السعوديون باهتمام بالغ نظرًا لارتباطها بالحياة اليومية والزراعة والرعي.
ولفت الحصيني إلى أنه سيتابع هذه المواسم عبر حسابه في تطبيق "سناب شات"، من خلال نشر تنبؤات وتحليلات جوية آنية تساعد المتابعين على الاستعداد لكل مرحلة من الفصول المقبلة.
ويأتي هذا الاهتمام بالمواسم والفصول انعكاسًا لأهمية الطقس في المملكة، حيث تؤثر التغيرات المناخية بشكل مباشر على النشاط الزراعي والرعوي، إضافة إلى الأنشطة السياحية والفعاليات الخارجية.
ويحرص الباحثون في المناخ، ومنهم الحصيني، على ربط المواعيد الفلكية بالمظاهر الطبيعية التي يلمسها الناس على أرض الواقع، مثل تغير طول النهار والليل، وحركة الرياح، ومعدلات الأمطار.
ويُعد فصل الخريف في السعودية مرحلة انتقالية مهمة، إذ يخفّ فيها الحر تدريجيًا، ويبدأ الناس في ممارسة أنشطة خارجية كانت محدودة في الصيف بسبب شدة الحرارة.
أما الوسم، فيكتسب مكانته التاريخية والزراعية، حيث ينتظره المزارعون بفارغ الصبر لما يحمله من فرص لإنبات المراعي وتحسين جودة التربة، مما ينعكس على إنتاج المحاصيل الموسمية.
وفي المقابل، تفرض المربعانية تحديات قاسية، إذ تشهد معظم المناطق موجات برد قد تصل إلى درجات متدنية جدًا، ما يتطلب استعدادًا من الأسر والمزارعين ومربي المواشي لتفادي آثارها.
ويعتبر دخول الشتاء رسميًا في 22 ديسمبر بداية لمرحلة جديدة من النشاط المناخي، حيث تتزايد فرص هطول الأمطار الغزيرة في بعض المناطق، ما يجعلها فترة ينتظرها محبو الأجواء الباردة والأمطار.
كما تساهم هذه المواسم في رسم ملامح الأنشطة السياحية الداخلية، حيث يزداد الإقبال على الوجهات الصحراوية والبرية خلال فترات البرد، لتتحول إلى مقاصد شعبية للعائلات والشباب.
ويرى خبراء المناخ أن تحديد مواعيد الفصول بدقة يساعد الجهات الرسمية في التخطيط للأنشطة الزراعية والمائية، وضبط جداول الفعاليات والمهرجانات التي ترتبط بالطقس بشكل مباشر.
ويتابع السعوديون هذه التواريخ باهتمام، إذ اعتادوا أن تكون بداية الفصول والمواسم مؤشرًا على تغيرات ملموسة في حياتهم اليومية، سواء من حيث الملابس أو الغذاء أو السفر.
كما يولي قطاع التعليم والجهات الصحية أهمية لهذه التغيرات، نظرًا لتأثيرها على صحة الأفراد، وارتباطها بمعدلات انتشار أمراض موسمية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد.
ويُتوقع أن تشهد المواسم المقبلة تفاعلاً واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع نشر الصور والتقارير الميدانية من مختلف مناطق المملكة توثق أولى بشائر الأمطار والبرد.
ويؤكد خبراء أن متابعة هذه المواسم لا تقتصر على التسلية أو الفضول، بل تعكس ارتباط الإنسان السعودي ببيئته، وحرصه على فهم التغيرات الطبيعية التي تحدد إيقاع حياته اليومية.
ويختم الحصيني بالتأكيد على أن حساباته ستواصل تقديم المعلومات الدقيقة في حينها، مشيرًا إلى أن الوعي بالمواسم يساعد على التكيف مع الظروف المناخية، والاستفادة المثلى منها في مختلف المجالات.