بدأت أمانة منطقة الرياض فعليًا خطواتها الأولى لتنفيذ مشروع أنسنة المناطق المركزية الذي يعد من أبرز المشاريع الحضرية الداعمة لجودة الحياة، حيث كشف مدير الدراسات والتصاميم بالأمانة المهندس محمد آل تميم أن مدة تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع ستستغرق 12 شهرًا فقط.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
وأكد آل تميم في حديثه أن المشروع يندرج ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى جعل العاصمة مدينة صديقة للإنسان، عبر تعزيز البعد الإنساني في تخطيطها العمراني وتحويلها إلى بيئة أكثر راحة ومرونة.
المشروع سيشهد تنفيذ مسارات آمنة ومتكاملة للمشاة والدراجات، بما يعزز من ثقافة التنقل المستدام ويقلل من الاعتماد على المركبات، وهو ما يعكس توجه عالمي نحو مدن أكثر خضرة وأقل ازدحامًا.
كما أوضح أن الخطة تتضمن زراعة نحو 480 ألف شجرة، في خطوة ضخمة تعكس الاهتمام بتحسين المشهد الحضري ومكافحة التلوث وتعزيز الغطاء النباتي داخل العاصمة.
إضافة إلى ذلك، سيتم تهيئة 4 آلاف موقف للسيارات، ما يسهم في تخفيف الضغط المروري ودعم خطة تنظيم الحركة في الأحياء المستهدفة.
المرحلة الأولى من المشروع ستغطي أربعة أحياء رئيسية هي الروضة، والروابي، والسويدي الغربي، والمغرزات، وهي مناطق تشهد كثافة سكانية وحيوية عالية.
اختيار هذه الأحياء يعكس رؤية شاملة تستهدف إعادة تشكيل مراكز النشاط اليومي للمواطنين بما يتماشى مع أنماط الحياة الحديثة التي تركز على المشي والترفيه.
وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لمبادرات أمانة الرياض السابقة في تطوير الحدائق العامة والممرات الخضراء، ما يجعل المشروع امتدادًا لمسار طويل من التحول الحضري.
تجربة "أنسنة" المدن أثبتت عالميًا أنها عامل رئيسي في رفع مستوى السعادة المجتمعية، حيث يشعر السكان بارتباط أوثق مع محيطهم الحضري ويزداد تفاعلهم مع الفضاء العام.
كما يعزز المشروع من قيمة الرياض كوجهة حضرية جاذبة للاستثمار والسياحة، خصوصًا في ظل المنافسة الإقليمية بين العواصم الكبرى.
ولن يقتصر الأثر على تحسين البيئة العمرانية فقط، بل سيمتد ليشمل الصحة العامة من خلال تشجيع أنماط الحياة النشطة وخفض مستويات التلوث.
الخطط الموضوعة تأخذ في الاعتبار توفير بيئة آمنة ومرنة لأصحاب الهمم وكبار السن، مما يعكس شمولية المشروع وعدالته في توفير الخدمات للجميع.
كذلك فإن زراعة مئات الآلاف من الأشجار سيسهم في خفض درجات الحرارة في فصل الصيف، وهو أمر شديد الأهمية لمدينة مثل الرياض التي تشهد مناخًا حارًا.
المشروع يعكس أيضًا تحولًا في الثقافة العمرانية المحلية، حيث يتم إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان بعيدًا عن هيمنة المركبات.
ويرى مراقبون أن نجاح هذه المرحلة سيحدد مستقبل التوسع إلى مراحل أخرى تشمل أحياء إضافية، ما قد يحدث نقلة نوعية في وجه العاصمة ككل.
كما يتوقع أن ينعكس المشروع إيجابًا على القيمة العقارية للأحياء المستهدفة، ويحفز الأنشطة التجارية والخدمية فيها.
ويأتي هذا ضمن سلسلة مشاريع استراتيجية تعلنها المملكة لجعل الرياض واحدة من أكثر مدن العالم ملاءمة للعيش، متوافقة مع طموح أن تكون ضمن أفضل 10 مدن عالمية بحلول 2030.
ومع انطلاق التنفيذ الفعلي خلال 12 شهرًا، يترقب سكان الرياض نتائج هذا المشروع الطموح الذي يعد وعدًا بمساحات أوسع للحياة، وأكثر دفئًا للإنسان.