أصدر المركز الوطني للأرصاد تقريره اليومي المفصل عن حالة الطقس المتوقعة اليوم الأحد، كاشفاً عن خريطة جوية شديدة التباين تسيطر على مختلف مناطق المملكة العربية السعودية.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
ويعكس هذا التقرير الطبيعة الجغرافية والمناخية الفريدة للمملكة، حيث تتعايش الظواهر الجوية المتناقضة في يوم واحد، مما يتطلب متابعة مستمرة ويقظة من المواطنين والمقيمين.
ففي الوقت الذي تستعد فيه مناطق لتسجيل درجات حرارة مرتفعة للغاية، تستقبل مناطق أخرى تحذيرات من هطول أمطار قد تصل إلى مستوى الغزارة مصحوبة بعواصف رعدية.
وقد تصدرت محافظة العُلا قائمة المدن الأعلى حرارة على مستوى المملكة، حيث من المتوقع أن تصل درجة الحرارة العظمى فيها إلى خمس وأربعين درجة مئوية كاملة.
وتشترك معها في الأجواء الحارة مدينة ينبع التي تسجل نفس درجة الحرارة المرتفعة، مما يجعلهما من أكثر المناطق سخونة لهذا اليوم وتتطلب احتياطات خاصة للتعامل مع الإجهاد الحراري.
وفي المدن الرئيسية الكبرى، سجلت كل من العاصمة الرياض ومكة المكرمة والدمام والأحساء أربعين درجة مئوية، بينما سجلت المدينة المنورة ثلاثة وأربعين درجة مئوية اليوم.
هذه الأرقام المرتفعة تؤكد استمرار التأثيرات الصيفية على أجزاء واسعة من البلاد، وتستدعي أهمية اتباع إرشادات السلامة وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة.
وعلى النقيض تماماً، تشهد المرتفعات الجنوبية الغربية سيناريو جوياً مختلفاً كلياً، حيث من المتوقع أن تهطل أمطار تتراوح شدتها بين المتوسطة والغزيرة على كل من أبها والباحة والطائف.
هذه الأمطار تأتي مصحوبة بنسب رطوبة مرتفعة تصل إلى تسعين بالمئة في أبها والباحة، مما يزيد من الشعور بعدم الارتياح بالرغم من اعتدال درجات الحرارة نسبياً.
وتعد منطقة السودة الاستثناء الأبرز في خريطة درجات الحرارة، حيث تسجل طقساً معتدلاً للغاية مع عظمى تبلغ أربعاً وعشرين درجة وصغرى تنخفض إلى أربع عشرة درجة مئوية فقط.
هذا التباين الكبير الذي يتجاوز عشرين درجة مئوية بين السودة والعلا في يوم واحد، يبرز التنوع المناخي المذهل الذي تتمتع به جغرافية المملكة المترامية الأطراف.
أما في مكة المكرمة، فالظاهرة الجوية لا تقتصر على الحرارة المرتفعة، بل يتوقع المركز هطول أمطار رعدية تكون مصحوبة برياح نشطة مما قد يؤثر على الأجواء العامة في العاصمة المقدسة.
وفي العاصمة الرياض، تتزامن الحرارة المرتفعة مع رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، وهو ما قد يؤدي إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية على الطرقات ويتطلب الحذر أثناء القيادة.
وتشاركها في هذه الظاهرة الترابية مدن أخرى مثل الخرج والمجمعة ووادي الدواسر، مما يجعل المناطق الوسطى من المملكة عرضة لتأثيرات الغبار بشكل مباشر خلال اليوم.
وتشهد المنطقة الشرقية، وتحديداً مدينة الدمام، ظاهرة العوالق الترابية التي قد تؤثر على جودة الهواء، بالتزامن مع ارتفاع نسبة الرطوبة التي تصل إلى سبعين بالمئة.
وفي مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، يكون الطقس غائماً جزئياً مع رياح نشطة ونسبة رطوبة عالية جداً تصل إلى ثمانين بالمئة، مما يزيد من الإحساس بالحرارة بشكل كبير.
إن تحليل هذه البيانات يكشف عن أهمية الدور الذي يلعبه المركز الوطني للأرصاد في تقديم معلومات دقيقة وحيوية تساهم في التخطيط اليومي لمختلف القطاعات والأفراد في البلاد.
وتساعد هذه التقارير في رفع مستوى الوعي المجتمعي بالمخاطر المحتملة، سواء كانت ناتجة عن الحرارة الشديدة أو الأمطار الغزيرة أو العواصف الترابية التي تؤثر على السلامة العامة.