أطلقت الجمعية السعودية للتثقيف الدوائي المعروفة باسم "دوائي" حملة وطنية جديدة تحمل عنوان التوعية بالسلامة الدوائية لاضطرابات النوم، في خطوة تعكس اهتمامًا متزايدًا بالصحة العامة وبخاصة في مجال الاضطرابات المرتبطة بالنوم التي باتت تشكّل تحديًا صحيًا عالميًا.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأوضحت الجمعية أن اضطرابات النوم من أكثر المشكلات شيوعًا في المجتمع السعودي والعالمي، مشيرة إلى أن الأبحاث المحلية الحديثة رصدت ارتفاعًا ملحوظًا في استهلاك الميلاتونين ومنتجات النوم الأخرى، وهو ما يستدعي التحذير من مخاطر الاستخدام العشوائي لهذه العقاقير.
وأكدت الجمعية أن اللجوء إلى الأدوية المنومة دون إشراف طبي قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، خاصة عند استخدامها لفترات طويلة أو بجرعات غير مدروسة، وهو ما يجعل من التثقيف الدوائي حاجة ملحّة لحماية المجتمع.
الحملة الجديدة تسلط الضوء على أنواع اضطرابات النوم المختلفة، بدءًا من الأرق المزمن وانتهاءً باضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، وذلك بهدف رفع الوعي بأسبابها المتنوعة وكيفية التعامل معها بطريقة صحية.
كما تركز الحملة على توضيح المخاطر المرتبطة بسوء استخدام المنومات، لاسيما لدى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات مثل كبار السن والأطفال، حيث يمكن أن تؤدي هذه الممارسات إلى مشكلات صحية معقدة.
ومن بين أهداف الحملة أيضًا تصحيح الشائعات والمفاهيم الخاطئة المنتشرة حول النوم وأدويته، إذ لا يزال البعض يعتقد أن استخدام الأدوية المنومة حل آمن وسريع لكل حالات الأرق، وهو اعتقاد يفتقر إلى الأساس العلمي.
وأكدت "دوائي" أن الحملة تأتي امتدادًا لسلسلة من المبادرات الوطنية التي اعتادت الجمعية تنظيمها على مدار السنوات الماضية، بهدف تعزيز ثقافة السلامة الدوائية بين مختلف شرائح المجتمع.
وتعكس هذه الجهود التزام الجمعية برسالتها المتمثلة في تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين من خلال التوعية بمخاطر الاستخدام غير الآمن للأدوية.
كما تسعى الجمعية من خلال هذه الفعاليات إلى بناء جسر من الثقة مع المجتمع عبر تقديم محتوى علمي مبسط وسهل الفهم، يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات صحية أكثر وعيًا.
وأشارت الجمعية إلى أن اضطرابات النوم لا ترتبط فقط بعادات النوم الخاطئة، بل قد تكون نتيجة مشكلات نفسية أو جسدية أعمق، وهو ما يجعل التشخيص الطبي الدقيق أمرًا أساسيًا قبل اللجوء لأي علاج دوائي.
وتؤكد الحملة أن الحلول السليمة لمشكلات النوم لا تقتصر على الأدوية، بل تشمل أيضًا اتباع أنماط حياة صحية، مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتقليل استهلاك الكافيين وتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ.
من جانب آخر، تسعى الجمعية إلى توعية الكوادر الطبية والصيدلانية حول أحدث التوصيات العالمية في وصف أدوية النوم، لضمان تقديم رعاية متوازنة تقلل من المخاطر المحتملة.
وستتضمن الحملة تنظيم فعاليات توعوية في أماكن عامة ومؤسسات تعليمية وصحية، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع ونشر المعرفة بطريقة تفاعلية.
كما ستعتمد الحملة على وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية لزيادة التأثير، وذلك من خلال مقاطع مرئية قصيرة، ورسائل توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030 التي تركز على تعزيز صحة الفرد والمجتمع، والحد من المشكلات الصحية الناجمة عن أنماط الحياة غير السليمة.
وتسعى "دوائي" من خلال هذه الحملة إلى بناء وعي مجتمعي طويل الأمد حول أهمية التعامل الرشيد مع الأدوية، بما يسهم في تقليل الاعتماد غير الضروري على العقاقير المنومة.
ويُنتظر أن تحدث الحملة أثرًا إيجابيًا ملموسًا في توجيه السلوكيات الصحية المتعلقة بالنوم، بما يرفع من مستوى الإنتاجية اليومية ويعزز الصحة النفسية والجسدية.
وتأمل الجمعية أن تكون هذه الحملة نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التثقيف الصحي، تضع السلامة الدوائية على رأس أولويات الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
