أكد عبد الله بن حجر عضو الجمعية السعودية للسلامة المرورية أن الحوادث المرورية في المملكة ليست مجرد حوادث عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لسلوكيات شائعة يمارسها السائقون على الطرقات، لكنها في حقيقتها سلوكيات خطيرة تقود إلى نتائج مدمرة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأوضح في مداخلة إذاعية عبر أثير إذاعة الإخبارية أن العامل البشري يبقى السبب الأول وراء معظم الحوادث المرورية، مشيرًا إلى أن هذه الحوادث يمكن تفاديها تمامًا إذا التزم السائقون بقواعد القيادة السليمة، وتحلوا بالانتباه أثناء القيادة، ومارسوا السلوكيات المرورية الصحيحة.
وبيّن أن الانحراف المفاجئ للمركبة يعد دليلاً واضحًا على ضعف التخطيط من قبل السائق، إذ يكشف عن غياب الاستعداد المسبق لقيادة آمنة، كما أن مثل هذا التصرف يعرض حياة السائق ومن معه لخطر كبير يمكن تفاديه بقليل من التركيز.
وأشار إلى أن عدم ترك مسافة كافية بين المركبات على الطريق يضاعف من شدة الحوادث، فالاصطدام في حال حدوث توقف مفاجئ يصبح شبه حتمي، وهو أمر يمكن تجنبه بالالتزام بمسافة الأمان التي تتيح مجالاً للمناورة والتوقف الآمن.
ولفت إلى أن استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة يمثل أحد أكثر مظاهر التشتت تعمدًا، حيث ينشغل السائق عن الطريق والبيئة المحيطة به، ما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث حتى في الطرق المنظمة والمراقبة بالكاميرات.
وأضاف أن هذه السلوكيات السلبية ليست فردية فحسب، بل هي ظاهرة متكررة يوميًا على طرق المملكة، ما يجعل معالجة هذه الممارسات أولوية قصوى للحد من الخسائر البشرية والمادية الناتجة عنها.
وأوضح أن الالتزام لا يقتصر على تجنب المخالفات فحسب، بل هو وعي مجتمعي ينعكس على السلامة العامة، مؤكداً أن القيادة ليست مجرد تنقل من مكان إلى آخر، بل مسؤولية تحكم في الأرواح والممتلكات.
وبيّن أن المملكة تبذل جهودًا كبيرة في تحسين البنية التحتية المرورية وتطوير أنظمة النقل الذكي، إلا أن هذه الجهود تظل ناقصة إذا لم يقابلها وعي من مستخدمي الطريق.
وأشار إلى أن الحملات التوعوية التي تطلقها الجهات المختصة تستهدف ترسيخ مفهوم القيادة الآمنة، لكن التطبيق العملي على الطريق يبقى هو المعيار الحقيقي لنجاح هذه الحملات.
وأكد أن من أبرز الحلول تقوية برامج التدريب على القيادة، بحيث لا تقتصر على تعليم مهارات التحكم بالمركبة، بل تمتد إلى غرس سلوكيات القيادة الآمنة وإدارة المواقف الطارئة.
وأضاف أن السائق الواعي يجب أن يدرك أن الطريق بيئة مشتركة، وأن أخطاءه لا تنعكس عليه وحده بل تمتد إلى الآخرين، وهذا الوعي هو ما يميز السائق المسؤول عن المتهور.
وأوضح أن رؤية المملكة 2030 تولي ملف السلامة المرورية اهتمامًا خاصًا، باعتباره جزءًا من تحسين جودة الحياة، وتقليل نسب الوفيات الناتجة عن الحوادث التي تستنزف الموارد البشرية والاقتصادية.
وبيّن أن الاستثمار في التوعية والرقابة والتشريعات الصارمة، إلى جانب تطوير التقنيات الذكية، كلها خطوات متكاملة للحد من السلوكيات المرورية الخطرة.
وأشار إلى أن التجارب العالمية تثبت أن الانضباط المروري ليس نتاج البنية التحتية وحدها، بل هو انعكاس لثقافة المجتمع ومدى وعيه بأهمية احترام القوانين.
وأكد أن الحوادث ليست قدراً محتوماً، بل نتيجة قرارات آنية يتخذها السائقون خلف المقود، ما يعني أن تجنبها ممكن عبر قرارات صحيحة ومسؤولة.
وأضاف أن احترام الإشارات المرورية، وعدم الإسراع، والابتعاد عن المشتتات، أمور بسيطة لكنها قادرة على إنقاذ الأرواح وتخفيف الأعباء على المستشفيات والجهات الأمنية.
وأوضح أن الجمعية السعودية للسلامة المرورية تعمل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لتقليل نسب الحوادث عبر الدراسات الميدانية والبرامج التوعوية الموجهة لفئات المجتمع المختلفة.
واختتم بالتأكيد على أن القيادة الآمنة ليست خيارًا فرديًا، بل التزام جماعي يسهم في بناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا، وأن التهاون في ذلك يعني استمرار نزيف الأرواح والخسائر على الطرق.