حمل خارج الرحم
"مستشفى الدكتور سليمان الحبيب" يكشف كواليس عملية معقدة.. إنقاذ ثلاثينية من "مصير مأساوي"!
كتب بواسطة: زهور النجار |

تمكّن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر من إنقاذ حياة سيدة ثلاثينية واجهت مضاعفات خطيرة نتيجة حمل خارج الرحم، حيث كانت تعاني من آلام شديدة ونزيف متكرر أدى إلى ضعف عام في الجسم، ما استدعى تدخلاً عاجلاً لإنقاذها.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

وأوضح الدكتور سعد الشهراني المدير الطبي بالمستشفى أن المريضة وصلت إلى قسم الطوارئ محولة من مستشفى آخر، وتم التعامل مع حالتها فوراً عبر تقديم الإسعافات الأولية وإجراء الفحوصات الطبية الدقيقة التي أظهرت بوضوح وجود حمل خارج الرحم في بداية قناة فالوب اليسرى، إضافة إلى تليف كبير الحجم بالرحم.

وبيّنت الفحوص المخبرية ارتفاعاً ملحوظاً في هرمون الحمل، الأمر الذي أكد احتمالية انفجار كيس الحمل، بما قد يسببه من نزيف حاد وصدمة دموية وفقدان قناة فالوب واحتمال الوفاة في حال التأخر بالتدخل الطبي.

وأشار الشهراني إلى أنه جرى على الفور استدعاء فريق طبي متكامل من تخصصات النساء والولادة والأشعة التداخلية والعناية المركزة والطوارئ، لدراسة الحالة واتخاذ القرار العلاجي الأنسب.

وبعد مراجعة نتائج الفحوص، اتفق الفريق على التدخل العلاجي العاجل باستخدام تقنية طبية متقدمة تعتمد على الأشعة التداخلية، هدفها إزالة الحمل خارج الرحم مع الحفاظ على سلامة الرحم، خصوصاً أن هذا الحمل كان الأول للمريضة.

ولفت الشهراني إلى أن العملية أجريت عبر قسطرة دقيقة استغرقت 45 دقيقة فقط، تضمنت فتح شق صغير لا يتجاوز 2 ملم، ثم إغلاق الشرايين المغذية للحمل وللتليف في آن واحد، وهو ما ساهم في السيطرة على الوضع بشكل كامل.

وبعد نجاح التدخل الطبي، نُقلت المريضة إلى جناح التنويم لمتابعة حالتها الصحية تحت إشراف الفريق الطبي، حيث أظهرت فحوصات السونار بعد العملية إزالة الحمل بصورة تامة واستقرار مستويات هرمون الحمل.

وأكد الشهراني أن المريضة تعافت تدريجياً بعد العملية وغادرت المستشفى في غضون يومين فقط وهي تتمتع بصحة جيدة، لتعود إلى ممارسة حياتها الطبيعية دون مضاعفات.

ويُعد هذا الإنجاز الطبي مثالاً على كفاءة الكوادر الصحية في المملكة وقدرتها على التعامل مع الحالات الحرجة والمعقدة باستخدام أحدث التقنيات العلاجية.

كما يعكس نجاح التدخل التزام مستشفيات القطاع الخاص بتوفير رعاية صحية متقدمة تتماشى مع المستهدفات الوطنية في تحسين جودة الخدمات الطبية وتوسيع خيارات العلاج الحديثة.

ويبرز استخدام الأشعة التداخلية في هذه العملية كخيار آمن وفعال يقلل من التدخل الجراحي التقليدي، ويختصر وقت العملية وفترة التعافي بشكل ملحوظ.

وتُعد هذه التقنية جزءاً من التوجه العالمي نحو الجراحات الأقل تدخلاً، والتي تسهم في تقليل المخاطر المرتبطة بالعمليات المفتوحة وتوفير تجربة أكثر أماناً للمريضات.

ويؤكد الأطباء أن مثل هذه النجاحات تفتح آفاقاً أوسع أمام السيدات اللواتي يعانين من مشكلات نسائية معقدة، خاصة المرتبطة بالحمل خارج الرحم أو وجود أورام ليفية في الرحم.

كما تمنح هذه الإجراءات المبتكرة أملاً أكبر للنساء الراغبات في الحفاظ على فرص الحمل الطبيعي مستقبلاً، وهو ما يعزز من القيمة الإنسانية والعلمية لمثل هذه التدخلات.

ويعكس هذا النوع من التدخلات الطبية المستوى المتقدم الذي وصلت إليه المستشفيات السعودية في مجالات علاجية دقيقة، بما يتوافق مع رؤية 2030 الطامحة إلى جعل المملكة مركزاً إقليمياً للرعاية الصحية المتطورة.

ويشهد القطاع الصحي السعودي استثمارات متزايدة في تقنيات الأشعة التداخلية لما توفره من حلول عملية ونتائج سريعة، إضافة إلى دورها في خفض تكاليف الرعاية الصحية على المدى البعيد.

ويؤكد نجاح هذه العملية أن الكفاءات الطبية المحلية والأجنبية العاملة في المملكة قادرة على تقديم تجارب علاجية تضاهي ما يتم في كبرى المراكز الطبية العالمية.

كما يُبرز الدور المحوري للتعاون بين مختلف التخصصات الطبية في إنقاذ الأرواح وتعزيز نتائج العلاج، وهو ما يجعل من هذه القصة نموذجاً يبعث بالطمأنينة والثقة للمرضى وذويهم.

وتُعد تجربة المريضة الثلاثينية رسالة واضحة بأن التشخيص المبكر والتدخل السريع باستخدام أحدث التقنيات، يشكلان خط الدفاع الأول ضد المضاعفات التي قد تهدد حياة المرأة وصحتها الإنجابية.

إن نجاح هذه العملية لا يمثل فقط إنقاذاً لحياة سيدة شابة، بل يشكل إضافة نوعية لمسيرة الإنجازات الطبية في المملكة، ويعكس التزام القطاع الصحي بالابتكار والتميز في خدمة المريض.

 

 

أحدث الأخبار
اخر الاخبار