شددت وزارة الصحة السعودية على أهمية تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية، مؤكدة أن التطعيم يُعد وسيلة فعالة لتحفيز المناعة ضد الفيروسات المنتشرة خلال فصلي الخريف والشتاء.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأوضحت الدكتورة فاطمة الكواري، استشارية طب الأسرة، أن اللقاح يعمل على تنشيط الجهاز المناعي وتكوين أجسام مضادة، ما يساهم في التعرف على الفيروس مبكرًا والتصدي له.
وأكدت أن اللقاح لا يمنع الإصابة بشكل تام، لكنه يخفف من شدة الأعراض ويقلل من احتمالية حدوث مضاعفات، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
وأضافت الكواري، في تصريحها عبر حساب وزارة الصحة بمنصة "إكس"، أن الإنفلونزا الموسمية تختلف عن نزلات البرد العادية، كونها عدوى فيروسية أشد حدة وسرعة في الانتشار.
وبيّنت أن هذا النوع من الإنفلونزا سُمّي "موسميًا" لأنه يظهر في أوقات محددة من العام، وغالبًا ما يبدأ انتشاره في بداية فصل الخريف ويستمر طوال فصل الشتاء.
وتُعد الإصابة بالإنفلونزا الموسمية أمرًا شائعًا بين جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال والبالغين، مما يتطلب استجابة وقائية على نطاق واسع.
وأشارت إلى أن التلقيح السنوي ضروري نظرًا لتغير سلالات الفيروس الموسمي باستمرار، مما يستوجب تحديث اللقاحات سنويًا لتتناسب مع السلالات المنتشرة حديثًا.
وتنصح الجهات الصحية في المملكة بالحصول على اللقاح قبل بدء موسم الانتشار، وذلك لتحقيق فعالية قصوى في بناء المناعة وتحقيق الحماية المجتمعية.
ويأتي هذا التوجيه ضمن حملة توعوية أطلقتها وزارة الصحة بهدف تعزيز الوعي العام بأهمية الوقاية الموسمية، ودعم الجهود الوطنية للحد من انتشار الأمراض المعدية.
وتستهدف الحملة المرافق التعليمية، والجهات الحكومية، والقطاع الخاص، بهدف رفع نسبة التغطية باللقاح في مختلف مناطق المملكة، لا سيما في المدن ذات الكثافة السكانية العالية.
ويُعد توفير اللقاح بشكل مجاني في مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات الحكومية جزءًا من التزام وزارة الصحة بتوسيع مظلة الوقاية وتخفيف الضغط على النظام الصحي.
كما تؤكد الوزارة أن اللقاح آمن ومعتمد من الهيئات الصحية العالمية، وقد أثبت فعاليته على مدار السنوات في تقليل عدد الحالات الحرجة والوفيات الناتجة عن الفيروس.
ويُوصى به أيضًا للنساء الحوامل والعاملين في القطاع الصحي، نظرًا لكونهم من الفئات الأكثر تعرضًا للعدوى أو التي يمكن أن تنقل الفيروس لغيرهم دون ظهور أعراض واضحة.
وتدعو وزارة الصحة إلى تجاهل الشائعات المنتشرة حول اللقاح، مشيرة إلى أن الإحجام عن التطعيم يُعرض الفرد والمجتمع لمخاطر لا داعي لها ويمكن تفاديها بسهولة.
كما توفر الوزارة عبر منصاتها الرسمية ومراكز الاتصال معلومات دقيقة حول مواعيد أخذ اللقاح، وأماكن توفره، والفئات التي يُفضل لها التطعيم المبكر.
وتتزامن الحملة مع تزايد عدد حالات الإنفلونزا في بعض المناطق، ما يجعل التوعية والتطعيم أولوية قصوى للحفاظ على الصحة العامة واستقرار النظام الصحي.
ويرى مختصون أن تعزيز ثقافة التطعيم الموسمي يُشكل ركيزة أساسية في أي نظام صحي متطور، ويُساهم في بناء مجتمع أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات الصحية الموسمية.
وتسعى الوزارة من خلال هذه الجهود إلى بناء مناعة جماعية واسعة، تسهم في خفض معدلات العدوى والتقليل من الإجازات المرضية وتحقيق استمرارية العمل والتعليم.